المنتج والمخرج السينمائي التونسي المهاجر المنجي الفرحاني درس الأدب العربي في الجامعة التونسية قبل أن يهاجر سنة 1989 إلى أوروبا انطلاقا من إيطاليا وصولا إلى هولاندا أين عمل في المجال الثقافي والإعلامي ودرس السينما واكتسب معارف وصقل مواهب متعدّدة مثل المسرح والفن التشكيلي والشعر. هذا الفنان المتعدّد المواهب عاد بعد الثورة إلى مسقط رأسه لينعم بالحرية التي افتقدها لأكثر من عقدين من الزمن، عاد المنجي الفرحاني وفي جعبته فيلم روائي بعنوان «رسالة إلى أبي» الذي فاز بجائزة الصحفيين والنقاد في الدورة الأخيرة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام بهولاندا. مع هذا المخرج كانت لنا مصافحة خاصة لمزيد معرفة بعض التفاصيل الأخرى. ٭ لماذا هاجرت الوطن وأنت في أوج الشباب؟ - هاجرت إلى إيطاليا كرد فعل على نتائج الانتخابات الرئاسية التي تمت سنة 1989 وكانت نتائج كارثية بنسبة 99% وهي نتيجة أحبطتني إلى درجة كبيرة بحكم كوني كنت من ضمن الطلبة المناضلين في الجامعة من أجل تحقيق الحريات والديمقراطية والعدالة التي افتقدناها لعدة عقود. ٭ ألا تعتقد أن هذا الموقف هو أقرب للهروب من النضال؟ - هربت... ممكن على كل «أنا فهمت روحي بكري» وغادرت البلاد قبل أن أتعرض للسجن والتعذيب وربما الإبادة. فبحكم استقراري في البداية بمدينة البندقية ثم بولونيا درست المسرح ثم أنجزت بعد ذلك 16 شريطا وثائقيا وعملت مع منظمات اللاجئين التابع للأمم المتحدة. ٭ هل كنت لاجئا في المهجر؟ - لم أكن من اللاجئين وإنما كنت بلا وطن، غريبا وأقاوم معاناتي بالإبداع وقد استطعت أن أقوم بعدة أنشطة منها الأنشطة الإعلامية في قنوات تلفزية هولندية حيث قمت بإخراج وإنتاج العديد من البرامج والأفلام الوثائقية، كما شاركت سنة 2008 في تأسيس قناة تلفزية محلية للشباب وعملت مديرا لها كما أنتجت الصور المتحركة MIMYEM مع الرسام الكاريكاتوري الهولندي مارتن ميلس والتي حاولنا فيها ايقاظ ما نام من الضمائر ثم أنجزت أول فيلم روائي «رسالة إلى أبي» الذي فاز بجائزة النقاد والصحفيين في مهرجان الفيلم العربي في روتردام بهولندا. ٭ هل كانت الثورة هي السبب الرئيسي في عودتك إلى أرض الوطن؟ - عندما قامت الثورة وبعد خروج بن علي وجدت نفسي أحمل حقيبتي وآلة التصوير وأحط الرحال بمنطقة سيدي بوزيد انطلاقا من إحساسي بضرورة تصوير «الزلزال» الحاصل في تونس. ٭ وماهي طموحاتك اليوم بعد الثورة؟ - المساهمة في تأسيس ثقافة جديدة تتعلق بالسينما والمسرح والإعلام وتوضيف تجربتي التي اكتسبتها في مجال الثقافة الملتزمة التي تراعي هويتنا العربية الإسلامية. ٭ وما هي آخر مشاريعك القادمة؟ - بعد الشريط الوثائقي «شرارة» الذي أنجزته في فترة الثورة سأشرع قريبا في انتاج شريط وثائقي جديد في ولاية الكاف حول شخصية أسطورية كانت محل تتبع «البوليس السياسي» الذي قاده بن علي والذي بقي مختفيا طيلة 23 سنة في جبال الكاف وهو ممرض قال في يوم سكتت فيه عديد الأفواه «لا» لبن علي فأصبح منذ ذلك الوقت مهددا في حياته، وسيكون الشريط جاهزا في شهر مارس المقبل.