لهذه الأسباب سيبقى يوم 23 أكتوبر في ذاكرتي قال السينمائي رضا الباهي أن يوم 23 أكتوبر موعد استثنائي في حياته باعتباره عاد من مهرجان أبو ظبي السينمائي إلى تونس حاملا إحدى جوائز المهرجان وتوجه مباشرة إلى مكتب الاقتراع ليمارس حقه الانتخابي. وأضاف رضا الباهي في هذا السياق أنه وصل تونس في السابعة صباحا بعد رحلة دامت ثمان ساعات وصاحب ابنه العائد من باريس كذلك للانتخاب مشيرا إلى أنه تجاوز الستين من العمر ومع ذلك لأول مرة يصوت في حياته. وعن تتويجه بجائزة أفضل منتج في العالم العربي خصوصا وأن شريطه «ديما براندو» تعرض لعديد المشاكل الإنتاجية، أكد المخرج رضا الباهي أن فوزه بهذه الجائزة يعود - وفقا لحديثه مع رئيس لجنة التحكيم- إلى إصراره على انجاز «ديما براندو» رغم موت النجم الهوليودي «مارلون براندو» والديون المتراكمة على شركة إنتاجه بسبب كلفة تصوير هذا الشريط. وأشار الباهي أن «ديما براندو» كان محل ترحيب من قبل الفاعلين والمتابعين للدورة الخامسة من مهرجان أبوظبي السينمائي كما توج ضمن العشرة الأفلام الأوائل في تورنتو حيث دخل المنافسة إلى جانب قائمة تضم 300 شريط من مختلف دول العالم. وكشف محدثنا أنه سيحدد قريبا موعد عرض فيلم «ديما براندو» في تونس مبينا أن مضامين فيلمه -رغم أنه صور قبل الثورة وكتب النص منذ 2004 - تطرح قضايا راهنة في بلادنا على غرار استغلال الغرب لحضارتنا والتهميش الذي تعاني منه بعض الفئات الاجتماعية خصوصا منها الشباب مما يجعلهم يحلمون بهجر البلاد وتفضيل العالم الغربي والتوق للحلم الأمريكي. ونفى الباهي أن يكون وصول بعض الأحزاب اليمينية للحكم في تونس قد يعرقل تجربته السينمائية لأنه يؤمن أنه سينمائي حر وسيظل كذلك مهما كان مصير البلاد في المستقبل وقال في ذات السياق أن حال الفن يشهد تطورا بعد 14 جانفي وكل العالم يراقب التجربة التونسية وينتظر منها التميز والأفضل بعد ثورة الحرية. وطالب رضا الباهي الأحزاب التونسية التي ستتولى قيادة البلاد بصياغة بديلة تطور من حال الفن السابع وذلك من خلال السيطرة على مسألة القرصنة و تحديد أولويات الإنتاج والتوزيع بتخفيض الكلفة وتقديم أكثر عدد من الأعمال على غرار التجربة الإيرانية التي ورغم انخفاض ميزانيات إنتاجها وصلت إلى العالمية. على صعيد آخر، نوه صاحب شريط «ديما براندو» بفيلم هند صبري «أسماء» الذي عرض في مهرجان أبو ظبي مؤخرا وفاز بجائزتي الإخراج لعمرو سلامة وأفضل ممثل لماجد الكدواني وقال الباهي في هذا الإطار، أن هند صبري كانت متفوقة في الشريط ولولا اسمها لم أنجز هذا الفيلم الجرئ في طرحه مشيرا إلى أن النجمة التونسية لم تعد في حاجة لشهادة من المخرجين العرب وأصبحت لها بصمتها الخاصة والمؤثرة في السينما المصرية المعاصرة.