مع تقلّص حدة التقلبات المناخية بمناطق الشمال الغربي وتواتر الحديث عمّا يمكن أن تلحقه عملية ذوبان الثلوج من ضرر ومخاطر بالبنية الأساسية الهشة بطبعها تصاعدت التحذيرات مما قد تتسبب فيه الأمطار ومياه الثلوج من مخاطر بعد تجمعها وتراكمها داخل المنشآت المائية حينما تفيض السدود بحملها وتلفظ ما يزيد عن طاقتها. متابعة للموضوع وللاحتياطات المتخذة من قبل وزارة الفلاحة تحسبا لمختلف السيناريوهات المحتملة أورد مدير عام السدود ل«الصباح» أنّ مراقبة مستوى المنسوب بالمنشآت المائية يسير بشكل مستمر ومدروس مع الفنيين بمحطات القيس الهيدرولوجية بأبرز السدود ويتم التصرف في الواردات المائية الهامة بطريقة سليمة حيث يقع التدخل لتخفيض مستوى المخزون بروّية ودقة حفاظا على طاقة استيعاب المنشأة ويندرج هذا الإجراء في إطار الاحتياط الذي شرعت في توخيه إدارة السدود حتى قبل موجة الثلج وتحديدا منذ يوم 24ديسمبر2011 واستهدفت عملية «التنفيس» سد سيدي سالم مع تطور منسوب الماء به وأمكن في الفترة الفاصلة بين 24ديسمبر و13جانفي التخفيض في مستوى المنسوب ب111مليون متر مكعب في اتجاه البحر وتم غلق منافذه بعد استعادة توازنه. وبداية من غرة فيفري الجاري عاد المنسوب إلى الارتفاع إثر تساقط الأمطار والثلوج وقد استوجب ذلك تنفيسه من جديد وتتواصل هذه العملية إلى اليوم بطريقة مدروسة تعتمد تسريب معدل 135مترا مكعبا في الثانية لتكون المراوحة متوازنة بين الكميات الواردة والخارجة. وحسب ذات المصدر لم تبلغ بعد طاقة الخزن بهذا السد ذروتها القصوى حيث يقدر المخزون الحالي بحوالي 620مليون متر مكعب فيما ترتفع الطاقة الجملية إلى 640 مليون متر مكعب وقد تم التخفيض في إيرادات السد إلى 612مليون متر مكعب. وبالنسبة لسد ملاق المتواجد على حوض مجردة فإن ثلث منسوبه يتأتى من الجزائر وهو اليوم يرتفع إلى 100مليون متر مكعب وله طاقة كافية للاستيعاب. في ضوء هذه المعطيات شدد مدير عام السدود على أن الوضع تحت السيطرة والمتابعة الحينية سواء على مستوى الأحوال الجوية أو ارتفاع منسوب المياه بالمنشآت المائية . وطالب بلحاج وسائل الإعلام عند تناولها الموضوع بتجنب التهويل قائلا « ليس لنا ما نخفيه ولا وجود لأي موجب لإخفاء المعلومات ولن نتردد في الإبلاغ الحيني عن أيّ مستجد.» وحول المخاوف من خطر ذوبان الثلوج أشار إلى أن تونس لا تجربة لها في التعامل مع الثلوج بالمستوى المسجل هذه الفترة ومع ذلك فقد قدّر أنّ ذوبانها لا يمثل خطرا كبيرا على السدود لأنه لا يتم بسرعة كبيرة معلنا تواصل اليقظة لمراقبة منسوب المياه بالسدود والانتباه إلى الكميات القادمة من الجزائر وضرورة التعامل معها في التعاطي مع منسوب المياه ويبدو أنّ آليات التنسيق لم ترتق حاليا إلى المستوى المطلوب. للتذكير نشير إلى أن المخزونات المتوفرة بالسدود حاليا تكاد تقارب المليار و900مليون متر مكعب وهي كمية لم تسجل على مدى العشر سنوات الماضية وتسمح بتغطية الحاجيات المائية خلال الخمسة مواسم القادمة . وقد كانت لوزير الفلاحة منذ أسبوع زيارة ميدانية لعدد من السدود بالشمال الغربي لتفقد مخزوناتها والتحري من مدى سلامة منظومة تصريف المياه بها وما يمكن أن تمثله من خطر على المناطق المتاخمة ..وحسب تقارير رسمية لم يسجل ما يبعث على القلق حينها مع الدعوة لمواصلة اليقظة والمتابعة.