لم يقع إحضار البغدادي المحمودي الوزير الأول الليبي في عهد معمر القذافي أمس من سجن إيقافه إلى دائرة الاتهام بالمكتب التاسع بمحكمة الاستئناف بتونس لتنظر في مطلب التسليم الثاني الذي تقدم به المجلس الانتقالي الليبي والذي يتعلق باتهام البغدادي بالتحريض على اغتصاب نساء زوارة. وقد انضم أمس محام فرنسي إلى هيئة الدفاع عن البغدادي المحمودي والتي تضم حوالي 15 محاميا وحضر لدى دائرة الاتهام كملاحظ كما انضم للهيئة أيضا محام ليبي وآخر مغربي وقد طلب منه ترخيص من وزارة العدل التونسية ليتمكن من المرافعة عن المحمودي وأما بالنسبة للمحامي الليبي فقد أعلمتنا هيئة الدفاع أنه تمكن من الحصول على ترخيص لزيارة موكله ولكنه منع من طرف إدارة السجن.
البغدادي يتعرض للتهديد
أفادنا الأستاذ مبروك كورشيد منسق هيئة الدفاع عن البغدادي المحمودي أن هيئة الدفاع تفاجأت صباح أمس بأن موكلها بعث بمكتوب إلى دائرة الاتهام يفيد فيه أنه تعرض للتهديد بالتصفية أو الاختطاف من جهات لم يذكرها ورجح أن تكون ليبية مضيفا أن تلك التهديدات وصلته بسجن ايقافه بالمرناقية وأكد على أن المحمودي لم يتم إحضاره حفاظا على حياته. وأضاف الأستاذ كورشيد أن غياب موكله يعد مسألة خطيرة لأنه من حقه الحضور للدفاع عن نفسه وقال إن هيئة الدفاع طلبت تكليف قاض للتحرير على المحمودي حول مسألة التهديد التي تعرض لها مضيفا أن هذه التهديدات طالته وهو تحت يد السلطات التونسية متسائلا عن مصيره إذا ما تم تسليمه، وأضاف الأستاذ كورشيد أن تهمة التحريض على الاغتصاب التي طالب المجلس الانتقالي الليبي بموجبها تسليم البغدادي لا أساس لها من الصحة وملفها لا يحتوي إلا على شهادتين الأولى لامرأة ليبية والثانية لمغربية قالتا أنهما تعرضتا للاغتصاب من طرف مجموعة من الشبان كانوا ينادون باسم البغدادي المحمودي مضيفا أنه قيل أن البغدادي تخاطب مع البعض من كتائب القذافي عبر الهاتف وتمازح معهم حول اغتصاب نساء من زوارة ولاحظ أنه تم تسجيل تلك المكالمة من قبل أناس خلسة واعتبرها غير كافية لإدانة موكله أو لاتهامه بالتحريض على الاغتصاب مضيفا أن البغدادي المحمودي أخبره أن هذا الملف هو فتنة بين الزواريين والنوايل. كما طالبت أمس هيئة الدفاع عن البغدادي المحمودي بتأخير النظر في مطلب تسليم موكلهم للمجلس الانتقالي الليبي ولكن دائرة الاتهام رفضت وقوبل ذلك الرفض باحتجاج محامي المحمودي ولاحظوا أن القضاء لم يحتم حق الدفاع في طلب التأخير وقررت دائرة الاتهام بعد المفاوضة، قبول مطلب التسليم في حق البغدادي المحمودي ورفض مطلب الافراج الذي طالب به محامو الدفاع. وللإشارة فقد أفادنا الأستاذ مبروك كورشيد أنه زار مساء أمس البغدادي المحمودي في سجن ايقافه وأعلمه أن وزارة الداخلية أعلمت وبشكل رسمي إدارة السجن المدني بالمرناقية أن هناك خطورة على حياة المحمودي إذا ما تحول إلى المحكمة أمس وأن هناك إمكانية لاغتياله أو قنصه من قبل مجموعات ليبية مسلحة تتربص به في تونس.