تونس الصباح - ... لا تزال عدة رهانات مطروحة في مستوى قطاع البذور رغم النتائج المحققة. هذا ما أكده رئيس المنظمة الفلاحية لدى تنظيم ورشة العمل المخصصة لمجال البذور والمشاتل امس داعيا الى التركيز على تجاوز الصعوبات التي يواجهها القطاع والمتعلقة بارتباطه بتقلبات الاسعار في الاسواق العالمية بما ينعكس سلبا على كلفة الانتاج الى جانب عدم مواكبة اصناف البذور للتطور المسجل على مستوى الحاجيات الاستهلاكية وعدم بلوغ الجودة المستوى المنشود اضافة الى الاختلالات القائمة داخل مسالك التوزيع والحرص على المحافظة على استقرار الاسعار وتكثيف المراقبة على هذه المسالك لضمان الجودة المطلوبة. ولدى اشرافه على اللقاء استعرض وزير الفلاحة والموارد المائية القاعدة التي تقوم عليها منظومة البذور التشريعية منها والانتاجية والحمائية السيد الحبيب الحداد قدّر الحاجيات الوطنية من البذور ب248 الف طن سنويا تتم تغطيتها بنسبة تفوق 90% عن طريق الانتاج المحلي فيما تبلغ الحاجيات الجملية من المشاتل 52 مليون شتلة سنويا منها 40 مليون منتجة محليا.. مشيرا الى ان لتونس تراثا عريقا في ميدان تحسين سلالات الحبوب وانتاج البذور يساهم المعهد الوطني للبحوث الزراعية منذ احداثه بافراز اغلب اصناف الحبوب المتداولة مذكرا بان الاصناف الجديدة المستنبطة تعد من الروافد الهامة للترفيع في الانتاج وتحسين الجودة وقد تم خلال فترة المخطط العاشر من استنباط 38 صنفا نباتيا جديدا من الحبوب والبقول الجافة والاعلاف والخضروات.
اولويات واهداف وحول اولويات خطة العمل للفترة القادمة اختزلها وزير الفلاحة في مزيد الاحاطة بالفلاحين وحثهم على الاقبال على استعمال البذور المحلية الممتازة وتشجيع الاستثمار الخاص في انتاج البذور ويقدر استعمال البذور الممتازة ب160 الف قنطار كمعدل سنوي خلال العقدين الماضيين مع بلوغ مستوى 224 الف قنطار كحد اقصى ما يعادل نسبة استعمال تناهز 17% من حاجيات مناطق انتاج الحبوب مع تعميم استعمال الاصناف ذات المردودية المرتفعة بالمناطق الملائمة ولبلوغ الاهداف المنشودة وتعزيز القطاع يقتضي العمل مستقبلا على تأهيل مؤسسات انتاج البذور والشتلات لتستجيب لمتطلبات الجودة ومزيد تثمين المستنبطات المحلية للبحث العلمي واستغلالها بالمزارع وتركيز هياكل مهنية مختصة في مجال البذور والشتلات وتواصلا مع هذا المجهود ستتدعم المجهودات لتأهيل الهياكل الادارية المختصة في مجالي المراقبة والتصديق.. البذور تحت المجهر وقد تركزت المداخلات خلال الورشة على تشخيص واقع القطاع وآفاق التفتح على الاسواق الخارجية الى جانب استعراض خصوصيات المناخ العالمي للمبادلات في قطاع البذور لتتولى بقية المداخلات تسليط «الزوم» على كل قطاع على حدة في استعمال البذور وتحليل وضعه وفتح آفاقه.
