واصلت امس مجموعة من الطلبة السلفيين وعدد من الغرباء عن الجامعة اعتصامهم بكلية الآداب والفنون والانسانيات بمنوبة رغم قرار تعليق الدروس ليوم أمس الاربعاء والذي يستوجب غلق الكلية (الدرس والمطالعة والامتحانات). كما حافظ قياديو ومناضلو الاتحاد العام لطلبة تونس على تواجدهم داخل الحرم الجامعي وتواصل "صراع" اثبات الذات بين الشقين ففي حين كثف ممثلو الاتحاد العام لطلبة تونس وصعدوا في لهجة خطاباتهم انتقل الطلبة الاسلاميون لتأدية الصلاة في ساحة الكلية وعلى الأرضية المواجهة لمقر العمادة... وعن عملية الاعتداء التي تعرض لها عميد الكلية حبيب القزدغلي صباح أمس اوضح العميد في اتصال ل" الصباح" أن مجموعة من السلفيين قدموا امس الى الحرم الجامعي وحاولوا اقتحامه بالقوة، واما ممنعهم عمد عدد من المعتصمين من داخل الجامعة الى دفعه وإسقاطه أرضا موضحا أن عددا قليلا من المعتصمين هم من طلبة الكلية اما الأغلبية فهم غرباء عن الجامعة وليسوا طلبة وأضاف أنه ورغم أن الادارة قد أغلقت الكلية ووضعت حراسة عليها الا أنه تم اختراق البوابة منذ الصباح بالقوة. واضاف القزدغلي أنه من المنتظر أن يتم اليوم التداول حول ما يجري في الجامعة في جلسة المجلس التأسيسي حسب وعد رئيس المجلس التأسيسي في لقائه مع الكاتب العام لأساتذة التعليم العالي. كما اعتبرعميد الكلية أنه طبقا لما يجري اليوم في الجامعة ولتسارع الأحداث يظهر انه ليس للمعتصمين مطالب بل إن هدفهم هو دفع الجامعة إلى التخلي عن وظيفتها في الانتاج والتجديد المعرفي وحق تقرير الأسرة التربوية لبرامجها نحو المس من حرية الجامعة واستقلاليتها. ورأى أن القضية تتجاوز كلية الآداب بمنوبة حيث تحولت الى قضية مجتمع ومن الضروري أن تتحمل سلطة الاشراف مسؤوليتها وتعبرعن موقفها بكل وضوح. ريم سوودي
أحزاب ومنظمات تتفاعل
تفاعلا مع ما يجري بكلية الآداب والفنون والانسانيات بمنوبة كما اصدر عدد من الاحزاب و المنظمات بيانات منددة ومستنكرة إذ أدان المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد الكتاب التونسيين مظاهر الاعتداء على الجامعات والمعاهد الثانوية والمدارس الابتدائية ودعيا الى احترام الحريات الأكاديمية والعلم والمعرفة والكف عن كل الممارسات التي تهدد الاستقرار، بينما عبرت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان عن استنكارها الشديد لما جد في كلية الآداب بمنوبة مؤكدة ضرورة التزام العميد والطلبة بالحوار واحترام قرار المجلس العلمي التابع للجامعة العامة للتعليم العالي الذي ينص على منع ارتداء النقاب داخل الكلية. بدوره وجه كل من حزب المبادرة والاتحاد الوطني الحر وحركة الوحدة الشعبية الى الدعوى الى التمسك بالحريات الفردية ورفض كل أشكال التطرف وجر الطلبة الى هذا النوع من المعارك الهامشية. وشجب حزب الخضر للتقدم الحملة الرجعية التي تعمد الى زعزعة الأوضاع داخل الجامعة. كما جاء في بيان صادر عن نقابة التعليم الثانوي الى انها تدين ما حدث في جامعة منوبة وتساند الإضراب القطاعي العام الذي يشنه الجامعيون.