أيام قليلة فقط تفصلنا عن موعد عيد الأضحى تشهد خلالها مختلف أسواق الأغنام الأسبوعية واليومية بولاية سيدي بوزيد حركة نشيطة وغير مسبوقة فرضتها طبيعة الأجندا الزمنية المضبوطة، علماأنّ العلوش هو أحد الرموز البارزة أو بالأحرى السمة الاقتصادية المميزة لجهة الوسط الغربي و خصوصا ولاية سيدي بوزيد التي تحتفي به سنويا وتقيم له مهرجانا في فصل الربيع. وقد سجلنا بعد المعاينة الميدانية لهذه الأسواق تفاوتا كبيرا في الأسعار إلا أنّ المتفق عليه لدى الجميع هو غلاء ثمن الخروف ويعد الارتفاع المسجل صارخا هذا العام مقارنة بالسنة الماضية مما أثار تشكيات المواطن وعدم رضائه خاصة أنّ سعر العلوش الواحد تجاوز أكثر من نصف مرتب الموظف العادي الذي وجد نفسه مجبرا أمام قيمة المناسبة على القبول بحلين لا ثالث لهما إما تأجيل عملية تسديد الديون المتخلدة بذمته إلى أن يأتي ما يخالف ذلك أو تجديد انخراطه في منظومة الإقتراض البنكي بالتعريفة المشطة. وحسب ما أكدّه بعض الفلاحين والتجار ل"الصباح" يعود الغلاء أساسا إلى أزمة الجفاف التي ألقت بظلالها على الجهة خلال الموسم الفلاحي الفارط وبداية السنة الحالية حيث أدّى ذلك إلى نقص واضح في كمية الأعلاف المتوفرة وفي هذا السياق طالبوا بمقاومة احتكارها والحدّ من نشاط السوق السوداء بتكثيف المراقبة والتشجيع على بعث وحدات إنتاج علفية بالجهة علما أنّ الأعلاف المعروضة في الأسواق حاليا سيئة وبعضها مغشوشة مما ساهم في تراجع ملحوظ في إنتاج الحليب وتأخير الولادات كما أنّ المربي ليس له اختيار في اقتناء هذه المادة في ظلّ مشاكل الطقس والدليل هو تراجع نسبة إنتاج العلوش في ولاية سيدي بوزيد حيث بلغ العام الماضي أكثر من 400 ألف بركوس إلا أنّه تراجع إلى 326 ألف رأس هذه السنة منها 50 ألف أضحية خاصة بالجهة و276 ألف رأس معروضة للتسويق الداخلي من جهة أخرى نجد تفشيا واضحا لعمليات الاحتكار التي يمارسها بعض الباعة والدخلاء ما يسمى ب"القشّارة" و تهدف هذه الظاهرة إلى الإخلال بالمستوى الطبيعي للأسعار في غياب حملات المراقبة الدورية للأسواق أو المراقبة المباشرة والمفروضة على تجارة اللحوم المفصلة كما أنّ مصالح الإدارة الجهوية للتجارة لم تقم بعد بتخصيص فضاءات ونقاط لبيع الأضاحي بأسعار مدروسة تتلاءم والقدرة الشرائية للمواطن على غرار السنوات الماضية. قد تكون للفلاح أو للتاجر أسبابه ومبرراته خاصة أنّ هذه المناسبة هي فترة نشاط موسمي متميز ولكنّ المواطن البسيط من ذوي الدخل المحدود يبقى حائرا تراوده أكثر من نقطة استفهام حول علاقته بعيد الإضحى والعلوش وبالتالي يظلّ شعاره مرور عيد هذا العام مرور السلام فهل تكون اللحوم البيضاء ملجأ البعض في سنة نجاح الثورة التي كرسّت مبادئ المدّ التضامني بين كافة التونسيين في أنبل وأصدق مظاهرة خاصة أنّ بورصة العلوش حسب تكهنات الخبراء والمنتجين تبقى في حالة صعود إلى آخر يوم قبل موعد"الاستحقاق الإضحوي"؟