مع انقطاع نزول الثلوج بتالة وبداية ذوبانها اتضح أن العديد من المنازل بالمدينة قد تعرضت الى أ ضرار فادحة تجلت في ظهور تشققات في أسقف وجدران العديد منها نتيجة تراكم الثلوج عليها لمدة 10 أيام كاملة كما انهار منزل يوجد في قلب المدينة خلال الليلة الفاصلة بين الخميس والجمعة الماضيين... حيث لم يستطع سطحه وجدرانه تحمل وطأة الثلوج الكثيفة فانهارت بعد أن تسربت منها كميات من الماء وغمرت المنزل الذي يوجد في شارع فرحات حشاد وتقطنه عائلة محدودة الامكانيات يشتغل صاحبها في مخبزة غير بعيدة عن المسكن ومن ألطاف الله أن الحادثة لم تخلف أية أضرار بشرية رغم أن جميع أفراد الأسرة كانوا بالمنزل لحظة انهياره. واتصلت «الصباح» بصاحب المنزل وتحدثت اليه حول ظروف الواقعة فقال: «أنا رب أسرة تتكون من زوجة و4 أبناء 3 منهم يواصلون دراستهم وأكبرهم عاطل عن العمل تعوزنا الامكانيات المادية لترميم المنزل القديم الذي نقطنه منذ 20 سنة وقد طرقت ابواب معتمدية تالة لتمكيني من مساعدة في اطار برنامج تحسين المساكن لترميم سقفه الذي يقطر علينا كلما نزلت الأمطار الا أنني في كل مرة أجابه بالتجاهل وفي المدة الأخيرة أصبحنا نقضي ليالينا تحت وطأة الخوف من انهياره من جراء الثلوج الكثيرة التي أثقلت سطحه لكن لم يكن أمامنا من حل الى حد مساء يوم الخميس الفارط لما انهار سقف أكبر غرفة فيه وكاد يتسبب في مقتل زوجتي التي كانت لحسن الحظ غادرت الغرفة في آخر لحظة بعد أن شعرت باهتزاز في السقف أما أنا وبقية أبنائي فكنا لحظتها نشاهد التلفاز في الغرفة المجاورة فسارعنا بالهروب قبل أن ينهار علينا بقية المنزل وكانت الساعة تشير الى الثامنة ليلا تقريبا فقدم الأ جوار وساعدونا على انقاذ بعض الأثاث القديم وأخذوا أبنائي وزوجتي للمبيت عندهم أما أنا فقضيت ليلتي واقفا أمام أنقاض المنزل.. ورغم الكارثة التي حلت بنا فإننا لم نجد أية رعاية من السلط المسؤولة فمن الغد (أول أمس الجمعة) زارتني عضو المجلس الوطني التأسيسي خيرة الصغيري وأفراد من حزب النهضة بتالة تدخلوا وتسوغوا لي منزلا آخر لإيواء عائلتي ووعدوني بإعادة تشييد مسكني المنهار». ونظرا لتجاهل عائلته من طرف السلط المحلية قام صاحب المنزل وبعض أجواره وأقاربه بإغلاق الطريق لمدة ساعة تقريبا في حركة احتجاجية من جراء اللامبالاة التي قوبل بها الوضع المأساوي للأسرة بعد أن وجدت نفسها في الشارع بدون أي أثاث يذكر فتدخل الجيش وأعوان من الحماية المدنية لتقديم النجدة واخراج بعض الأواني والتجهيزات البسيطة من تحت الأنقاض وأقنعوا المحتجين بفتح الطريق وكان ذلك قبل قدوم وفد حزب حركة النهضة وتضامن أفراده مع العائلة المنكوبة.