وقفت أمس مجموعة تتكون من آباء جمع بينهم الحرمان من فلذات أكبادهم فتجمعوا بساحة القصبة معبّرين عن سخطهم على الوضعية التي آلت إليها علاقتهم بأبنائهم وحرمانهم منهم وهم على قيد الحياة. هؤلاء اصطفوا ليقولوا بصوت واحد أنهم يعيشون حالة تعدّ غريبة من نوعها وشاذة لأنهم ممنوعون من الإقتراب من أبنائهم وحرموا منهم وهم على قيد الحياة...هي حالة قد لا نجد لها مسمى يليق بها لغرابتها وشدة قسوتها ترفضها كل الأعراف والمواثيق والأديان. حالات مأسوية وآباء إختفى أطفالهم إما بالإختطاف أو بالتهريب أو بالإخفاء من قبل زوجاتهم الأجنبيات. "وكأننا غرباء ولسنا الآباء كأننا لا نستحق لقب الآباء هكذا حكم علينا زواجنا من أجنبيات" هكذا قال أولئك الآباء الذين حرموا من أبنائهم وعاشوا معاناة وآلام فراقهم. رمزي قداس هو واحد من الآباء التونسيين تزوج من إمرأة تحمل الجنسية الألمانية ورزق بطفليه ليندا وآدم ولكن زوجته اختطفت الطفلين بتواطؤ مع مجموعة من الأشخاص ساعدوها على تهريبهما عبر ليبيا وحكمت على رمزي بالحرمان منهما وهو ما جعله يطالب وبالإلحاح من الحكومة أن تولي إهتماما بقضيته وقضايا الآباء الذين يعيشون نفس الظروف التي يعيشها وقال رمزي "كل همّي عودة طفليّ إلى حضني." وأما نبيل الزكراوي فهو أب عاش قصة غريبة في صراعه للحفاظ على ابنتيه أميرة وسعيدة حيث اتهمته زوجته الإيطالية بقتلهما في حين كان يخفيهما كي يحميهما ويحمي نفسه من وجع الحرمان منهما ولكن الزوجة استغلت دخوله السجن وهربت الطفلتين، نبيل تحدث إلينا وقال "لا أريد شيئا من هذه الدنيا سوى عودة طفلتي إلى حضني كما أطلب فتح تحقيق حول ملابسات إختطافهما وتهريبهما خارج تراب تونس خاصة وأن وسائل الإعلام الإيطالية صرحت أن عملية التهريب تمت في طائرة عمودية، وأضاف "أنا أطالب الحكومة الحالية أن تولي إهتماما بقضيتي وقضايا من هم في مثل وضعيتي." وأما رمزي بلحسن (دكتور وأستاذ بجامعة قابس) فقد تزوج من إمرأة روسية الجنسية ولكن زوجته قررت الهروب من المنزل مع صديق لها حسبما صرح به وأضاف يقول "لقد آلت حضانة ابني إلي ولكن زوجتي استغلت زيارتها له ذات أحد ثم اختطفته وقد مرت تسعة أشهر دون أن أرى ابني ولا أعرف عنه شيئا وأطلب إرجاع ابني إلى حضني خاصة وأن حضانته آلت إلي كما أطالب بفتح بحث ضد زوجتي والعصابة التي ساعدتها في اختطافه وقد رفعت ضدها وضد من ساعدها أكثر من 30 قضية ولكن إلى حد الآن لم يفتح أي بحث لكشف الحقيقة. ولم تكن معاناة أيمن بن أحمد أقل مأسوية من بقية هؤلاء حيث سافر لإتمام دراسته وتعرف على فتاة روسية وتزوجا بعد أن اتفقا على العودة إلى تونس بعد أن ينهي دراسته ورزقا في الأثناء بابنة ثم بابن وبعودتهما إلى تونس بدأت معاناته وقال عنها "لما عدنا غادرت زوجتي محل الزوجية ثم بقيت تخطط لاختطاف طفلي كما خططت لقتلي وقد اكتشفت ذات مرة فحوى حديث دار بينها وبين صديق لها بروسيا حيث قالت له لقد سقط عدد من الضحايا في تونس خلال الثورة وبإمكانك أن تأتي وتقتل أيمن ووفاته لن تشكل مشكلة كبيرة." وأضاف أيمن أن زوجته رفعت ضده قضية في إهمال عيال في حين أن ابنيه يعيشان بمنزله مستغربا من الحكم الذي أصدرته المحكمة لصالحها وقضى ب900 دينار كنفقة للزوج والطفلين في حين أن راتبه 740 دينارا. وطلب حمايته لأنه كان يتلقى اتصالات من أرقام من خارج تونس وتهديدات بالقتل كما طلب حماية طفليه.