نظمت أمس وزارة التجارة ندوة حول تطور أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية وأنواع اللحوم وسبل الضغط عليها خلال الفترة القادمة أشرف عليها سمير عبيد مدير ديوان الوزير، وحضرها ممثلون عن وزارة الفلاحة، وممثلو قطاعات الانتاج والمساحات التجارية الكبرى إلى جانب منظمة الدفاع عن المستهلك وعدد من الجمعيات ذات الصلة بمراقبة الإنتاج والاستهلاك. ودار حوار مستفيض حول واقع السوق والأسعار إلى جانب الحديث عن بعض مظاهر التهريب إلى السوق الليبية، وبيع المراكنة لجملة من المواد وكذلك مظاهر الذبح العشوائي التي استشرت في المدة الأخيرة ومثلت الباب الأوسع لعمليات التهرب من مسالك التوزيع الرسمية. كما تركز الحوار بين الأطراف الحاضرة حول تزويد السوق في الأشهر القريبة القادمة وعمليات التخزين الجارية استعدادا لشهر رمضان، وعلى وجه الخصوص السبل الكفيلة بالضغط على عمليات التهريب والطرق الكفيلة بأعادة التوازن بين العرض والطلب والضغط على الأسعار. تخزين المواد استعدادا لرمضان حول هذا الجانب أفاد رئيس ديوان وزير التجارة سمير عبيد أن هناك تأخير في عملية التخزين وبيّن في هذا الجانب أن هناك تفاوض جار مع أهل المهنة في كافة مواد الإنتاج للأسراع في عملية التخزين، وبين أنه تم اتفاق حول الضغط على الاسعار من ناحية ثم الاتجاه إلى التخزين بدل التصدير العشوائي لما زاد عن الاستهلاك المحلي. كما تدخّل ممثل منظمة الدفاع عن المستهلك ليلفت النظر إلى ظاهرة الذبح العشوائي التي استشرت في عديد الجهات وبين أن نسبة 40 في المائة من كميات اللحوم البيضاء تنتج وتوزع في المسالك الموازية وهو ما أجج الأسعار بشكل كبير نتيجة تنصل أصحاب هذه المذايح من اتباع المسالك الرسمية وفتح الباب للتهريب بعيدا عن عيون المراقبة. وتدخل ممثل عن وزارة الصحة ليشير إلى أن هناك خطة جماعية تم وضعها بين وزارات الصحة والفلاحة والتجارة تقوم على بعث وحدات مراقبة مشتركة وقد انطلقت مجموعات المراقبة في 16 ولاية، وتم خلالها ضبط عديد المخالفات سواء على الطرقات عند تنقل الشاحنات المحملة بلحوم الدواجن أو ضبط عديد المسالخ الموازية، وبين أن هناك حزم كبير في تطويق هذه الظاهرة. وبخصوص تهريب المواد تولى مدير ديوان وزير التجارة الكشف عن خطة مراقبة تتمثل في مراكز متقدمة للأمن والديوانة وقع بعثها بكل من صفاقس وقابس ومدنين، وتتمثل مهمتها في إخضاع كافة الشاحنات إلى المراقبة مهما كانت حمولتها والأوقات التي تمر فيها. حول تزويد السوق بالخضر والغلال بخصوص هذا الجانب أفاد ممثل وزارة الفلاحة أن الأسابيع القادمة ستشهد طفرة إنتاج لعديد أنواع الخضر والغلال وذلك بتوفر جملة من أنواع الإنتاج الفصلي، وبين أن الانفراج قد انطلق بداية من الأسبوع الماضي مع الفلفل والبطاطا والبصل. كما أشار إلى أن اعتماد آلية امن المنتج إلى المستهلكب يجري تعميمها على عديد الجهات وذلك بالتعاون مع الدواوين الفلاحية والخواص مبرزا في هذا الجانب تراجع الأسعار التدريجي لجملة من المواد.كما أكد على ضرورة مزيد تنظيم مسالك التوزيع الرسمية مشيرا إلى أنه سيتم اعتماد خطة توزيع جديدة تقوم على اعتماد وحدات التخزين والتبريد لتتولى تدريجيا تزويد أسواق الجملة بشكل أكثر تنظيما حماية للفلاحين ولخطط التزويد. نحو اعتماد خطة الانتاج المسترسل وبخصوص اللحوم الحمراء أبرز الصادق الحلواني رئيس الغرفة الوطنية للحوم الحمراء أنه يجري تحسن في العرض وضغط على الأسعار وبين أن سعر لحم الضأن قد سجل تراجعا بنحو دينارين للكلغ، وكذلك لحم البقري، وهي مؤشرات على تحسن العرض والطلب والأسعار. وكشف الحلواني على خطة سيتم اعتمادها قريبا وتتمثل في ما يسمي االاسترسال في الانتاجب وذللك باعتماد خطة تشاركية تقوم على التسمين للأبقار المعدة للذبح بعد توفيرها للفلاحين ثم تزويد السوق بها بعيدا عن المراكنة. وحول وضع السوق أفاد الحلواني أن الإنتاج المحلي من كافة أنواع اللحوم متوفر وتغطي طاقة الانتاج المتوفرة فترة سنة، وهو ما يؤشر لتوازن بين العرض والطلب وضغط ممكن على الأسعار.