طبرقة مدينة في الشمال الغربي للبلاد التونسية كثر هم سياحها وعشاق جمالها ولكنها أخفت بسحرها حقيقة معاناة سكانها وخاصة فئة الشباب المعطلين عن العمل فالبطالة في طبرقة ظاهرة قاتلة لعنفوان الشباب وطموحه كيف لا والعمل حاجة نفسية ومادية واجتماعية فقد شملت أصحاب الشهائد العليا وغيرهم من الشباب الذين اضطروا الى مغادرة مقاعد الدراسة في سن مبكرة بسبب الحاجة والفقر. في طبرقة انعدم الاستثمار وحلت محله المقاهي التي يتوافد عليها الشباب صباحا مساء بنفس بائسة وبال مشغول وطموح محدود وآفاق أمامه مسدودة وهو يأمل في وعود يعلم مسبقا انها وهمية لا تشبع من جوع ولا تضمن له عملا يحفظ به كرامته ويلبي مطالبه وهو في مقتبل العمر. لقد استفحلت ظاهرة البطالة في طبرقة بفعل فاعل والفعل هم ساسة الدولة في نظام المخلوع وحاشيته الفاسدة الذين تفننوا في نهب ثروات هذه المنطقة الجميلة وأموال أبنائها بعد أن تغلغلوا في كل مكان واستعانوا بمسؤولين تم تنصيبهم خصيصا لهذه المهمة الحقيرة ليمتصوا دماء المواطن الفقير والمحتاج والمقعد وصاحب الدخل المحدود. أهالي هذه المدينة الساحرة أكدوا ل"الصباح" أنه بالرغم من الظلم والقهر والتهميش الذي عاشوه في عهد المخلوع وزمرته المنصبة من سلط محلية وتجمعية وجهوية وعمد فانهم اليوم وأمام ثورة العزة والكرامة التي قطعت والى الأبد مع كل موروث ساهم في تردي الأوضاع وكرس التميز والتفرقة بين الجهات يأملون أن تشملهم ثمار الثورة من جميع النواحي.