قدمت خلال اللقاء السنوي للمسرحيين الشبان بفضاء التياترو بالعاصمة مساء الجمعة مسرحية "انفلات" إنتاج شركة اسبيس للانتاج دراماتورجيا وإخراج وليد الدغسني وتمثيل أماني بلعج ومكرم السنهوري. العرض يندرج ضمن الأعمال الفنية التي تجسد نقل الواقع التونسي إبان الثورة وما بعدها في إطار الخوف من المجهول، ليركز المخرج في "انفلات" على مقابلة بين عقلنة الثورة من جهة وضرورة الصدام وافتكاك الحق من جهة أخرى. انطلقت أحداث العرض المسرحي بنقل حالة انفلات أمني وسياسي بعد اندلاع ثورة شعبية واكبها رجل وامرأة يسكنان حيا قديما قد سيطرعليهما هاجس الخوف بعد مهاجمة منزلهما من الغرباء وجعلهما يعيشان حالة اضطراب بين الخوف والترقب والانتظار، إلا أنهما اختلفا في تقييم الواقع وكل منهما يرى مصير الوطن والمواطن بين ماهو كائن وما يجب أن يكون من زاوية نظر شخصية. كما تواصل الحوار بين الزوجين بكثير من التشنج والانفعال من خلال رؤية مسرحية فنية تعكس ما يحدث من مد وجزر على مستوى الأحداث التصاعدية المتعرجة وهو ما يعيشه المجتمع التونسي حاليا. بدت الزوجة في "انفلات" شجاعة داعية للنضال من أجل التغيير عكس زوجها الذي اختار عقلنة الأحداث وترقب ما سيؤول إليه وضع البلاد. لعل المخرج وليد الدغسني أراد من خلال تفاعل الشخصيتين أن يبرز دور المرأة ونضالها في المجتمع المدني والسياسي ومشاركتها في مقاومة الفساد وكل ما من شأنه أن يتسبب في تدهور الأوضاع العامة بكل ما اوتيت من قوة جسدتها الممثلة أماني بلعج على الركح بإمكانيات جسدية كبيرة، كانت بمثابة خلاصة لهواجس وحيرة متلازمين كان لا بد من البوح بهما على خشبة المسرح.