حوّل مؤخرا إلى إيران وفد ضم عددا من السينمائيين التونسيين أغلبهم من الشبان. يتكون الوفد من مخرجين وكتاب سيناريو ومنتجين. اللافت للإنتباه ء في مبادرة إيران الأخيرة والتي تأتي في إطار التعاون المشترك في مجال الفن السابع يتمثل في فسح المجال أمام عدد محترم من السينمائيين من مختلف المواقع الناشطة في القطاع للمشاركة في تربص انطلق منذ نهاية الأسبوع المنقضي ويتواصل لمدة أسبوعين تقريبا. وهو تربص مفتوح على تقنيات العمل والإنتاج في الفن السابع. وقد لاقت التجربة صدى كبيرا في أوساط السينما في بلادنا لا سيما في ظل ما تحظى به السينما الإيرانية من صيت ذائع على مستوى عالمي. وعلل بعض الداعمين لهذه المبادرة باستغلال هذا التربص للاستفادة من تجربة إيران في صناعة السينما بإمكانيات بشرية وتكنولوجية محلية من جهة ومن إمكانية الحصول على فرص دعم وفتح آفاق تعاون في الإنتاج من ناحية أخرى. وقد عبر عدد من السينمائيين عن استحسانهم لهذه المبادرة الإيرانية التي ساهمت في تفعيلها بعض الجمعيات التابعة للفن السابع في بلادنا نظرا لما أبداه الجانب الإيراني من رغبة عملية لتثمين وتعزيز التعاون مع النظير التونسي في مجال الإنتاج السينمائي خاصة من خلال دعم وإنتاج عدد من المشاريع والتجارب التونسية. ومن بين المشاركين في هذا التربص ناصر السردي الذي ترأس الوفد إضافة إلى محمود الماجري وعدنان المدب وغيرهم من السينمائيين الهواة.
بين رافض ومؤيد
لكن التربص أثار كذلك جدلا لدى البعض في الأوساط الثقافية عامة والسّينمائية خاصة نظرا لأنّ هذه المبادرة التي تبدو سخيّة نوعا ما مقارنة بفرص التعاون الثنائي القديمة خاصة أن بلادنا تمر بمرحلة انتقالية هامة وحساسة دفعت بعض التونسيين إلى الندّاء بالحذر إزاء إمكانية وجود محاولات للإستقطاب الموجّه. وانطلاقا من ذلك هناك من وجهت لهم الدعوة من السينمائيين التونسيين للمشاركة في التربص ورفضها. وقد علل غانم غوار مثلا رفضه المشاركة في الوفد المتحول إلى إيران بأن الدعوة ليست رسمية حيث يقول: « أريد أن أمثل بلدي بصفة رسمية في أي تربص أدعى إليه. وأنا رفضت المشاركة في تربص طهران الأخير رغم أهميته ومغريات برنامجه لأني أعتبره غير رسمي وفيه محاولة للاستقطاب بطريقة غير مباشرة.» في المقابل نفى أحد أعضاء جمعية السينمائيين التونسيين 2011 وجود أي محاولة من هذا القبيل في هذا التعاون وأكد أن هذه الجمعية لا يمكن أن تكون طرفا في أي اتجاه سياسي في بلادنا وإنما كانت الموافقة على دعم هذا التعاون نظرا لما تحظى به التجربة السينمائية الإيرانية من استحسان من ناحية واعتبارا لأهمية انفتاح التجارب التونسية الهاوية بالأساس على هذه التجارب المتطورة.