الرائد الرسمي.. صدور تنقيح القانون المتعلق بمراكز الاصطياف وترفيه الأطفال    الرئيس الايراني.. دماء أطفال غزة ستغير النظام العالمي الراهن    "حماس" ترد على تصريحات نتنياهو حول "الاستسلام وإلقاء السلاح"    ماذا في لقاء وزير السياحة بوفد من المستثمرين من الكويت؟    القيروان: حجز حوالي 08 طن من السميد المدعم    تصفيات كأس العالم 2026.. الكشف عن طاقم تحكيم مباراة تونس وغينيا الإستوائية    6 علامات تشير إلى الشخص الغبي    هام/ مجلس وزاري مضيّق حول مشروع قانون يتعلق بعطل الأمومة والأبوة    البرمجة الفنية للدورة 58 من مهرجان قرطاج الدولي محور جلسة عمل    ذبح المواشي خارج المسالخ البلدية ممنوع منعًا باتًا بهذه الولاية    عاجل/ قتلى وجرحى من جنود الاحتلال في عمليتين نوعيتين نفّذتهما القسّام    اختفى منذ 1996: العثور على كهل داخل حفرة في منزل جاره!!    شوقي الطبيب يُعلّق اعتصامه بدار المحامي    وزير الفلاحة يفتتح واجهة ترويجية لزيت الزيتون    للسنة الثانية على التوالي..إدراج جامعة قابس ضمن تصنيف "تايمز" للجامعات الشابة في العالم    عاجل : مطار القاهرة يمنع هذه الفنانة من السفر الى دبي    دراسة : المبالغة بتناول الملح يزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة    هل الوزن الزائد لدى الأطفال مرتبط بالهاتف و التلفزيون ؟    تونس تصنع أكثر من 3 آلاف دواء جنيس و46 دواء من البدائل الحيوية    قابس : اختتام الدورة الثانية لمهرجان ريم الحمروني    بن عروس: جلسة عمل بالولاية لمعالجة التداعيات الناتجة عن توقف أشغال إحداث المركب الثقافي برادس    العجز التجاري يتقلص بنسبة 23,5 بالمائة    تعرّف على أكبر حاجّة تونسية لهذا الموسم    عاجل/ السيطرة على حريق بمصنع طماطم في هذه الجهة    نبيل عمار يشارك في الاجتماع التحضيري للقمة العربية بالبحرين    الإعداد لتركيز نقاط بيع نموذجية للمواد الاستهلاكية المدعمة بكافة معتمديات ولاية تونس    منطقة سدّ نبهانة تلقت 17 ملميترا من الامطار خلال 24 ساعة الماضية    أعوان أمن ملثمين و سيارة غير أمنية بدار المحامي : الداخلية توضح    تفاصيل القبض على تكفيري مفتش عنه في سليانة..    سوسة: تفكيك شبكة مختصّة في ترويج المخدّرات والاحتفاظ ب 03 أشخاص    الخميس القادم.. اضراب عام للمحامين ووقفة احتجاجية امام قصر العدالة    كل التفاصيل عن تذاكر الترجي و الاهلي المصري في مباراة السبت القادم    وادا تدعو إلى ''الإفراج الفوري'' عن مدير الوكالة التونسية لمكافحة المنشطات    كأس تونس: تحديد عدد تذاكر مواجهة نادي محيط قرقنة ومستقبل المرسى    فتح تحقيق ضد خلية تنشط في تهريب المخدرات على الحدود الغربية مالقصة ؟    مطار قرطاج: الإطاحة بوفاق إجرامي ينشط في تهريب المهاجرين الأفارقة    الرابطة الأولى: الكشف عن الموعد الجديد لدربي العاصمة    منحة استثنائية ب ''ثلاثة ملاين'' للنواب مجلس الشعب ...ما القصة ؟    أول امرأة تقاضي ''أسترازينيكا''...لقاحها جعلني معاقة    باجة: خلال مشادة كلامية يطعنه بسكين ويرديه قتيلا    في إطار تظاهرة ثقافية كبيرة ..«عاد الفينيقيون» فعادت الحياة للموقع الأثري بأوتيك    مدنين: انقطاع في توزيع الماء الصالح للشرب بهذه المناطق    تونس: 570 مليون دينار قيمة الطعام الذي يتم اهداره سنويّا    بادرة فريدة من نوعها في الإعدادية النموذجية علي طراد ... 15 تلميذا يكتبون رواية جماعية تصدرها دار خريّف    مبابي يحرز جائزة أفضل لاعب في البطولة الفرنسية    برشلونة يهزم ريال سوسيداد ويصعد للمركز الثاني في البطولة الإسبانية    أخبار المال والأعمال    مع الشروق ..صفعة جديدة لنتنياهو    الاحتفاظ بنفرين من أجل مساعدة في «الحرقة»    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    عشرات القتلى والجرحى جراء سقوط لوحة إعلانية ضخمة    نابل..تردي الوضعية البيئية بالبرج الأثري بقليبية ودعوات إلى تدخل السلط لتنظيفه وحمايته من الاعتداءات المتكرّرة    نور شيبة يهاجم برنامج عبد الرزاق الشابي: ''برنامج فاشل لن أحضر كضيف''    مفتي الجمهورية... «الأضحية هي شعيرة يجب احترامها، لكنّها مرتبطة بشرط الاستطاعة»    أولا وأخيرا: نطق بلسان الحذاء    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصباح تكشف حقائق أحداث 12 و13 جانفي بولاية بن عروس
خلفت 6 شهداء و15 جريحا
نشر في الصباح يوم 24 - 11 - 2011

سقط في يومي 12 و13 جانفي 2011 بمناطق مختلفة بولاية بن عروس ستة شهداء هم أكرم العياشي وسليم الطرابلسي ووليد المشلاوي ومحمد الناصر الطالبي والهادي المحجبي و كريم الزروي و15 جريحا بسبب الطلق العشوائي والمكثف للرصاص الحي من طرف قوات الأمن الداخلي لقمع المسيرات السلمية احتجاجا على نظام المخلوع، ولكن هذه الوقائع ظل جانب كبير منها غامضا إلى اليوم وبقي قتلة الشهداء على الميدان مجهولي الهوية بسبب عدم التعرف على هوياتهم من طرف الجرحى أو الشهود. "الصباح" ترفع اليوم الستار عن الوقائع الدامية التي شهدتها مناطق ولاية بن عروس يومين قبل هروب المخلوع وتنفرد بنشر ملابسات سقوط الشهداء والجرحى ب"كرتوش" الأمن.
إعداد: صابر المكشر

أفاد بلقاسم العياشي والد الشهيد أكرم العياشي أن ابنه تعرض في حدود الساعة السابعة والنصف من مساء يوم 12 جانفي 2011 الى إصابة بطلق ناري في فخذه الأيمن وقد عاد الى المنزل الا أن آلامه اشتدت فتم نقله في حدود الساعة الواحدة من فجر يوم 13 جانفي 2011 الى قسم الاستعجالي بمستشفى الياسمينات ومنه تم توجيهه الى مركز الإصابات والحروق البليغة ببن عروس أين تم إيواؤه ليفارق الحياة في حدود الساعة الثالثة فجرا من يوم 14 جانفي 2011، مؤكدا أنه بلغ الى علمه بأن إصابة إبنه كانت صادرة عن أحد أعوان الحرس الوطني وأضاف أنه لم تحدث ساعتها بجهة نعسان أي مظاهرات أو أعمال شغب باعتبار أن حظر التجوال انطلق من الساعة الرابعة مساء الى غاية الساعة الثامنة من صبيحة اليوم الموالي.
أما حمادي الطرابلسي والد الشهيد سليم الطرابلسي فذكر أنه وبتاريخ 13 جانفي 2011 وحوالي الساعة التاسعة ليلا علم أن ابنه تعرض الى طلق ناري أثناء تواجده بمفترق نعسان وقد تكفل شقيقه عماد رفقة مجموعة من متساكني الجهة بنقله الى مركز الإصابات والحروق البليغة ببن عروس أين توفي في نفس الليلة، وأفاد أنه بتاريخ الواقعة أعلن عن حالة الطوارئ وحظر التجول الا أن الشهيد غادر المنزل دون أن يعرف مكان تواجده والاشخاص الذين كانوا برفقته إبان تعرضه لطلق ناري.
وهنا قال عماد الطرابلسي شقيق الشهيد سليم الطرابلسي أنه وبتاريخ 13 جانفي 2011 وفي حدود الساعة الثامنة والنصف ليلا اتصل هاتفيا بشقيقه طالبا منه العودة الى محل سكناهما بنعسان بسبب حالة التوتر التي كانت تمر بها البلاد فأكد له بأنه في طريق العودة الا أنه تم إعلامه بعد قرابة الربع ساعة بأن شقيقه تعرض الى طلق ناري بالحي الذي يقطنه وبمغادرته المنزل عثر على شقيقه بالطريق العام وهو يحمل إصابة في ظهره وقد تم وضعه فوق باب خشبي والى جانبه عديد الشبان لم يعد يتذكرهم فتكفل بنقله الى مركز الإصابات والحروق البليغة ببن عروس أين تم إخضاعه لعملية جراحية توفي على إثرها في حدود منتصف الليل.

رصاصة قاتلة

وفي ذات الصدد أفاد زهير المشلاوي شقيق الشهيد وليد المشلاوي أنه بتاريخ 13 جانفي 2011 أصيب شقيقه بضيق في التنفس على إثر مشاركته في مسيرة سلمية جدت عشية ذلك اليوم بشارع صلامبو بحمام الأنف وقد تكفل بنقله الى مستشفى الياسمينات ببن عروس لإسعافه فتم الاحتفاظ به هناك وبتحول بعض أفراد العائلة لزيارته تم إعلامهم بوفاته دون إشعارهم بأسبابها وقد لاحظوا وجود أثار دماء بجسده وفي اليوم الموالي تعذر تسلم جثته باعتبار أن الموت مستراب فيه فتم توجيهها الى قسم الطب الشرعي بمستشفى شارل نيكول حيث أكد لهم الطبيب الشرعي أن وليد أصيب بطلقة نارية في الحوض أدت الى وفاته مؤكدا أن لا يمكنه الجزم إن كان مصدر الطلقة النارية أعوان الأمن أو أعوان الجيش مبينا أن بعض الحاضرين في تلك المسيرة وأفراد عائلته أعلموه أن الجيش لم يتدخل ولم يكن موجودا زمن تلك المسيرة.
رصاصة في بيت الاستقبال!
وذكر جمال الطالبي والد الشهيد محمد الناصر الطالبي أنه بتاريخ 13 جانفي 2011 وحوالي السادسة مساء وبينما كان بمحل سكناه بشارع الجمهورية بمعية إبنيه محمد الناصر وجمال اللذين كانا جالسين بقاعة الجلوس التي تفتح نافذتها على الشارع المذكور دوى فجأة طلق ناري بقاعة الجلوس أصاب مباشرة الشهيد محمد الناصر في رقبته فأسرع اليه وشاهد الدماء تنزف من رقبته بغزارة كما لاحظ أن الرصاصة إخترقت إطار نافذة محل سكناه المصنوع من الأليمنيوم.
وأضاف أنه حاول بمعية أفراد عائلته إسعافه ولكن عديد أعوان الأمن الموجودين بالخارج منعوهم من التوجه الى المستشفى بسبب حالة الفوضى التي كانت تعم المكان، ورغم ذلك فقد نجح في نقله بمساعدة بعض المواطنين الى مركز الإصابات والحروق البليغة ببن عروس ولكنه فارق الحياة فتسلم جثته دون عرضها على الطبيب الشرعي باعتبار أنه وزوجته لم يرغبا في ذلك نظرا للظروف الأمنية الصعبة التي عرفتها البلاد في تلك الفترة.
وأكد الأب الملتاع أن الرصاصة التي أصابت إبنه الشهيد صادرة عن أعوان وحدات التدخل والشرطة الذين كانوا يطلقون النار على المواطنين والمتظاهرين ساعة الواقعة إثر الفوضى التي سادت الطريق العام وتمسك بالتتبع العدلي ضد من سيكشفه البحث.

الشهادة في الطريق العام

إلى ذلك أشار عادل المحجبي شقيق الشهيد الهادي المحجبي أنه بتاريخ يوم 13 جانفي 2011 وبينما كان بمحل سكناه قدم أشخاص لا يعرفهم من قبل وأعلموه أن شقيقه تعرض حوالي الرابعة ونصف مساء الى طلق ناري وسط مدينة المحمدية التي كانت تشهد مسيرة سلمية تنادي بإسقاط نظام رئيس الدولة السابق كما أعلموه أن أعوان الحرس الوطني والشرطة ووحدات التدخل المرتدين لأزيائهم الرسمية أطلقوا النار بصفة عشوائية على المواطنين فأصابت إحدى الطلقات شقيقه عند مروره بالمكان صدفة، وقد تم نقله الى مركز الإصابات والحروق البليغة ببن عروس.

الرصاص فرّق بين الأصدقاء

وأضاف أنه التحق في الحين بالمركز المذكور حيث عثر على شقيقه مفارقا الحياة وقد تبين أن أصيب بطلق ناري في جنبه الأيسر وبالنظر للظروف الأمنية الصعبة التي كانت تعيشها البلاد في تلك الفترة فإنه لم يقع تشريح جثته وتم دفنها بناء على وثيقة طبية من المستشفى المذكور.
إلى ذلك قال محمد علي الزروي والد الشهيد كريم الزروي أنه بتاريخ يوم 12 جانفي 2011 وحوالي الساعة السابعة و45 دقيقة مساء وبينما كان بمحل سكناه قدمت مجموعة من الأشخاص يحملون إبنه المذكور وهو بحالة إغماء ويحمل إصابة بطلق ناري في قلبه فبادر بنقله في الحين الى مركز الإصابات والحروق البليغة ببن عروس حيث اخضع لعملية جراحية في محاولة لانقاذ حياته ولكنه فارق الحياة وقد أعلمه صديقاه أحمد القاسمي ومحمد الجلاصي أنهما كانا برفقته بصدد متابعة مسيرة سلمية قادمة من جهة المحمدية إلا أن أحد أعوان فرقة الطلائع للحرس الوطني بمنطقة فوشانة المدعو عبد الكريم بن إسماعيل تعمد دون أي مبرر اطلاق النار عليهم فأصاب إبنه بطلقة في صدره نتجت عنها وفاته كما أصاب المدعو أحمد القاسمي بطلقة نارية في ساقيه وتمسك بتتبع عون الحرس المذكور كتتبع كل من يثبت تورطه في مقتل إبنه المذكور.


المتضررون يروون الوقائع

«قناصة» فوق أسطح مسرح «بوڤرنين» ومراكز الأمن.. «شهيد حي» مات في «حرقة» وآخر بُترت ساقه

إستمع حاكم التحقيق العسكري لشهادات عدد من المتضررين في هذه الأحداث فأفاد المتضرر الحفناوي النفاتي أنه بتاريخ يوم 14 جانفي 2011 وعلى الساعة السادسة مساء غادر منزله الكائن بحي الصنوبرية حمام الأنف لشراء بعض الأدوية لشقيقته التي تعاني من مرض الأعصاب وتوجه الى الصيدلية الليلية الكائنة بنهج صلامبو بالجهة وبالقرب منها شاهد مجموعات من الشبان متوقفين بزوايا بعض الأنهج القريبة واستمع الى صدى إطلاق نار من جهات مختلفة وعند إسراعه بالدخول الى الصيدلية خشية أن يتعرض الى أذى أحس بأوجاع في بطنه ثم سقط أرضا ليتفطن إلى إصابته بطلق ناري دون أن يعرف مصدره قبل أن يفقد وعيه ويجد نفسه في اليوم الموالي بمركز الإصابات والحروق البليغة ببن عروس أين خضع الى عملية جراحية ومكث الى غاية يوم 21 جانفي 2011 وبعد خروجه من المستشفى اتصل به أحد الشبان من جهة حمام الأنف لا يتذكر هويته وأعلمه بأنه كان موجودا بالقرب منه عند تعرضه الى الطلق الناري وقد أصابه بذلك الطلق قناص كان متمركزا فوق بناية مسرح بوقرنين بحمام الأنف مضيفا أنه مازال يتابع العلاج خاصة أن حالته تعكرت لأن الرصاصة مازالت داخل جسمه.

طلق عشوائي ل"الكرتوش"

وذكر المتضرر مهدي بن عمار أنه بتاريخ 13 جانفي 2011 وحوالي الساعة السادسة مساء وأثناء مشاركته في مسيرة سلمية جابت مختلف شوارع مدينة حمام الأنف ورفعت خلالها شعارات ضد نظام رئيس الدولة السابق وأفراد عائلته ومطالبة بالحرية والكرامة وبوصول تلك المسيرة إلى مستوى المسرح البلدي بالشارع الرئيسي وبالرغم من طابعها السلمي وعدم حصول أية أعمال عنف خلالها حل بالمكان بصفة فجئية عدد كبير من أعوان الأمن ووحدات التدخل ودون مقدمات أو سابق إنذار شرعوا في إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين بصفة عشوائية فأصابت احدى الطلقات صدره فأغمي عليه ليتم نقله الى مركز الإصابات والحروق البليغة ببن عروس أين أجريت عليه عملية جراحية وأمكن إنقاذ حياته من موت محقق.
بدوره أفاد المتضرر نزاد مناصري أنه بتاريخ 13 جانفي 2011 وحوالي الساعة السادسة مساء وعندما كان يسير بشارع الجمهورية بحمام الأنف في طريقه الى محل سكناه بعد أن أنهى عمله فوجئ بطلق ناري كثيف من قبل مجهول فأصيب بعيار في أسفل ساقه اليسرى تم إثره نقله الى مركز الحروق والإصابات البليغة ببن عروس أين تلقى الإسعافات وتمسك بتتبع كل من سيكشف عنه البحث.
وذكرت خيرة الزيدي والدة المتضرر محمد الحنشي أنه بتاريخ 13 جانفي 2011 وحوالي السابعة مساء وبينما كانت بمحل سكناها أقبل عليها بعض الاشخاص لا تعرفهم من قبل وأعلموها أن ابنها محمد الحنشي تعرض حوالي السادسة مساء الى طلق ناري بمدينة حمام الأنف بعد أن تعمد أعوان من قوات الأمن والتدخل المرتدين لأزيائهم الرسمية إطلاق الرصاص الحي دون مبرر وبصفة عشوائية على شبان كانوا بصدد القيام بمسيرة سلمية ضد نظام رئيس الدولة السابق وقد تم نقله على جناح السرعة الى المستشفى الجهوي محمد الطاهر المعموري بنابل فأسرعت نحو المستشفى لتجده مصابا بطلق ناري في مؤخرته ومغميا عليه.

إعاقات جراء الرصاص

وأضافت أنه تم إخضاعه الى ثلاث عمليات جراحية أنقذت حياته من موت محقق مؤكدة أن ابنها لايزال الى حد اليوم طريح الفراش ولا يقدر على المشي من جراء الاضرار البدنية الحاصلة له وهو لا يعرف عون الأمن الذي أصابه كما ليس لديه شهود عيان يمكنهم المساعدة في التعرف على ذلك العون.
وأشار المتضرر محمد رشيد السعداوي صلب عريضته المؤرخة في 2 فيفري 2011 والتي تقدم بها الى وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية ببن عروس أنه بتاريخ 13 جانفي 2011 وعند مروره بمفترق السكة الحديدية آخر نهج صلامبو بحمام الأنف تعرض لطلقات نارية مجهولة المصدر أصيب على إثرها في رجله اليسرى فتم نقله الى مركز الإصابات والحروق البليغة ببن عروس أين أقام الى غاية يوم 16 جانفي 2011 وقدمت له الإسعافات اللازمة، وقد أفادت الزهرة المهيري والدته ان ابنها مازال طريح الفراش ولا يقدر على التنقل لسماعه في الموضوع.
أما المتضرر أنور عقيل فذكر أنه بتاريخ 12 جانفي 2011 وحوالي السابعة و20 دقيقة مساء وعندما كان مارا بالحي الذي يقطنه بنعسان تعرض الى اصابة بطلق ناري من قبل مجهول في ساقيه فتم نقله الى مركز الحروق والإصابات البليغة ببن عروس أين خضع لعمليتين جراحيتين، وأضاف أنه لم يتمكن من التعرف على مصدر الطلق الناري نظرا لظلمة المكان وانعدام الإنارة العمومية وتمسك بتتبع كل من يثبت تورطه في ذلك.
وذكر المتضرر أشرف الهمامي أنه بتاريخ يوم 12 جانفي 2011 وحوالي السابعة والنصف مساء وبينما كان سالكا طريق العودة إلى محل سكناه بمدينة نعسان وبمروره بشارع الجمهورية لاحظ حالة من الفوضى وعديد المواطنين بصدد التظاهر، في الأثناء ودون أي موجب شرع أعوان الحرس المرتدين لأزيائهم الرسمية في إطلاق الرصاص الحي عليهم بصفة عشوائية فأصيب برصاصة مباشرة في الصدر وأغمي عليه ولم يستعد وعيه الا بعد يومين حيث وجد نفسه بمركز الإصابات والحروق البليغة ببن عروس أين أجريت عليه عملية بقسم الجراحة لأن الرصاصة إخترقت رئته اليسرى وبذلك تم إنقاذ حياته من موت محقق وتسلم وثيقة طبية في الغرض مؤكدا أنه لا يعرف من أطلق عليه النار من أعوان الحرس.
حاول إنقاذ شقيقه فأصيب معه
وأفاد المتضرر مروان الماجري أنه بتاريخ 12 جانفي 2011 وحوالي الثامنة و45 دقيقة مساء وبينما كان في طريقه الى محل سكناه ببومهل لاحظ بالقرب من مركز الحرس وجود بعض أبناء الحي متوقفين أمامه وشاهد أحد أعوان الحرس يمسك ببندقية ويصوبها من نافذة أحد المكاتب تشرف على الطريق الرئيسي كما لاحظ تمركز عون حرس فوق سطح ذلك المركز وهو يمسك ببندقية ومجموعة من أعوان الحرس مرتدين بدلات قتال خضراء اللون تابعة للحرس الوطني ويضعون فوق رؤوسهم خوذات متوقفين قرب سيارتهم الإدارية أمام ذلك المركز وما أن تجاوز بناية المركز حتى إستمع الى صدى طلق ناري كثيف فحاول الفرار ولكنه أصيب بطلقة نارية في جنبه الأيسر حذو القلب سقط على إثرها أرضا وقد إلتحق به شقيقه حسان لإبعاده عن ذلك المكان غير أنه أصيب بدوره بطلقة نارية في ساقه اليسرى وأغمي عليه ولم يستفق الا ليجد نفسه طريح الفراش بمركز الإصابات الحروق البليغة ببن عروس حيث أقام لمدة 25 يوما حيث أجريت عليه عملية جراحية على القلب وتم انقاذ حياته من موت محقق.
وفي ذات الصدد ذكر المتضرر حسان الماجري أنه بتاريخ 12 جانفي 2011 وحوالي الثامنة و45 دقيقة ليلا إلتحق بشقيقه المتضرر مروان الماجري ببومهل لأن الاوضاع الأمنية في ذلك اليوم كانت مضطربة وما أن إقترب من مركز الحرس حتى عثر على أخيه المتضرر ملقى بالطريق قبالة المركز بعد أن تعرض لإصابة بطلق ناري وما أن حاول حمله لإبعاده من ذلك المكان حتى تعرض بدوره لطلقة نارية في أعلى فخذه الايسر وسقط بجانب شقيقه المذكور وبعد فترة زمنية قصيرة حلت سيارة حماية مدنية تولت حمله وشقيقه الذي كان فاقدا للوعي الى مركز الإصابات والحروق البليغة ببن عروس.
كما أكد المتضرر محرز الذوادي صلب عريضته المقدمة الى وكالة الجمهورية بالمحكمة الابتدائية ببن عروس المؤرخة في 31 جانفي 2011 والمضمنة تحت عدد 8598 / 2011 المظروفة بملف القضية أنه تعرض في أيام الثورة الى طلق ناري في بطنه بجهة المحمدية مما أدى الى إصابته بإعاقة نسبية دون أن يكون بوسعه تحديد هوية من اطلق عليه النار.

"شهيد حي" بترت ساقه

وأفاد المتضرر طارق الطرابلسي أنه بتاريخ 13 جانفي 2011 وحوالي السادسة مساء وبينما كان قريبا من مقر معتمدية المحمدية تعرض الى إصابة بطلقة نارية في ركبته اليمنى فسقط أرضا وتم نقله من طرف أبناء الحي الى مركز الإصابات والحروق البليغة ببن عروس أين تم إسعافه وتم إبقاؤه تحت الرعاية الطبية وفي اليوم الموالي تم إخضاعه لعملية جراحية وبتر ساقه مؤكدا أنه لا يعرف مصدر الطلقة التي تعرض لها وتمت إفادته بعد ذلك أن تلك الطلقة صادرة عن قناص مجهول لم يتمكن أعوان الحرس والجيش من ضبطه وإيقافه.
وأشار المتضرر محمد أمين بوجاه أنه بتاريخ 12 جانفي 2011 وحوالي السادسة مساء وبينما كان بصدد المشاركة في مسيرة سلمية ضد نظام رئيس الدولة السابق بمدينة فوشانة رفعت خلالها شعارات تطالب بالحرية والديمقراطية ومحاربة الفساد حل بالمكان عدد كبير من أعوان الحرس الوطني مرتدين أزياءهم النظامية ودون مقدمات شرعوا في إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين مما أدى الى إصابته في ساقه اليمنى بعدة شظايا وسقط أرضا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.