تقويم مساهمة الأدب في التبشير بالثورة والتعبير عنها، تفاعل الأدب التونسي في العقود السابقة مع محاولات مقاومة الاستبداد والعلاقة بين أدب وثورة الأدب: هل من خيط رابط؟ وكيف ننهض بالأدب التونسي لتتم المصالحة بينه وبين القارئ؟ تلك هي المحاور التي اقترحتها المندوبية الجهوية للثقافة بولاية أريانة التي ستنظم وفي إطار سلسلة مسالك الإبداع 2012 ندوة «الأدب وثورة الشعب بين الحضور والغياب» والتي يشارك فيها الأساتذة البشير بن سلامة وجلول عزونة والعادل خضر وحسين العوري والمنصف وناس وعمر حفيظ ويديرها الأستاذ محمد آيت ميهوب وذلك يوم السبت 14 افريل بالمكتبة المعلوماتية بأريانة. وستطرح هذه الندوة للنقاش فكرة ان الشعب متقدم دوما أحقابا على كتابه وأدبائه ومثقفيه وانه كان اقدر منهم على تجاوز المسافة الفاصلة بين الحلم والواقع وبين النظري والتطبيقي، اذ يعتقد البعض ان الربيع العربي حل وفي غمرة الحراك الثوري التفت الناس يبحثون عن الأدب والكتاب لأنهم يفتقدونهما ولا يسمعون لهما دويا... وهؤلاء يرون اليوم وبعد مرور أكثر من عام على الثورة ان الناس ما زالوا يفتقدون الأدب ويسالون عما خطت يراعه تخليدا للثورة وتعبيرا عنهم ويسالون: « أين موقع الأدب التونسي في ربيع وطنه؟ وكيف له ان يكون فاعلا فيه؟ وفي هذه الندوة سيناقش الحضور أيضا مسائل من قبيل:» أليس من التعسف أن نجزم ونقر بان الأدب كان غائبا عن ساحات الثورة قبل تحققها وبعده؟ وأليس في ذلك ركون إلى الأحكام الإطلاقية المتسرعة السهلة وإحجام عن التعمق في المسالة وتجاوز لظاهر الأمر إلى باطنه؟ وإذا كان صاحب الأدب لم يسهم كثيرا في الجدل الذي عاشه البلد وما يزال حول اختياراته الأساسية في السياسة والمجتمع والاقتصاد فهل الذنب ذنبه وحده أم كذلك ذنب الإعلام يزهد في الاستماع إلى الأديب ولا يجد في قوله جذبا للمتلقي وذنب نظام راهن على التجهيل وتهميش الثقافة وطرد الكتاب من مملكته البائسة. وللإجابة عن كل هذه الطروحات والتساؤلات سيقدم الكاتب جلول عزونة مداخلة بعنوان: «قدر الكاتب» ويحاضر العادل خضر في موضوع: «من أدب الثورة إلى ثورة الأدب: تونس نموذجا» ويتحدث الأستاذ حسين العوري عن: « السبيل إلى الارتقاء بالتواصل مع النص الأدبي» في حصة صباحية وفي المساء يقدم الأستاذ البشير بن سلامة محاضرة عن: «الأدب وثورة الشعب بين الحضور والغياب» والأستاذ المنصف وناس عن: «الثقافة والأدب في مرحلة الثورة «والأستاذ عمر حفيظ عن «الخلفيات الثقافية ورهانات المثقفين» وستشفع كل هذه المداخلات بنقاشات الهدف منها انيتبين المثقف ضرورة الوعي بقيمة الثورة في تحديد هويته وتوجيه نظرته إلى نفسه والآخرين لان دور الكاتب اليوم - ودائما حسب ورقة العمل التي قدمها محمد آيت ميهوب عن الندوة - حركي عملي ولكنه كذلك ذهني انطولوجيا إذ يتوجب عليه أن يعي بان الثورة ولادة له جديدة وإعادة تعريف له ولدوره. وهذا لا يتم طبعا إلا بوقفة يبحث خلالها الكاتب عن موقعه الحقيقي بين الماضي والمستقبل.