تحت عنوان «إبداع المرأة العربية بين القيد والحرية» يعود مهرجان المبدعات العربيات بعد غيابه في العام الماضي لظروف طارئة حتمتها الثورة وذلك من 26 إلى 28 أفريل 2012 . وأرجعت إدارة التظاهرة هذا الخيار إلى التحولات السياسية العميقة التي عرفها العالم العربي وتمظهرها في ثورات كانت مهدها تونس.. إفراز هذه الثورات والظروف الانتقالية الراهنة لمواقف متشددة من ناحية وتطلعات لحريات أكبر من ناحية أخرى تثير من جديد جدلية العلاقة بين الحرية والإبداع الفني ومن بين الاشكاليات المزمع طرحها خلال فعاليات هذا المهرجان «إلى مدى يمكن الاستبشار بمناخ جديد وحقيقي للحريات يدفع الابداع ويشجع عليه في ظل ما يعرفه العالم العربي اليوم من تحركات شعبية غير مسبوقة تتربص بشتى مظاهر الاستبداد والقمع؟». وتناقش الدورة الجديدة من «المبدعات العربيات» دور المبدعة في الدفاع عن الحرية وهل ان دورها اقتصر على مدى التاريخ في الاستفادة منها لصياغة المنتج الفني الابداعي إضافة الى ذلك تهتم التظاهرة بإشكالية «هل تعتبر المبدعة العربية أن إطلاق الحريات شرط ضروري للخلق الفني أم أنها تدافع على العكس على قيمة التقييد والتكبيل في تفتيق الموهبة وتفجير القريحة الابداعية. ومن المحاور الاخرى الممكن طرحها ضمن فعاليات التظاهرة «ماهي أصناف الرقابة التي تواجه المبدعة العربية وهل أن القيود المسلطة على ابداعها هي نفس القيود المسلطة على الابداع الرجالي؟ إلى جانب البحث عن الوسائل التي اعتمدتها المبدعة العربية للإفلات من شباك الرقابة في صورة تغلبها على مسألة القيود وكيف ترى المثقفة والفنانة العربية مآل الابداع الأدبي والفني اذ سارت الثورات في اتجاه دعم أكبر للحقوق العامة والخاصة . وكشفت مديرة المهرجان الأستاذة نجوى المستيري الشريف أن العديد من الدول العربية ستكون حاضرة وقد تأكد في هذا السياق - وإلى حد الآن- مشاركة المغرب وموريتانيا والكويت. من جهة أخرى رفضت مديرة الدورة السادسة عشرة من مهرجان المبدعات العربية بسوسة ذكر أسماء ضيفات التظاهرة من منطلق أن مشاركتهن الرسمية لم تتأكد بعد لكنها أشارت في الآن نفسه أن أسماء مؤثرة في المسار الابداعي العربي ستكون حاضرة أيام 26 و27 و28 أفريل القادم بسوسة.
