نظم لقاء نابل الدولي للسينما العربية في دورته الثانية التي انطلقت منذ 4 ماي الجاري إلى غاية 12 من نفس الشهر عددا من الورشات التكوينية والندوات الفكرية التي أثارت اهتمام رواد الفن السابع في ظل غياب نجوم السينما التونسية والعربية في تظاهرة ذات توجه عربي دولي حيث اعتبر مدير التظاهرة السيد طاهر العجرودي أن ميزانية المهرجان المدعمة ب 20 ألف دينار فحسب من وزارة الثقافة لم تتمكن من إغراء النجوم بالمجئ لقلة الإمكانيات مستدركا قوله أن عددا هاما من أبرز الأكاديميين الدوليين في مجال السينما ومخرجيها حضروا المهرجان. وتعد الندوة الدولية المخصصة لموضوع "الرفض في السينما العربية"، من أبرز المبادرات الفكرية بمناسبة المهرجان وتناولت بالدرس والنقاش مجموعة من الإشكاليات الراهنة في الفن السابع العربي وواقعه الحالي نذكر من بينها: ما هو الدور الذي تلعبه السينما في بناء وعي المتفرج وذلك في مواجهة الفنون التجارية والاستهلاكية؟ إلى جانب مسألة الجرأة وعلاقتها بسينما الرفض والجمالية في السينما العربية المستقلة. وكانت الثورة ومكتسباتها محل نقاش في هذه الندوة وتم التساؤل بالخصوص حول مدى استغلال الفن السابع لشعارات الثورة التي نادت بمقاومة الإستبداد والدكتاتورية والمحسوبية. وطرحت الندوة مسائل عديدة متعلقة بسينما المؤلف والوثائقيات وكيفية التعامل مع مفهوم البطولة في الفن بعد الثورات العربية خاصة وأن أغلب الأعمال التي جسدت فيها شخصيات سياسية ومزاياهم كشف الواقع زيفها. ندوة "الرفض في السينما العربية" أدارتها الأستاذة ابتسام خليل مع مجموعة "ناس الديكامرون" التي يشرف عليها الكاتب كمال الرياحي وطرح موضوع الرفض في السينما من خلال فيلم "الكيت كات" لداوود عبد السيد، إلى جانب مداخلات كل من الدكتور والمخرج المصري أسامة عشم والسورية علياء خاشوق التي أشارت إلى أن مفهوم الرفض ينبع أساسا من الصراع بين الموجود والمنشود. ترحيب بالسينما العراقية من جهته، اهتم المخرج المصري أسامة عشم في ندوته الخاصة بموضوع "تأثير التنمية البشرية على السينما" والتي عقدت ليلة أول أمس الجمعة 11 ماي بالتأكيد على أن العلاقة بين الفن السابع والتنمية البشرية هي تفاعلية بالأساس حيث اعتمد في مداخلته على نموذجين من السينما المصرية وهما شريطي "امرأتي مدير عام للفنانة شاديا و"أريد حلا" لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة مشيرا إلى أن العملين أثرا في المجتمع وبالتالي فالسينما قادرة على تطوير حياتنا والمساهمة في تغييرها إذ توفرت في العمل الفني مضامين تخاطب العقل والمشاعر والسلوك. وانتقد الدكتور أسامة عشم في مداخلته محاولات المخرجين الأفلام التجارية وأسماها بالأعمال الفارغة التي تستغبي المشاهد العربي أو تحاول إلهاءه عن قضاياه المصيرية لافتا الانتباه في الآن نفسه لمسألة شديدة الخطورة وهي تأثير السينما على سلوكيات الأطفال وضرورة الوعي بهذه الانعكاسات خصوصا السلبية منها.وللتذكير فإن الدكتور أسامة عشم الذي درس علوم الطب وفنون الموسيقى والسينما والمسرح قدم خلال الدورة الثانية من لقاء نابل الدولي للسينما العربية شريطه "حكاية مصرية" التي تجسد بطولته الفنانة ايتين عامر. على صعيد اخر حظيت السينما العراقية بترحيب رواد الفن السابع في نابل بفضل تميزها عن بقية الأعمال المبرمجة ونذكر في هذا السياق شريط "المغني "للسينمائي العراقي قاسم حول الذي سبق وأن توج بجائزة سينما المؤلف بالرباط والشريط الوثائقي "وداعا بابل" للعراقي عامر علوان ومع ذلك لا يمكن أن نغفل الاشارة إلى الشريطين اللبنانيين "شتي يا ديني" و"مرسيدس".