فاشلون في الانتخابات وأجهزة إعلام تخدم أجندات غير وطنية تجندت لتشويه التحالف لم يستبعد السيد عبد اللطيف عبيد، عضو المكتب السياسي للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، وجود سيناريو لزعزعة الحزب في خطوة أولى، بغاية إفشال التحالف الثلاثي.. ووصف عبيد، النائب في المجلس الوطني التأسيسي، الذين يتزعمون هذا السيناريو، ب"الفاشلين في الانتخابات"، والذين "يخدمون أجندات غير وطنية"، على حدّ تعبيره. وانتقد القيادي في التكتل، بعض الوجوه التي تنتمي للحزب، وتتحدث بعكس مواقفه في بعض الاذاعات والفضائيات المحلية، مشيرا إلى وجود اجراءات صلب التكتل لوضع حدّ للمواقف والتصريحات التي لا تتماشى مع موقف الحزب ومقارباته واستحقاقاته صلب التحالف الثلاثي المرشح للحكم.. وفيما يلي نص الحديث..
ظهر التكتل خلال الأيام القليلة الماضية بموقفين، وأكاد أقول برأسين.. كيف تفسرون ذلك؟
في الأصل، للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات موقف واحد مدروس، هو الذي يعبّر عنه الأمين العلام، وهو حاليا، الدكتور مصطفى بن جعفر، أو يعبّر عنه أعضاء المكتب السياسي، بالتشاور مع الأمين العام وموافقته، أو الناطق الرسمي باسم التكتل، بتفويض من الأمين العام.. وبطبيعة الحال، قد يتحدث البعض من التكتليين، عن مواقف للتكتل، لكن حديثهم في هذه الحالة، لا يلزم إلا أشخاصهم، ولا علم لي إطلاقا، بأن التكتل فوض لغير قيادته الحديثة، التحدث باسمه.. وللأسف، فإن بعض أجهزة الاعلام، نسبت صفات لبعض التكتليين، وخاصة إلى الجدد منهم، (مثل عضوية المكتب السياسي، أو القيادي...)، دون استشارة الحزب أو علمه، وهو ما أحدث نوعا من البلبلة في أوساط الرأي العام..
كيف السبيل للخروج من هذا الوضع الذي يعتبره البعض "غير معقول"؟
المطلوب من قيادة التكتل، أن تعلم أجهزة الاعلام العمومية والخاصة والأجنبية بالقياديين الذين يجوز لهم التحدث باسم التكتل.. والمرجو من أجهزة الاعلام أن ترجع الى قيادة التكتل عندما ترغب في موقف رسمي من الحزب.. والمطلوب من مناضلينا جميعا، التقيد بالمواقف الرسمية للحزب، حتى لا تختلط الأمور، لأن كل حزب هو تنظيم يحتاج الى الانضباط، وهو ما لا يغيب عن جل التكتليين والتكتليات..
هل معنى هذا أن لديكم تصرفا تنظيميا مع هؤلاء؟
المعروف عن التكتل، أنه يسوي مشاكله داخل أروقته، ومع الأطراف الأخرى بطريقة حوارية، تنبذ الإقصاء، وهنالك تكتليون عديدون سيستخلصون العبرة مما سبق أن أشرتم اليه، وسيتمسكون بوحدة التكتل، وسيقلعون عن أي تصرف منفلت، علما أن اجتماعات عديدة تنعقد دوريا بالمناضلين ومسؤولي الجهات، وتتاح فيها للجميع فرصة تقديم الملاحظات والمقترحات، ومنها اجتماعا فندق »الماجستيك« يومي 13 و27 نوفمبر الماضي.. وإن أبواب مكتب الأمين العام الدكتور مصطفى بن جعفر، مفتوحة للجميع..
هنالك من يزعم أن هناك سيناريو لزعزعة التكتل من الداخل، بغاية اضعافه، ومن ثم افشال التحالف الثلاثي.. هل تشاطر هذه الأقاويل؟
لا أستبعد مثل هذا السيناريو، فالمتربصون بالمسار الديمقراطية كثيرون، والساعون الى تشويه التحالف الثلاثي عديدون، وفي مقدمتهم بعض الفاشلين في انتخابات 23 أكتوبر وبعض أجهزة الاعلام، التي تخدم أجندات غير ديمقراطية، بل ربما غير وطنية.. وإن التكتل عندما اختار التعاون مع حركة النهضة وحزب المؤتمر، من أجل انجاح المسار الحالي، فإنما فعل ذلك عن وعي ودراسة واختيار، وهو ما شرحه الأمين العام مرارا وتكرارا طيلة الأشهر الأخيرة، وليس فقط بعد صدور نتائج الانتخابات.. والأيدي مازالت ممدودة لبقية الأطراف السياسية للتعاون مع الثلاثي من أجل المجابهة الجماعية للتحديات المطروحة..
ألا تؤثر هذه التطورات على حزبكم؟
التكتل حزب الاعتدال والوسطية، وهو حزب يحمل المسؤولية الوطنية بشجاعة وتبصر، وسيبقى حزبا قويا، لأنه ينأى بنفسه عن المزايدات حتى لو كانت داخله.. وإن الأزمات التي عاشها التكتل طيلة سبعة عشر عاما قد حصّنته ضد أية محاولة التفاف عليه أو على مبادئه وأسلوبه في التعامل مع أية تطورات..