مرة أخرى تتوتر الأجواء داخل كلية الآداب بسوسة عبر اقتحام مجموعة من السلفيين الجامعة، هذا الاقتحام تطور ليبلغ حد العنف والتراشق بالحجارة بين المجموعة الملتحية من الطلبة وباقي طلبة الاتحاد العام لطلبة تونس نتج عنه اصابة ثلاثة طلبة (طالبة وطالبين) استوجبت حالتهم نقلهم الى المستشفى. حول هذه الحادثة أورد عميد كلية الآداب بسوسة منصف عبد الجليل ل "الصباح" انه توافد على الكلية وتحديدا على الساعة التاسعة من صباح أمس مجموعة من السلفيين غرباء عن الكلية يصل عددهم قرابة ال 50 شخصا حاملين الراية السوداء لحزب التحرير. وقد كان عميد الكلية قد منع في وقت سابق أي احتفال بعيد الثورة داخل الكلية تفاديا لأي احتكاك بين المجموعات الطلابية, ولئن خضع طلبة الاتحاد العام لطلبة تونس لقرار العميد فأن الطلبة الاسلامين UGETE لم يمتثلوا وتمسكوا بالاحتفال مصطحبين مجموعة من الغرباء عن الكلية وفقا لما أدلى به العميد. وأضاف عبد الجليل أنه أثناء الاحتفال الذي اتسم بخطابات وتأويلات سياسية وقعت مشادات كلامية بين الطرفين تطورت من عنف لفظي الى مادي عبر التراشق بالحجارة واستعمال أعمدة الطاولات مما أسفر عن إصابة ثلاثة طلبة اذ تعرضت طالبة الى كسر في الأنف في حين أصيب طالبان في أرجلها). ووصف العميد المشهد الذي دام ما يقارب النصف ساعة "بالمفزع" الذي لم يفض الا بعد تدخلات بعض الأساتذة الذين تولوا عزل الفريقين تحسبا من وقوع كارثة. وأورد العميد أن الجامعة ترزح تحت وطأة الأحداث السياسية التي تزخر بها البلاد ومن البديهي أن تعيش الجامعة التجاذبات السياسية ذاتها ولكن لابد من مجابهة هذا الوضع من خلال تفعيل لغة الحوار فضلا عن تقبل ثقافة الاختلاف والتعايش. وفي نفس السياق يعتقد عميد كلية الآداب بسوسة أن الصراعات التي تشهدها الجامعة اليوم ستطول ولابد في هذا الإطار من العمل على تحييد جميع المؤسسات الجامعية. في المقابل يفند هشام العريض (مسؤول في شباب النهضة بالجامعة) ما صرح به عميد الكلية. وأشار في تصريح ل"الصباح" الى أن طلبة اتحاد العام لطلبة تونس (UGET) منهم اعتدوا بالعنف على الطلبة الإسلاميين مؤكدا أن طلبة UGTE (الإسلاميون) كانوا بصدد عقد اجتماع عام للتعريف بالمنظمة فضلا عن طرح بعض المشاكل النقابية الأمر الذي لم يرق للطرف الآخر الذي التجأ مباشرة الى العنف عبر تمزيق معرض الصور ثم التراشق بالحجارة مؤكدا وجود أشرطة فيديو على الأنترنت تدعم قوله.. نافيا في السياق ذاته احتفالهم بالثورة. وأورد العريض في نفس السياق أن شباب النهضة في الجامعة يرفضون العنف داخل الحرم الجامعي مهما كان الطرف الذي يمارسه : سواء كانوا يساريين أو إسلاميين أو قوميين... كما يرفضون الإقصاء استنادا الى أن الساحة مفتوحة للجميع...