عندما تم الاعلان عن خبر انتداب فوزي البنزرتي لتدريب النجم استبشر الجميع بهذا التغيير صلب الاطار الفني لا تشكيكا في كفاءة كراوس ومن سبقوه لكن لأن هناك علاقة وطيدة جمعت بين هذا المدرب وبين الجماهير بعد أن رفعت في عهده بطولتين (87 و2007) وكأس افريقية فضلا عن ترك البنزرتي بصماته في الفريق خلال المواسم التي أشرف فيها على حظوظه الفنية.. وهذا ما يفسّر حفاوة الاستقبال التي حظي بها مساء الثلاثاء منذ مباشرته لمهامه خلفا لكراوس حيث حضر أكثر من ألفي محب هاتفين مستعملين الشماريخ .. وحتى نواكب هذه النقلة الفنية الجديدة في حياة النجم وآفاقها المستقبلية التقينا بفوزي البنزرتي فكان لنا الحوار التالي معه: عدت من جديد للنجم فهل تكون عودة ميمونة؟ - نعم، عدت وأعتبر أن هذه العودة ميمونة لطبيعة العلاقة التي تجمعني بهذه الجمعية ولفضلها عليّ حيث كلفتني بمهام التدريب منذ 26 سنة أي خلال مو،سم 86 / 87 وأنا مازلت في طور الشباب، ثم أعيدت الكرة عام 2007 لأترك أفضل الانطباعات وأحسن الذكريات.. جماهير النجم استقبلتك أحسن استقبال فبم سترد على ذلك؟ - الجمهور حباني بمحبته ولطفه وتشجيعه طوال الفترة التي قضيتها بسوسة وحتى حينما دربت فرقا أخرى ولن أنسى ما حصل حينما كنت مدربا للترجي حيث انتصرنا في سوسة لكن رغم ذلك صفق الانصار لي طويلا مما أثر في نفسي وجعلني أتذكر هذا الحدث الى اليوم.. وما أتمناه هو أن أستطيع رد الجميل حتى أدخل الفرحة على هؤلاء وأحقق لهم أمانيهم. هل كنت تترقب العودة للمرة الثالثة الى النجم؟ - ابتعادي عن النجم كمدرب بحكم طبيعة المهنة لم يبعدني عنه كعلاقات انسانية فقد جمعتني بهذا النادي ذكريات سارة ومواعيد كروية ممتازة وعلاقات بشرية في المستوى.. وبالمناسبة أشكر الهيئة التي فكرت في إعادتي لحضيرة النادي في هذا الظرف الحساس وعلى رأسهم حافظ حميد.. كيف وجدت الفريق الآن؟ - النجم هو النجم دائما.. هو فريق يلعب باستمرار من أجل الألقاب وفي أسوء الحالات كمنافس لصاحب اللقب.. وأنا أعتبر أن هذا الفريق من الضروري أن يظل دوما محافظا على هذه الخاصية (المرتبة الأولى أو الثانية). بأكثر تفصيل: المجموعة الحالية كيف تبدو لك؟ - للنجم حاليا عناصر لها خبرة محترمة، ولاعبون جدد تعوزهم التجربة الكافية كما أن هناك وجوها شابة تتطلع نحو افتكاك مكانها في المجموعة.. هذا كله يجعل الزاد البشري في الفريق محترما وفرصة العطاء قائمة الذات. مع توفر الزاد المطلوب هل رسمت أهدافا تروم تحقيقها؟ - هدفي الأول هو تكوين فريق يلعب الكرة ويقنع ويجني الألقاب.. وبالنسبة لي لا يمكن أن يكون هناك تتويج إن لم نخلق فريقا قويا.. ففي موسم 2007 لم نضع ضمن أهدافنا في البداية التتويج بل ركزنا على تكوين فريق متجانس قادر على فرض لونه فأتت البطولة وفق هذا التمشي لذا فالنتائج والألقاب تحصل بطبيعتها إن حرصنا على بناء فريق متكافئ. الوضعية هذا الموسم تختلف.. فالنجم الآن متأخر ب 10 نقاط عن صاحب المرتبة الأولى؟ - هذا صحيح مما يجعلنا لا نضع ضمن أهدافنا التتويج بالبطولة لكن هذا لن يمنعنا من العمل والطموح وأن حصل ذلك فيا حبذا والا فسنركز على كأس رابطة الأبطال الافريقية.. وماذا يقتضي هذا التوجه المستقبلي؟ - سنعدّ كل مقابلة على حدة ونسعى دوما الى الفوز من خلال التحلّي بالروح الانتصارية ومع العطاء الجيّد والاداء المقنع تأتي النتائج وتفتح الأبواب أمامنا.. وما هي الأشياء العاجلة ؟ - لنا التزامات محلية وقارية يتحتّم التحضير لها كما يجب حتى نبقى أوفياء لمطامحنا وصادقين مع الأحباء في وعودنا ومحققين لرضى ضمائرنا.. هل الانتصار سيكون على حساب إعداد الفريق؟ - كلما تحقق الانتصار كلما أعطى ذلك شحنة معنوية للاعبين وساهم في صفاء الاجواء والانتصار يقتضي العمل ويولّد مزيد البذل من أجل المواصلة في هذا النسق ولهذا قلت بأن الخطة تقتضي الإعداد لكل مقابلة على حدة.. ألا تعتبر أن ثراء الزاد البشري سيضعك أمام اشكالية الاختيار؟ - لقد تابعت النجم أخيرا وكنت مواكبا له في الفترة المنقضية وتأكدت من وجود زاد بشري هائل من الفريق كما أن مستوى اللاعبين متقارب.. وهنا لابد من الاختيار لذا فالعناصر التي تلعب بأكثر جدوى ونجاعة والتي تتميز بروح انتصارية وتتبارى من أجل النجم هي التي ستكون موجودة فوق الميدان والمطلوب هنا ترسيخ ثقافة الانتصار. هذا يعني أن فوزي البنزرتي لا يفكر في انتداب المزيد؟ - الموجود أكثر من الحاجة أحيانا وهذا يقتضي حسن استغلال ما يزخر به الفريق وتوظيفه أحسن توظيف من أجل تحقيق الاهداف المسطرة. العناصر الشابة تفاءلت خيرا بقدومك.. فكيف ستتصرف معها؟ - تجربتي مع النجم ومع كل الفرق جعلتني أراهن على الشبان القادرين على الاضافة فعلت ذلك مع الشرميطي وغيره لذا فمكان هؤلاء موجود رغم ثراء الزاد البشري للفريق.. والمطلوب الانتصارات كي يقع كل مرة اقحام بعض العناصر الشابة لتمنح الثقة ثم تفتك مكانها.. هذا منهج عملي باستمرار. وماذا ستفعل مع التشكيلة الأساسية للفريق؟ - أنا أؤمن بالاستقرار وعدم التغيير المتواصل في التشكيلة، لذا سيقع التركيز على الأساسيين مع بنك قوي قادر على قلب المعطيات إن دعت الحاجة لذلك.. بعد جلبك لرضا ساسي كمساعد هل ستبقي على المجموعة الفنية الحالية؟ - هناك معد بدني ومدرب حراس والبقية كل له مهامه وقد أعزز هؤلاء بمدرب آخر سيما وأن المجموعة كبيرة والاهتمام ببعض العناصر والمراكز يقتضي ذلك ضمن فكرة التمارين الخصوصية..وسنتطرق لهذا الموضوع في وقته.. ٭ لكن ألا ترى أن كثرة المشرفين تولّد تشتّت المسؤوليات؟ - أنا أعمل مع مجموعة متكافئة..متكاملة كل له مهامه ومجالات تدخله وعند حصول النتائج الطيبة فالجميع ساهموا فيها لكن عند الإخفاق أتحمل وحدي المسؤولية.. وتلك طبيعة اللعبة..