تخيم ضبابية المشهد السياسي إلى حد الآن والولادة القيصرية للحكومة وما رافقها من مفاوضات متعثرة وتباين في الرؤى، على جميع القطاعات الاقتصادية وفي مقدمتها القطاع السياحي. ووفق ما أكده ل"الصباح" عدد من الفاعلين في القطاع السياحي فإن المخاض العسير الدائر في الفترة الماضية يرقبه عن كثب منظمو الرحلات الأجانب ووكالات الأسفار الأجنبية الذين يبدون في حالة ترقب لما ستؤول إليه الأمور. مما انعكس على برمجة الرحلات السياحية وحجوزات السياح لقضاء رأس السنة في تونس. وهو موعد ينتظره المهنيون في القطاع لتدارك بعض من النقص المسجل في مؤشرات القطاع على امتداد السنة الجارية، حيث تراجع عدد السياح الوافدين بأكثر من 33 بالمائة إلى غاية أكتوبر الفارط. كما تراجعت العائدات بأكثر من 36 بالمائة في الفترة ذاتها.
حالة ترقب
وتبرز حالة الترقب وفقا لمحمد علي التومي رئيس الجامعة التونسية للنزل من خلال غياب المؤشرات إلى حد الآن عن حجوزات آخر السنة. ويضيف أن اللقاءات مع منظمي الرحلات الأجانب تؤكد ضبابية الرؤية في انتظار أن تتوضح بعض الشيء خلال الأسبوع الأول من شهر ديسمبر بعد الإعلان عن تشكيل الحكومة قد تكون دون مفاجآت غير سارة. من جهته اعتبر منير بن ميلاد (مهني) حالة الترقب التي تخيم على السياح الأجانب طبيعية لأن من يتنقل إلى بلد ما ينشد الطمأنينة وهي غير متوفرة اليوم في كامل المنطقة العربية. وفي تونس وبعد النجاح في الوصول إلى بر الأمان بإجراء الانتخابات في هدوء، ما لم تظهر بعض ملامح الحكومة الجديدة واختياراتها الكبرى على المستوى الاقتصادي والاجتماعي وكذلك توجهاتها فيما يتعلق بالقطاع السياحي فسيظل هناك بعض التردد في اختيارات السياح الأجانب. ويضيف منير بن ميلاد أنه في ظل الوضع الراهن لو خير السائح الأوروبي بين المغرب وتونس للاحتفال برأس السنة فسيختار المغرب.
تواصل تراجع المؤشرات
ويعتقد كثيرون أن حجوزات السياح لقضاء رأس السنة في تونس ستكون أقل من المعتاد في كل الأحوال حتى بعد توضح الرؤية على المستوى السياسي وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعصف حاليا بعديد الأسواق السياحية الأوربية كإيطاليا وإسبانيا واليونان فيؤدي ذلك إلى تعميق تراجع مؤشرات السياحة التونسية هذا الموسم. ومن جهتها تؤكد مصادر وزارة السياحة أيضا غياب الرؤية بشأن حجوزات رأس السنة استنادا لتقارير المندوبين السياحيين بالخارج بالإضافة إلى غياب برمجة واضحة للطيران ومنظمي الرحلات. ويذكر في هذا الصدد أن وزير السياحة بالحكومة المؤقتة كان قد توجه بدعوة إلى الأمير وليام للاحتفال برأس السنة في تونس وإن لم يؤكد بعد الأمير البريطاني حضوره من عدمه إلا أن الوزير يقول إنها مبادرة رمزية للترويج للوجهة السياحية التونسية يجب اعتمادها مستقبلا على غرار ما تقوم به بعض الوجهات المنافسة على غرار المغرب.