تخوفات من أرباب المخابز نتيجة نقص التزود بمادة الخميرة.. وتساؤلات من قبل المواطن حول مآل الوضع في صورة تواصل اعتصام مصنع الخميرة ببن بشير بولاية جندوبة.. تخوفات بالجملة حول فقدان مادة الخبز بعد تسجيل نقص في هذه المادة الاساسية منذ أمس في المخابز في مختلف ولايات الجمهورية. "الصباح" زارت بعض المخابز والتقت باصحابها ورصدت اراء ومواقف المواطنين حول نقص التزويد بمادة الخميرة. وفي هذا الاطار يقول صلاح الذوادي وكيل مخبزة بضاحية أريانة أن مادة الخبز متوفرة على عكس ما تم تداوله حول فقدانها من السوق مشيرا الى ان الاشكالية تبقى في عدم توفر مادة الخميرة بكميات كبيرة نتيجة توقف مصنع الخميرة بجندوبة. وأضاف ان قطاع المخابز واصل عمله أيام الثورة رغم الوضعيات الاجتماعية التى يعاني منها عمال المخابز ولم يقرر اعتصاما أو اضرابا في هذا الشأن، حيث قال:"جميع المخابز لم تنقطع عن تزويد السوق بمادة الخبز رغم حظر التجول وذلك لتوفير الخبز للمواطن بشكل طبيعي".
مادة الخميرة والسوق السوداء
ومن جانبه كشف الحبيب الشامخ (صاحب مخبزة) ان قطاع المخابز يعاني العديد من الظواهر السلبية على غرار ما حصل في اليومين الاخيرين من ازدهار للسوق السوداء وارتفاع الاسعار رغم تطمينات من طرف المسؤولين بعد نقص التزود بمادة الخميرة مؤكدا أن مادة الخميرة أساسية في تصنيع الخبز وأن المخابز غير مسؤولة عن إمكانية فقدان الخبز والسبب المباشر يعود الى تعطل سير العمل في مصنع الخميرة بجندوبة. وقال محدثنا ان سعر مادة الخميرة تضاعف مرتين حيث يتراوح حاليا بين 50 و80 دينارا لصندوق الخميرة غير المدعمة مؤكدا ان معظم المخابز في ولايات الجمهورية تستخدم الخميرة غير المدعمة بعد نفاذ الخميرة المدعمة بسبب توقف انتاج المعمل. وطالب بضرورة تدخل الهياكل المعنية لتوفير المادة المخصصة لصنع الخبز لتفادي نقص التزويد خاصة وان مخزون المخابز يكفي لتصنيع الخبز لبضعة أيام فقط.
اكتظاظ ولهفة
ومن جهة اخرى أكد محمد على الغربي صاحب محل مواد غذائية ان مادة الخبز متوفرة بكميات هامة لكن ما يمكن ملاحظته في اليومين الاخيرين لهفة كبيرة من طرف المواطن على الخبز وكذلك الخميرة بالنسبة للعائلات. كما أعرب ابراهيم اليعقوبي عامل بمخبزة عن استغرابه من اللهفة الكبيرة للمستهلك التونسي رغم توفرالخبز بشكل طبيعي مؤكدا في ذات الوقت عن تأثرعمل المخابز بسبب نقص مادة الخميرة باعتبارها مادة أساسية وأشار ان مخزون المخبزة من هذه المادة اقترب من النفاذ وطالب بضرورة توفيرها من قبل الهياكل المختصة لمواصلة تزويد السوق بمادة الخبز. وعبرت فاطمة العياري عن تذمرها ازاء نقص مادة الخميرة خاصة وانها وجدت صعوبة في الحصول عليها لإستعمالها المنزلي لكن في المقابل اشارت الى ان مادة الخبز متوفرة بشكل طبيعي على عكس الاخبار التى تم تداولها. واستغرب المواطن محمد العتيري من سياسة لي الذراع التى يعتمدها البعض خاصة باستخدام سياسة الاعتصامات والاضرابات التى أضرت بمختلف القطاعات حيث شبهها بسياسة التعجيز والامر الواقع، وبيّن ان مادة الخبز متوفرة في المخابز لكن لاحظ لهفة كبيرة لدى المستهلك خاصة مع سريان اشاعة فقدان مادة الخبز في كامل تراب الجمهورية. وتساءل محرز المديوني عن الوضعية الحالية في صورة نفاذ مادة الخميرة في المخابز وتواصل اضراب معمل الخميرة بجندوبة مشيرا ان سياسة الدولة خاطئة في العديد من القطاعات خاصة في ظل اقتصار انتاج مادة الخميرة على معمل وحيد في جهة جندوبة في حين لاحظ الاكتظاظ واللهفة لدى المواطن وفي بعض الاحيان تصل الى حدود المناوشات بين المواطن وأصحاب المخابز. وبخصوص نقص التزويد بمادة الخميرة أفادنا مصدر مسؤول بوزارة التجارة والسياحة أن اعتصام عمال معمل جندوبة أدى الى توقف عملية انتاج مادة الخميرة مؤكدا انه تم توفير حوالي 44 طنا من مادة الخميرة الطازجة وحوالي 100 طن من الخميرة الجافة لتلافي النقص الحاصل في مختلف المخابز بكامل ولايات الجمهورية.
