تسارعت الاحداث في كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة على اثر قرار غلق أبواب الكلية وتعليق الدروس فيها الى أجل غير مسمى بعد منع العميد من مزاولة عمله وعقد ندوة صحفية "غير قانونية" حسب تأكيدات عميد الكلية بمقر الجامعة من قبل الطلبة المعتصمين. تطورات وتجاذبات فتحت الباب على مصرعيه مع احتدام النقاش بين طرفي النزاع حول مسألة حقّ المنتقبات في الدّراسة وفي ارتداء النقاب داخل قاعات الدرس وأثناء إجراء الامتحانات وحقّ الطلبة في مصلّى بالكلّية من جهة وتمسك الادارة بالموقف الصادر عن المجلس العلمي بضرورة كشف الوجه داخل قاعات الدروس والامتحانات من جهة اخرى.
إجراء غير قانوني
اخر تطورات اعتصام جامعة منوبة تمثلت في تحميل العميد الحبيب القزدغلي مسؤولية ما حدث في الحرم الجامعي يوم السبت الفارط لوزارة التعليم العالي ووزارة الداخلية على خلفية عقد الطلبة المعتصمين ندوة صحفية بمقر الكلية اشرفت عليها "رابطة مجالس الثورة بتونس الكبرى". كما عبّر عن استنكاره لاقتحام مبنى الجامعة من قبل أطراف غريبة مؤكدا ان عقد هذه الندوة الصحفية اجراء غير قانوني وهو بمثابة تعد صارخ على الحرم الجامعي معتبرا ان تعليق الدروس أملته الظروف غير الملائمة في ظل غياب مناخ أمني للطلبة والعاملين في الكلية. من جهة اخرى أكد محمد البختي ممثل الطلبة المعتصمين ان قرار غلق كلية الاداب قرار فردي وهو ما يتعارض مع القوانين المعمول بها في المؤسسات التربوية وحرمان الطلبة من حقّهم في الدراسة والتمسّك بحقّ المنقبات في الإلتحاق بالدروس وإجراء الإمتحانات لعدم وجود أي نص قانوني يمنع ذلك معتبرا أنّ قرار المجلس العلمي يمثل إنتهاكا لحرية المعتقد واللباس ويتنافى مع حق الطلبة في الدراسة واجراء الامتحانات مؤكدا ان بعض الاطراف تحاول تسييس المطالب الطلابية لخدمة مصالح بعض الاطراف السياسية. كما بيّن ممثل المعتصمين بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة أن المفاوضات مع الكاتب العام للنقابة الجهوية لقوات الأمن الداخلي بمنوبة وممثل "رابطة مجالس حماية الثورة بتونس الكبرى" تمت على أساس إيجاد حلول تمكن الطالبات المنقبات من اجتياز الامتحانات دون الدخول لقاعة الدروس.
مناوشات ومشادات كلامية
أمام تمسك الطلبة المعتصمين بمواصلة الاعتصام وفشل المفاوضات احتدمت النقاشات والمناوشات بين ممثلين عن اتحاد الطلبة وممثلين من "رابطة مجلس حماية الثورة بتونس الكبرى" حول مطالب الطلبة المعتصمين والدعوة الى فك الاعتصام واستئناف الدروس. وشهد مدخل كلية الاداب مشادة كلامية ومناوشات بين ممثلين عن الاطار التربوي للكلية وممثلين عن الرابطة حول مدى شرعية الاعتصام وقرار غلق كلية الاداب.