انقطع نزول الثلوج عن المناطق الجنوبية من ولاية القصرين لكنه لا يزال الى الامس متواصلا في شمالها وخاصة بمناطق حيدرة والعيون وبعض القرى القريبة من تالة بكميات متوسطة.. كما سجلنا أول أمس وأمس صباحا نزول رذاذ من الثلوج بأغلب مدن الجهة بما في ذلك القصرينالمدينة قبل ان تشرق عليها الشمس بداية من منتصف النهار.. ومثلما هو متعارف عليه فان ذوبان الثلوج يؤدي الى نزول حاد في درجات الحرارة ولذلك فان الجهة تشهد موجة برد غير مسبوقة بشهادة العديد من الشيوخ الذين قالوا لنا ان «ثلجية» هذه السنة وما صاحبها من برودة لم يعرفوها طول حياتهم حيث وصلت امس في تالة الى حوالي 7 درجات تحت الصفر وبلغت اول امس في الشعانبي 12 درجة تحت الصفر فيما تراوحت ليلة اول امس بالقصرين بين 4 و6 تحت الصفر.
تدخلات لفك العزلة
الى حد الامس لا تزال بعض القرى معزولة وخاصة في ارياف حيدرة وفوسانة وتالة حيث اكد لنا متساكنون من «الاجرد» و«الناظور» و«بودرياس» ان عديد التجمعات السكنية القريبة منهم لم يستطع اهلها مغادرتها بسبب قطع الطرقات المؤدية اليها من جراء الثلوج وتجمعات المياه.. وقد تدخلت جرافات الادارة الجهوية للتجهيز والاسكان واخرى تابعة للخواص لإزالة الثلوج وفتح الطرقات من ذلك ان الطريق الوطنية عدد 17 الرابطة بين تالةوالقصرين قطعت عدة مرات بالثلوج والى حد الامس المرور منها لا يزال صعبا جدا وخاصة في منطقتي جبل الشار وعين ام الثعالب حيث تتواجد دوريات من الحرس الوطني لإرشاد اصحاب السيارات ومساعدتهم. هذا وتلقت الحماية المدينةبالقصرين عديد النداءات للتدخل من اجل مساعدة شاحنات غرقت في الاوحال والثلوج وقد توجهت فرق منها امس صباحا الى الطريق الرابطة بين العيونوتالة لإخراج شاحنة تحمل قوارير الغاز طلب سائقها النجدة.. كما ارسلت فرق اخرى الى منطقة بوشبكة الحدودية لإخراج مجموعة من شاحنات نقل البضائع بقيت عالقة. كما تلقت الحماية المدنية نداءات لفتح طرقات في معتمديتي حيدرة وفوسانة فتم التنسيق مع الادارة الجهوية للتجهيز وبعث جرافات الى الاماكن المعنية.
انقطاع الدراسة
لم يتم استئناف الدراسة الى حد الامس في كامل المؤسسات التربوية بمعتمدية حيدرة وعدد كبير من معاهد مدارس معتمديات تالةوالعيون وفوسانة بسبب البرد القارس واستحالة الوصول الى بعضها وخاصة المدارس الريفية النائية التي يضطر تلاميذها الصغار الى قطع عديد الكيلومترات لبلوغها مع غياب حافلات النقل المدرسي وقد اكد لنا امس صالح البولعابي (معلم من حيدرة) ان كل معاهد ومدارس المدينة واريافها لا تزال مغلقة وان الثلوج تتهاطل على المنطقة لليوم الرابع على التوالي.. ونفس الشيء اكده لنا مدير اعدادية قرية «بودرياس» الحدودية الزين الفرحي الذي قال لنا : «لم تستأ نف الدراسة بعد في المؤسسة ومن المستبعد ان تعود اليوم الاربعاء ايضا لان البرد شديد جدا والثلوج و«الجليدة» تغطي كامل المنطقة وتمنع السيارات من المرور فما بالك بالمترجيلن».
انفجار عدادات وانابيب المياه
الكثير من المناطق الجبلية والحدودية وخاصة القرى القريبة من « صحراوي» و«بودرياس» من معتمدية فوسانة و«السرى» و«المريرة» و«بوعنز» بحيدرة و«جبل بولحناش» وسيدي سهيل في ضواحي تالة و«البرك» و«الكنترة» قرب العيون.. و«عبد العظيم» و«ام علي» و«قارة النعام» التابعة لمعتمدية فريانة.. تجمدت فيها المياه من كثرة الثلوج والبرد بل ان الكثير من انابيب النحاس وعدادات الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه انفجرت من شدة البرودة وسجلنا في « بودرياس « وحدها انفجار 30 عدادا كما اكده لنا مدير اعدادية المنطقة من حسن الحظ وبفضل تدخلات اعوان الحماية المدنية وقوات الحرس والجيش الوطنيين لم تشهد الجهة طوال الايام الاخيرة حوادث مرور تذكر باستثناء انزلاق سيارة عائلية كانت متجهة للقصرين لخطبة فتاة لابنها من جراء الثلوج يوم الاحد في طريق القصرين - سبيطلة قرب قرية الشرائع واصطدامها بشجرة تسبب في اصابة والدة «الخطيب» بكسور مختلفة حتمت ارسالها من مستشفى القصرين الى المستشفى الجامعي بصفاقس. وقد اصبحت جميع سهول وطرقات ومرتفعات الجهة منذ اول امس عبارة عن ساحات جليدية بعد ذوبان الثلوج وامتزاجها «بالجليدة» في الليل وهبوب رياح باردة حولتها الى طبقة سميكة من الجليد واضحى التنقل فوقها يمثل خطرا كبيرا على السيارات والمترجلين خوفا من حصول انزلاقات وقد سجلنا في مدينة تالة لوحدها 13 حالة انزلاق لأشخاص تحولوا لتلقي الاسعافات في المستشفى المحلي وبعضهم ارسل الى مستشفى القصرين.. كما تعرض شيخ في الستين بمنطقة « البرك» قرب العيون الى انزلاق امام منزله سبب له اصابات خطيرة في العمود الفقري واستنجد اهله بالحماية المدنية التي ارسلت له سيارة وطاقم اسعاف وتولوا نقله الى المستشفى.
توزيع المساعدات على متن الدبابات
تواصل اللجنة الجهوية للتضامن الاجتماعي بالقصرين منذ ايام مجهوداتها لإيصال المساعدات الاجتماعية الى العائلات الفقيرة وبعد ان تدخلت في الاول بمعتمديات تالة وفوسانة وحيدرة وجدليان.. وصلتها مؤخرا كميات جديدة من الاغطية والمواد الغذائية والملابس تولت توزيعها في مناطق اخرى ثم طلبت كميات اضافية انطلقت امس في توزيعها وقد اكد لنا احد اطاراتها انه تمت الاستعانة بداية من امس الثلاثاء بدبابات الجيش الوطني من اجل ايصال الاعانات الى العائلات الفقيرة المنتشرة في عديد الارياف لان سيارات اللجنة لا تستطيع المرور في المسالك الطينية والجبلية الوعرة من ذلك انه وقع امس ايصال الخبز والمياه ( في حاويات ذات 20 لتر ) والمواد الغذائية الى قرية «صحراوي» الحدودية التي تجمدت مياهها و200 غطاء صوفي و500 كلغ من المواد الغذائية و600 قطعة ملابس شتوية لعائلات في معتمدية العيون.. كما استجابت اللجنة لنداء عائلات محاصرة من منطقة «عبد العظيم» قرب فريانة وبعثت لهم اغطية وملابس بالإضافة الى تدخلات فردية لبعض الاسر الفقيرة وتمكين المواطنين الوافدين على مقر اللجنة من مساعدات متنوعة.. وقد ادى عمل اللجنة على مدى 24 ساعة دون انقطاع الى نفاذ المخزونات المتوفرة وطلب كميات اضافية من المنتظر ان تكون قد وصلت بعد ظهر الامس واخرى في طريقها اليوم للجهة. هذا وقد اتصل بنا امس مواطنون من حيدرة ذكروا ان مساعدات وصلت للمدينة منذ ايام وهي موجودة في مقر المعتمدية لكن لم يتم توزيعها بسبب غياب المعتمد منذ حوالي شهر وقد اتصلوا به ليلتحق بمقر عمله ويشرف على توزيعها الا انه رفض ذلك وأعلمهم ان عليهم تكوين لجنة محلية تتولى الامر وذكروا لنا ان عديد العائلات الفقيرة تفد يوميا على مقر المعتمدية تنتظر الحصول على اعانات ثم تعود فارغة اليدين.