قال الأستاذ نجيب صعب رئيس المنتدى العربي للبيئة والتنمية ل»الصباح» إن هناك كارثة مائية على الأبواب، تهدد العالم العربي في القريب العاجل وسيكون الوضع صعبا بداية من سنة 2015.. ولاحظ أن وضع الموارد المائية في معظم هذه البلدان أضحى متأزما.. وبين خلال لقاء به على هامش المؤتمر الرابع للمنتدى الذي انتهت أشغاله موفى الأسبوع الماضي بالعاصمة اللبنانية بيروت أن كل المؤشرات تدعوجميع البلدان العربية إلى الحذر.. وكان التقريرالجديد للمنتدى الذي حرره الأستاذ نجيب صعب بمعية الخبيرين بشار زيتون وحسين أباضة أشار إلى أن العالم العربي سيواجه خطر الشح المائي الحاد بداية من سنة 2015 ولن تتجاوز حصة الفرد السنوية من الماء 500 متر مكعب وهذا المعدل هو أدنى من عشر المعدل العالمي البالغ 6000 متر مكعب.. وتعتبر أي حصة سنوية للفرد دون ألف متر مكعب عائقا خطيرا يعرقل التنمية الاقتصادية والصحة أما إذا انحدرت إلى ما دون 500 متر مكعب فهذا يعتبر مؤشرا خطيرا على أن الحياة البشرية مهددة. وبين الأستاذ صعب ان النظم العربية تحبذ التخفيض في تعريفة الماء وتعمل على دعم أسعاره وكان لهذا التمشي أثر سلبي على الموارد المائية ساهم في الافراط في استغلالها مقابل غياب سلوك مقتصد لها لدى المستهلكين. وفي نفس الإطار بين تقريرالمنتدى أن الدول العربية شجعت الفلاحين والصناعيين على استغلال الموارد المائية الجوفية، وهذا بدوره خيار خاطئ سيكلف الجيل القادم تكبد نتيجة ممارسات ليست في محلها لأن طبقات المياه الجوفية غيرالمتجددة آخذة في النضوب بسرعة والطبقات المائية الجوفية المتجددة مستغلة بشكل مفرط يتجاوز حدود مستويات الانتاج. واعتبرالأستاذ صعب أن التحولات في سياسات قطاع المياه يجب أن تبدأ بإدخال إصلاحات مؤسساتية وقانونية تؤثر في استخدام المياه وتنظيمها وحوكمتها. وأكد أنه على البلدان العربية أن تركزعلى سياسات تضبط وتنظم الوصول الى المياه، وتعزز كفاءة الري واستخدام المياه، وتمنع تلوثها، وتقيم مناطق محمية حيوية لموارد المياه. وأضاف أنه يجب العمل على زيادة نسبة مياه الصرف الصحي المعالجة من 60 في المائة حالياً إلى ما بين 90 و 100 بالمائة، كما يجب زيادة نسبة المياه المعالجة التي يعاد استخدامها من 20 بالمائة حالياً إلى مائة بالمائة في أقرب الآجال. وأضاف أنه لا بد من تطوير تكنولوجيات جديدة لتحلية المياه، على أن تكون هذه التكنولوجيات مبتكرة عربيا.. لتجاوز اشكال ارتفاع الكلفة. وإجابة عن سؤال يتعلق بتونس بين الأستاذ نجيب صعب أن تونس كانت دائما مثالا يحتذى في إدارة مواردها الطبيعية وعبر عن أمله في أن يتواصل هذا الجهد في تونس الثورة وأن يتدعم أكثر.. وعبرمحدثنا عن انزعاجه من خبر حذف وزارة البيئة والتنمية المستديمة في تونس بعد الثورة وادماجها صلب وزارة الفلاحة وقال إن هذه الوزارة تعد مكسبا حقيقيا يجب ألا يقع التفريط فيه..