مع بداية العدّ التنازلي لانطلاق صياغة فصول الدستور بدأت تطفو على سطح الأحداث تباين المواقف بشأن اعتماد الشريعة الإسلامية كمصدر أساسي للتشريع من خلال تصريحات عديد الاسماء من داخل المجلس وخارجه. وفي الوقت الذي اكد فيه الحبيب خضر المقرر العام للدستور ل«الأسبوعي» ان حركة النهضة ليست متشددة في أي أمر من الأمور وستظل وفية لمنطلقاتها وثوابتها, وعلى هذا الأساس يكون تصرف نوابها بمسؤولية في المجلس الوطني التاسيسي، فان الصادق شورو قد دعا الى ان تكون الشريعة مصدرا أساسيا للتشريع. توافق ولئن شدد مصطفى بن جعفر على ضرورة التوافق لتجاوز الخلافات التي قد تسجل أثناء مناقشة هذه المسالة فانه نبّه من الضبابية التي يمكن ان تعيدنا الى الخلف على حدّ تعبيره. اِستغراب وقد عبرت عديد الوجوه ذات التوجه الاسلامي عن استغرابها من تصريح الاستاذ عبد الفتاح مورو لصحيفة «المغرب» الذي اكد فيه ان التنصيص على الشريعة الاسلامية في الدستور خطر على المجتمع باعتباره سيفتح منافذ كثيرة للمشاكل إذ ان هذا الموضوع في حاجة الى بحث معمق ومستفيض بين مختلف الاطراف. ويبدو ان هذا الموضوع سيثير الكثير من الجدل في الفترة القادمة مما يحتم على مختلف الحساسيات التوافق لتجنب الوصول الى طريق مسدود.
اُتركوا الإعلام يعمل تذمّر بعض الإعلاميين من الاستفزازات والتضييقات التي طالتهم من بعض النواب, وتكررت العملية أكثر من مرة تحت قبة البرلمان بشكل يطرح اكثر من نقطة استفهام لان الشرعية الانتخابية التي مكنتهم من التواجد داخل المجلس لم تمنحهم «كارت بلانش» ل«يستفزوا» و«يضيّقوا» و«يهينوا» ممثلي وسائل الإعلام إذ كان من واجبهم التفاعل مع الاعلام إيجابيا وفتح الابواب امامه لان صياغة الدستور شأن عام ومن حق الرأي العام ان يكون على دراية بالكواليس ومختلف التفاصيل.. فاتركوه يعمل ففي ذلك فائدة للبلاد.. والعباد. الربعاوي
القصاص يطالب ب«الشهرية» بأسلوبه العفوي المعتاد عبر النائب إبراهيم القصاص عن قلقه من عدم خلاص منح النواب الذين مازالوا ينتظرون الإفراج عن أول «شهرية» على حد تعبيره مشددا على ان بعض النواب -وهو واحد منهم- يعانون من صعوبات مالية خانقة بل انهم يعجزون احيانا عن توفير معلوم تنقلهم من جهاتهم الى العاصمة لحضور مداولات المجلس التاسيسي. وبدا القصاص مستاء من «التكركير» لانه كان بالامكان التسريع في اجراءات صرف مستحقات النواب. من جهة اخرى علمنا ان المجلس الوطني التاسيسي أقر منح «تسبقة» للنواب الذين يعانون من البطالة ويأتي بعضهم الى المجلس «مافيشو فلس واحد» على حدّ وصف مصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي. م. ص. ر
مصطفى بن جعفر يؤكد عدم الاستعانة بخبراء أجانب في صياغة الدستور كشف رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر خلال استضافته مؤخرا بإذاعة شمس «آف-آم» وجود 10 مقترحات لمشاريع دساتير.. وأضاف ان المراسلات مازالت تصل المجلس من جمعيات ومنظمات وحتى شخصيات وتتعلق بمشاريع دستور أو بمقترحات تتمحور حول نقاط معينة مشددا على انه سيتم الاطلاع عليها وأخذها بعين الاعتبار. ولئن أشار بن جعفر الى استدعاء خبراء في القانون الدستوري للاستماع الى مقترحاتهم فانه اكد على ان النية تتجه الى عدم دعوة خبراء أجانب. كما شدد على حرص كل النواب على إنهاء صياغة الدستور في ظرف سنة شريطة الابتعاد عمّا أسماه بالتشويش على عمل المجلس. موضحا ان البعض يسعى الى مغالطة الرأي العام ويدعي ان المجلس يضيع الوقت وغاية هؤلاء الحقيقية ضرب المؤسسة بما يتماشى مع مصالحه. ولم يخف ارتياحه من الاتفاق على الانطلاق من «ورقة بيضاء» باعتبار ان الشرعية تحتم على نواب المجلس صياغة نص الدستور دون الاعتماد على قوالب جاهزة وهو مقترح وجد إجماعا داخل المجلس. م. ص. ر