الممثلون التونسيون: شاركنا في العمل كمحترفين وأنداد لأنطونيو بانديراس وغيره قصة فيلم «الذهب الأسود »الذي عرض صباح أمس أمام الإعلاميين بقاعة العروض لمخابر LTC بقمرت بالعاصمة بحضور المنتج طارق بن عمار والمخرج جون جاك آنو وطارق رحيم أحد أبطاله إلى جانب الممثلين التونسيين لطفي الدزيري ومحمد علي النهدي وهشام رستم ومحمود الآرناؤوط... وكلهم شاركوا في هذا الفيلم الضخم عبارة عن قصة من الخيال الغابر ولكنها ليست خيالية مائة بالمائة إذا ما عرفنا أنها تتطرق إلى حدث اكتشاف النفط بمنطقة الخليج العربي وما انجر عن ذلك من تغييرات جذرية بالنسبة للأرض وللعباد. تدور الأحداث حول أمير شاب يضعه القدر بين ملكين أحدهما والده والثاني والد زوجته ليكون الحكم والفيصل في قضية مصيرية وحاسمة بالنسبة لمستقبل منطقته. الفيلم يضع في الواجهة والد الأمير الذي يرفض السماح للشركات الأمريكية بالتنقيب عن البترول وصهره الذي فتح ذراعيه لهذه الشركات وبانت عليه علامات الرخاء. المواجهة بطبيعة الحال كانت دموية وسالت فيها دماء كثيرة قبل أن تتحوّل الصحراء العربية إلى ما هي عليه اليوم. ويكفي أن نستمع لأغلب صناع هذا الفيلم حتى ندرك أن رحلة هذا العمل منذ أن كان مشروعا وإلى غاية اكتماله لم تكن عادية.
طارق بن عمار شدد على أنه حلم تحقق بعد أكثر من ثلاثين سنة منذ مطالعته لكتاب لكاتب سويسري بعنوان « جنوب القلب الأخضر» وبعد طرق أبواب كثيرة بالبلدان العربية الثرية من أجل المساهمة في العمل دون الظفر بإجابة أما جون جاك آنو المخرج الفرنسي ذائع الصيت بالخارج الذي نظر في 17 سيناريو قبل أن يستقر رأيه على واحد من بينها مثل إنجاز الشريط بالنسبة إليه مناسبة اكتشف من خلالها بلدنا لتنشأ مع تونس وفق قوله قصة حب كبيرة جعلته يتردد عليها باستمرار صحبة العائلة وجعلته يتحول إلى شاعر كلما جاء الحديث حول بلادنا. تم تصوير جزء كبير من هذا الفيلم الضخم الذي تكلف حوالي 40 مليون يورو وفق ما أكده المنتج طارق بن عمار بنفس المناسبة ببلادنا قبل أن ينتقل فريق العمل إلى قطر( انتهت مرحلة التصوير في تونس يوم 5 جانفي من العام الجاري ) لإنهاء مشاهده الأخيرة. وشدد طارق بن عمار على أن الإنتقال إلى قطر لم يكن بسبب الثورة في تونس التي كانت شرارتها الأولى قد انطلقت منذ 17 ديسمبر وإنما لوجود كثبان رملية تنتهي إلى البحركان لابد منها لتصوير مشاهد من الفيلم.
الأحداث السياسية تثير اهتمام وحماسة فريق التصوير
وكان قد سبق عرض الفيلم تقديم « مايكينغ حول» حول أهم الأحداث التي شهدها فريق التصوير كما تم التقاط تصريحات لأبرزالمشتركين في المشروع خاصة حول تعاملهم مع الأخبار التي كانت تصل فريق التصوير بالجنوبالتونسي حول الثورة التونسية. النجم أنطونيو بانديرس مثلا وهو أحد أبطال الفيلم كان يتحدث بحماس عن المسيرات وعن إحتجاجات التونسييّن المطالبين بالحريّة وعن اهتمامه الشخصي بالأحداث حتى أنه كان يتابع وفق قوله الأخبار على التلفزيون حتى وإن كان لا يفهم ما يقال بالعربية. تحدث النجم العالمي كذلك بإعجاب عن درجة تفاعل التونسيين المشاركين في الفيلم مع الأحداث ومع الشارع التونسي وشدد جون جاك آنووطاهر رحيم ( الأمير في الفيلم ) الممثل الذي بدأ يشق طريقه نحو العالمية ومختلف نجوم الفيلم على أنهم كانوا يشعرون أنهم بوجودهم في تونس في تلك الفترة يعيشون لحظات تاريخية مهمة. ونفى طارق بن عمار من جهة أخرى أن يكون عرض فيلم « الذهب الأسود « في الدوحة بمناسبة المهرجان الدولي للسينما قد تم في صمت بل قال أنه حقق نجاحا باهرا وعلى العكس مما تم ترويجه فقد تم عرضه أمام حوالي 4000 آلاف متفرج البعض منهم وحسب نفس المصدر كانوا يذرفون الدموع تأثرا بما أسماه بأول فيلم يقدم العرب في صورة ناصعة. ودافع المخرج جون جاك آنو عن اختيارته السينمائية والذوقية في الفيلم وقال أنه يقبل أن يقال له أنه يقدم أفلاما على الطريقة الهوليودية بما يعني ذلك مشاهد كبرى وحركية واشتغال على الحلم مشيرا إلى أنه كلما كان في أروبا إلا وقيل له أنه يقدم سينما أمريكية وأنه كلما كان في أمريكا إلا ويقال له إنه يقدم سينما أوروبية. وتجدر الإشارة إلى أنه تم التأكيد خلال اللقاء الإعلامي الخاص بتقديم الفيلم على أن أكثر من 80 بالمائة من فريق العمل وخاصة من التقنيين كانوا من التونسيين وتم تقديم تفاصيل حول استفادة عدة قطاعات في الجنوبالتونسي من هذا العمل الضخم. أما الممثلون التونسيون فقد أكدوا ما ذهب إليه محمد علي النهدي الذي قال أن الممثل التونسي لم يشارك في الفيلم كما هي العادة في الأفلام الأجنبية ككومبارس وإنما كانت لهم أدوار حقيقية وهو ما شدد عليه بدوره هشام رستم عندما قال أن الممثل المحترف يتعامل مع الجميع الند للند وليس المهم أن يشعر أنه أمام نجم من طينة أنطونيو بانديرس المهم بالنسبة له أن يعرف كيف يتعامل مع الشخصية الموجودة في الفيلم. وتجدر الإشارة إلى أن الذهب الأسود سيخرج للقاعات التونسية بداية من 25 نوفمبر الجاري بالتوازي مع خروجه العالمي في حوالي 6000 قاعة بالعالم وفق تأكيد منتج الفيلم.