من المنتظر أن تكون الدورة السادسة عشرة للمهرجان الوطني لمسرح التجريب بمدنين مختلفة عن الدورات السابقة من حيث نوعية وقيمة العروض التي يتضمنها برنامج هذه الدورة التي تنطلق يوم 16 من الشهر الجاري وتتواصل إلى غاية 22 منه. لتكون مناسبة لتجسيد انفتاح المسرح على الفنون الأخرى وفسح المجال للإطلاع على عديد الأعمال المسرحية باختلاف توجهاتها ومدارسها ومواضيعها بدءا بمسرح الشارع من خلال عرض "عصافر" لساحة الحرية مرورا بالمسرح ووصولا إلى العرض الموسيقي الذي ستحييه مجموعة إبراهيم البهلول فعرض "سلام" لحاتم القروي في ختام التظاهرة وهو عبارة عن تجليّات موسيقية ومسرحية. وقد اختارت الأطراف المشرفة على تنظيم هذه التظاهرة أن يكون محور الدورة "التجريب على المكان" وذلك في التربّص في مسرح الحلبة وورشة "الكلون" الذي سينتظم على هامش هذه المناسبة والذي ينطلق قبل موعد المهرجان بيوم ويتواصل إلى 27 من الشهر الجاري تاطيرالفرنسي جون بيار بسنار. "ترى ما رأيت" في الافتتاح والهام في هذا المهرجان أنه يتيح الفرصة لزوّاره لمشاهدة عدد هامّ من المسرحيات التي أنتجت مؤخّرا على غرار مسرحية " قانون الجاذبية" لشركة الموجة الجديدة و"قصر الشوك" لشركة فنون وثقافة و"يوم بعد يوم" للمركز الوطني لفن العرائس. ومن المنتظر أن تخصّص بعض الفضاءات التابعة للمركب الثقافي بمدنين على نحو تستجيب فيه لتأمين عروض المهرجان مثل قاعة الملاكمة وساحة المركز وساحة الحرية إضافة إلى قاعة العروض بالمركب. كما يقدم المسرحي وليد خضراوي عرضا قياسيا عنوانه "نفاية". وسيكون مسرح نجمة الشمال بالعاصمة حاضرا في هذا الموعد من خلال مسرحية "سكون" إضافة إلى عرضي "نجمة وهلال "لمركز الفنون الدراميّة والركحيّة بالكاف و"وزن الريشة" لشركة لارتيستو. عرض خاص رغم حداثة بعث مركز الفنون الركحيّة الدراميّة بمدنين فقد استطاع أن يقدم إنتاجا خاصا بالمهرجان يتمثل في مسرحية «ترى ما رأيت» التي ستعرض في افتتاح التظاهرة سينوغرافيا وإخراج لأنور الشّعافي فيما وضع النص الشاعر التونسي المقيم بفرنسا كمال بوعجيلة ويتولّى تجسيدها ركحيّا كل من نجيب بن خلف الله وجلال عبيد ونورشان شعبان وفاطمة بنور وجهاد الفورتي ومكرم المانسي ووليد الخضراوي. ويتضمّن هذا العمل رؤية تهدف إلى تطويع وسائل الإتصال الحديثة للمسرح في محاولة لخلق لغة مسرحيّة تتجاوز المكان الرّكحي من خلال عملية تركيب ومزج بين المشهد المسرحي والمشهد السينمائي. وتشارك في هذا العمل ممثلة افتراضية من فرنسا تكون حاضرة «الآن وهنا» خلال العرض المسرحي. يبدو العرض في مجمله منفتحا على عديد الفنون الأخرى تتجلّى بالأساس في عملية التقطيع الفني الذي يقوم على الصورة ومن خلال اعتماد لغة الجسد والرقص المسرحي انطلاقا من اللحظة الراهنة.