أخيرا وبعد أربع سنوات من المشاركة في برنامج «سوبر ستار» العرب الذي ينظمه تلفزيون المستقبل اللبناني فازت تونس باللقب في شخص الشاب مروان علي الذي مازال يزاول دراسته الثانوية وفي ذات الوقت يدرس الموسيقى بالكونسرفاتوار... مروان ورغم صغر سنه(18عاما) أظهر نضجا فنيا كبيرا ومثّل تونس كأحسن ما يكون صوتا وغناء وأخلاقا ولا عجب أن يطلق عليه الفنان إلياس الرحباني لقب المجاهد على اعتبار أنه لم يتسنّ له البقاء في البرنامج ومواصلة المشوار إلا من خلال الفرصة الاخيرة التي منحتها له اللجنة لانها رأت انه قادر على التعلم والنجاح وكان ظن اللجنة المتكوّنة من الثالوث اللبناني إلياس الرحباني وفادية طنب الحاج وزياد بطرس ومن الملحن الكويتي عبد الله القعود في ممثلنا في محلّه ذلك أنه ما فتئ ومع كل إطلالة له في سهرة الاحد يحظى بالاعجاب الكبيرمنها وبتشجيعها اللامحدود . الاعجاب بمروان وبإمكانياته الصوتية الكبيرة تخطى حدود اللجنة ليشمل أيضا بعض الضيوف الذين أثثوا مختلف السهرات من ضمنهم وديع الصافي، صباح فخري، إيهاب توفيق وعاصي الحلاني حتى أن إيهاب توفيق أعلنها صراحة في السهرة قبل الاخيرة وعقب آداء مروان لاغنية «خبطة قدمكم على الارض هدارة» أنه وبعد السيدة فيروز لم يغنها مطرب قط بنفس الاحساس والجمال الذي انساب من صوت مروان علي.. ولم تكن هذه الشهادة الوحيدة التي قيلت في المشارك التونسي فالفنان إلياس الرحباني قال أن مروان يجيد آداء المواويل اللبنانية أكثر من 90% من الفنانين اللبنانيين في حين اعترف زياد بطرس المعروف بقسوته مع المشاركين أن مروان وبآدائه للاغاني الوطنية اللبنانية بذلك الاحساس الكبير يلهب حماسة كل من يستمع إليه ويولّد بداخله شعورا بالانتماء وهو أمر لمسه بالفعل كل من تابع مشوار مروان في سوبرستار حيث أنه وفي إحدى الحلقات لما أدى أغنية الفنان الكبير وديع الصافي «سيّجنا لبنان» مسبوقة بموال لبناني شهير اهتز مسرح سوبر ستار بالتصفيق والهتاف إلى درجة لم يتمالك فيها أعضاء اللجنة أنفسهم عن التنويه العلني بصوت مروان وباعتباره من أكثر المستحقين للقب. ومع أن فوز مروان بلقب سوبر ستار العرب لسنة 2007 لا ينقص من قيمة أي مشارك آخر في البرنامج إلا أن اللقب كان لا بد أن يكون تونسيا لان الاصوات التي شاركت هذه المرة كانت متميزة جدا ومتمكنة موسيقى وآداء ووصول يسرى المحنوش إلى الدور النصف النهائي خير دليل على أن الوجود التونسي في هذا البرنامج لا يرفع شعار المشاركة من أجل المشاركة فقط بل من أجل النجاح والتميّز الذي طالما انتظره الجمهور التونسي والذي كثيرا ما مني بخيبة أمل كبيرة في كل مرّة يصل فيها تونسي أو تونسية إلى العين ولا يشرب.. مروان علي وصل إلى العين وشرب وترشّف معه كل تونسي حلاوة الفوز باللقب الذي حظي به ممثلنا عن سابق إصرار وتمسّك بالرغبة في التألق.. فشكرا لمروان الصغير سنا والكبير إرادة وتصميما على رفع علم تونس عاليا في سماء برنامج اعترف أخيرا بالكفاءات الفنية التونسية وأعطاها ما تستحقه من إشعاع وهنيئا لمروان بلقب سوبرستار العرب وهنيئا لتونس بمروان وبهذا اللقب الذي آل إليها عن جدارة واستحقاق.