++ اهتز العالم ولايزال بعد جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري.. وشكلت لجان تحقيق أممية وعربية ودولية بالجملة.. للكشف عن الاطراف التي تقف وراء الجريمة البشعة.. وقبل الكشف عن نتائج التحقيق اجبرت القوات السورية على مغادرة لبنان.. واعتقل عدد من أبرز قادة الجيش والامن اللبناني.. ووضع الرئيس المسيحي اميل لحود في عزلة في قصر الرئاسة.. حتى مغادرته له.. ولا تزال الضغوطات تمارس بالجملة على الساسة البنانيين المتحالفين مع دمشقوطهران والقريبين من المقاومة الفلسطينية للاحتلال الاسرائيلي.. + في المقابل وقع التعامل " بأريحية " مع جريمة اغتيال زعيمة المعارضة الباكستانية رئيسة الوزراء السابقة بي نظير بوتو.. رغم الاتهامات التي وجهتها المعارضة الباكستانية إلى المخابرات الباكستانية وإلى مؤسسات نظام الجنرال برويز مشرف.. المعارضة الباكستانية استدلت بكون مشرف رفض مرارا عودة خصومه الى بلدهم وبينهم بي نظير بوتو ونواز شريف.. وبررموقفهم بكون حياتهم ستكون في خطر.. ؟؟ثم فرض حالة الطوارئ وبررها بالمخاطر الامنية التي تهدد البلد ؟؟ ونظمت محاولة فاشلة أولى لاغتيال بوتو قبل أن تنجح الثانية.. ثم ينسب القتل الى جزء من جرح تسبب فيه غطاء سقف السيارة؟؟ ++ ليس المطلوب فرض وصاية على باكستان مثلما تلك التي فرضت على لبنان.. ولا جره إلى مسلسل من الفوضى المغطاة بيافطات طائفية.. ينما تقف وراءها مصالح استعمارية مختلفة.. بينها المصالح الاسرائيلية.. وحسابات بعض الانظمة الخليجية التي تريد تصفية حساباتها مع طهران في لبنان وسوريا.. ++ لكن تساؤلات تطرح نفسها هنا من بينها : لماذا لم يطالب ساسة واشنطن ولندن وباريس وبرلين وتل أبيب وحلفائهم بتشكيل لجنة تحقيق أممية في وفاة بي نظير بوتو.. بالرغم من كون بوتو كانت أقرب لعدد من الساسة الغربيين من الحريري؟ واذا كانت ميليشيات "القاعدة" و"طالبان" متهمة فعلا بقتل بوتو فهل لا يؤكد ذلك حاجة ملحة الى فتح تحقيق دولي في ملابسات القتل والجهات التي تقف وراءه وتلك التي استفادت منه؟؟ ++ مرة أخرى يجد العالم نفسه أمام لعبة سياسة المكيالين.. عملا بمقولة " اللي تحبو سقطلوا.. واللي تكرهو لقطلو".. ومرة أخرى يجد العالم الاسلامي نفسه ضحية اعمال عنف وارهاب.. كل مكوناته خسرانة فيها.. القاتل والضحية.. والضحية هذه المرة هي "الرمز".. رمز المرأة المسلمة المتفتحة.. والزعيمة المعتدلة والديمقراطية.. رمز المثقفة الباكستانية التي برزت طوال عقود بنجاحها في الاعتزاز بهويتها الثقافية والحضارية وتاكيد تفتحها وتشعبها بقيم المدنية والمعاصرة..