جدت على مدى الأيام الثلاثة الماضية بجهة بن قردان من ولاية مدنين، أحداث خطيرة تعد سابقة في بلادنا تمثلت في تدنيس المصحف الشريف في عدد من مساجد المدينة وكتابة ألفاظ استفزازية على بعض الجدران تطالب بالحرية الجنسية وبعبارات نابية ومبتذلة. وتمثلت تفاصيل هذه الأحداث حسب ما أفادنا به السيد الطاهر ثابت ناشط بالمجتمع المدني بمدنين، في العثور على مصحف في مرحاض ميضة الجامع الكبير عصر الخميس الفارط ونفس الأمر تكرر في جامع بلال. وبعد صلاة المغرب من نفس اليوم وجد المصلون مصحفا ممزقا في جامع الرضوان في طريق مدنين. وهو ما يعني أن هناك عملا استفزازيا ممنهجا يقصد منه ضرب الاستقرار والوحدة الوطنية بالمنطقة حسب قول محدثنا. كما أفاد بأن إحدى الجمعيات بالجهة تلقت عدة رسائل استفزازية فيها عبارات محرفة للقرآن الكريم. كما تلقت يوم أمس رسالة أخرى من أطراف تدعي أنها تنتمي إلى شباب الثورة وأنها ضد الأديان والمعتقدات وتقول بأن القرآن محرف؟؟ وعلى خلفية هذه الأعمال الاستفزازية والتي جدت مؤخرا في أكثر من مكان وجهة من البلاد انتظمت مسيرة حاشدة يوم أمس ببنقردان شاركت فيها مختلف الأطراف السياسية والمدنية إدانة لهذا الاعتداء الجبان على المصحف الشريف وتأكيدا على وحدة جميع التيارات والأطياف السياسية بالمنطقة في رسالة واضحة إلى من يقف وراء هذه الاستفزازات. من جهتها فتحت السلط الأمنية ببنقردان أمس تحقيقا في ملابسات هذه الأحداث وأفادنا مصدر أمني بالجهة أن هناك أحد المشتبهين بهم قيد التتبع وهو يدعي أنه مريض نفسي ومصاب باختلال عقلي، وقال بأن التحريات جارية في الموضوع وهناك خيوط من المرجح أن تؤدي خلال الأيام القادمة إلى رفع الملابسات حول هذه القضية. يذكر أن الاعتداءات تكررت في الآونة الأخيرة على عدد من المساجد في عدة مناطق من البلاد منها رمي بعض المساجد بالحجارة وانتهاكها من قبل مثمولين واعتداءات على بعض المصلين بغاية استفزازهم وتوريطهم في أعمال عنف وتطرف. وقد أصدرت يوم أمس عدة جمعيات بيانا مشتركا في الغرض نددت خلاله بهذه الأعمال وحذرت المصلين والشباب من الانسياق وراء هذه الاستفزازات والتورط في ردود فعل عكسية.
