لا بد من التعامل مع بعض الإفرازات الفكرية على أساس التواصل والحوار قال نور الدين الخادمي، وزير الشؤون الدينية، ردا على سؤال "الصباح" حول الآليات التي ستتوخاها الوزارة للتصدي لسيطرة السلفيين على المساجد خاصة أن البعض منها بات يروج لخطابات سياسية... إلا أن المساجد تشهد استقرارا رغم التوترات الحاصلة في البعض منها. وأضاف أن سلطة الإشراف وضعت استراتيجية للتعامل على أساس أن المساجد بيوت عبادة دون أدنى توظيف حزبي لها وذلك عبر تكليف إطارات دينية وتشريك أساتذة من معهد الزيتونة تتولى الإشراف على هذه المهمة حتى يتسنى للمساجد أن تحقق أهدافها الفعلية.. هذا التصريح يأتي على هامش المائدة المستديرة التي انتظمت أمس بالوزارة تحت عنوان: "نحو خطة استراتيجية لتسيير بيوت الله" والتي تعذر على الوزير حضورها. أما عن الإجراءات القانونية المزمع اتخاذها للقضاء على هذه الظاهرة أورد الوزير بأن الإجراءات ستكون ثمرة لرؤية إصلاحية تقوم على تكليف الأئمة وفقا لشروط تقتضي أساسا تجنب الخطابات الحزبية. وأوضح الخادمي فيما يتعلق بمسألة انتشار المذهب الشيعي لدى البعض بأنه لا بد من التعامل مع بعض الإفرازات الفكرية على أساس التواصل والحوار والوحدة استنادا الى أن تونس بلد عربي مسلم يستند الى العقيدة السنية الصحيحة ولاوجود لأدنى مشكل على مستوى التواصل والحوار في ظل احترام ثوابت معينة مشيرا في السياق ذاته الى أن هذه المذاهب قد استقرت في بلدانها ولديها عاداتها وتقاليدها وليس هنالك أدني مشكل طالما أن لغة الحوار مفعلة. وخلص الى القول بأنه على مستوى سلطة الإشراف فان التعامل مع بعض الإفرازات الفكرية يتسم بالحكمة والرصانة دون المساس باستقلالية ومدنية الدولة. تجدر الإشارة الى أن المائدة المستديرة التي التأمت بالأمس صلب الوزارة ارتكزت على الموضوع التالي: هل يمكن الوصول الى وفاق شامل حول المساجد تسييرا وتنظيما؟ وأشار العربي بن مبارك (رئيس ديوان وزير الشؤون الدينية) في هذا السياق الى أن دور المساجد يحتاج الى مراجعة ووضع برامج جديدة لإعطاء المكانة اللازمة التي تستحقها المساجد باعتبارها ليست مكانا لأداء الفرائض فحسب وإنما مكانا لتلقين العلوم ونشرها فضلا عن تأهيل العنصر البشري. وهو ما يقتضي دراسة جميع الجوانب لتفعيل ذلك.