بعد أن أعلن المخرج المسرحي منير العرقي أنه ينوي تحويل نص "ابن الأغلب الأمير الرهيب" لصاحبه الكاتب عبد القادر لطيفي إلى عمل مسرحي مع الحفاظ على نفس العنوان (ابن الأغلب الأمير الرّهيب) بيّن المخرج ل"الصّباح" أنّه قدم مطلبا للمسرح الوطني التونسي وانه سيقوم قريبا بكاستينغ لاختيار المشاركين في المسرحية التي تضم تقريبا ثلاثين شخصية. وأضاف أنّه بانتظار المزيد من الدعم من طرف مؤسّسات الدولة المعنية بالأمر لأنّ العمل ضخم ويستدعي إمكانيّات ماديّة تضمن له سبل النجاح، وإن توفّرت سيكون للمسرحية نصيب في المهرجانات الكبرى بتونس ولم لا في العديد من البلدان الأجنبية حسب نفس المتحدث. وتجدر الإشارة إلى أن عنوان المسرحية يحيل الى حاكم افريقية إبراهيم بن الأغلب (القرن 3هجري) ومرحلة حكم الأغالبة في البلاد التونسية. وابراهيم ابن الأغلب بدأ حاكما عادلا ثم انحرف عن المسار الصحيح ليختار الحكم المطلق. . وعن أهمية طرح مثل هذه الأطوار التاريخية في مسرحنا التونسي أشار لنا منير العرقي مخرج العمل الى انه يعتقد اعتقادا راسخا في الدور الذي يضطلع به أب الفنون في النهوض بالمجتمعات وقيمها الاجتماعيّة والفكريّة وهو الذي يجسّد وعيا عميقا ومعرفة دقيقة بمختلف منعطفات هذا التاريخ. الفن الرابع يستطيع من جهة اخرى الكشف عن أعطاب الأمة العربية الإسلامية الممتدة في الزمان والمكان مثل «ابن الأغلب الأمير الرهيب» ثم نقدها وبلورة موقف من أجل المستقبل قاعدته الحس القومي من خلال المراهنة على تجاوز الأخطاء التاريخية واستحضار الوقائع الحقيقية وتوظيفها في الاتجاه الذي يخدم حاضر الأمة ومستقبلها. فهل ستكون مسرحية «ابن الأغلب الأمير الرّهيب» من بين الأعمال التي ستعيد للمشهد الفنّي في تونس عافيته؟ الرؤية الفنية للعرض وكيفية توظيف النص هي التي ستحدد ذلك.