- تواصلت إلى الأمس تداعيات قرارات التعيين الأخيرة في ولاية القصرين وأسفرت عن استبعاد الرئيس المدير العام لشركة المركب الصناعي والتكنولوجي بالقصرين وتعويضه بكاتب عام حركة النهضة بالقصرين. وهي تعيينات اعتبرها معارضوها فاقدة لمعايير الموضوعية والحيادية والكفاءة واستندت لمنطق الولاءات الحزبية بما لا يخدم مصلحة التنمية في الجهة ولا يؤشر أيضا على القطع مع ممارسات سابقة كان يمارسها التجمع المنحل ،سئمها أهالي الجهة وساهمت لسنوات في تهميشهم. وتبدو الأمور مرشحة إلى المزيد من التطورات وفقا لما أكده ل"الصباح" عدد من المستقلين والناشطين في المجتمع المدني في ولاية القصرين إذا لم تعدل الحكومة أوتارها على حد تعبيرهم. حيث يشير هؤلاء إلى أن عزف الحكومة أخطأ الوتر والتوقيت لا سيما وأن الجهة وكما يؤكد الكثير من المراقبين تعيش في الآونة الأخيرة حالة من الاحتقان بسبب تأخر الاستجابة للمطالب التنموية. وتجسد هذا الواقع في أكثر من مناسبة من خلال التململ والاحتجاجات المتتالية لعل آخرها الإضراب العام الذي شهدته منطقتى (فريانة وماجل بلعباس) بالإضافة إلى حادثة حرق مقر النهضة في مدينة تالة خلال الأسبوع الفارط. مخاوف ..وتحذير كما لا تزال الجهة تعيش تحت وطأة المحاولات المتكررة لإثارة الفتن و تغذية نعرات العروشية للرجوع إلى مربع الفوضى وعدم الاستقرار إذ أن عودة التوتر إلى القصرين يعنى الكثير لدى من يصطادون في الماء العكر ولدى من يرغبون في توظيف بعض الأحداث لخدمة مآرب سياسية بامتياز بعيدا عن الاستحقاقات الحقيقية والمطالب المشروعة لأبناء القصرين وعلى رأسها التنمية والتشغيل. ولعل الأحداث التي شهدتها مدينة فريانة أمس والمتمثلة في تصادم بين عرشين من المنطقة باستعمال البنادق ، خير دليل على وجود مخاوف حقيقية من اللعب على خصوصية المنطقة وطبيعة أهاليها واستغلال ذلك لبث الفوضى من جديد والانطلاق من القصرين بالذات لإعادة البلاد إلى نقطة البداية ودوامة اللا إستقرار. تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن بيانات التنديد بعد التعيينات الأخيرة والصادرة عن بعض ممثلي الأحزاب وعن أعضاء من المجلس التأسيسي وعن ممثلي المجتمع المدني والموجهة إلى الحكومة وإلى المجلس التأسيسي وإلى الاتحاد العام التونسي للشغل،تضمنت الإشارة إلى العواقب الوخيمة التي من الممكن أن تنجر عن بعض القرارات الارتجالية وحمل البيان سلطة الإشراف "ما قد تؤول إليه الأوضاع في جهة القصرين التي تعيش حالة احتقان قصوى لغياب أي مؤشر إيجابي وحلول بالجهة." تعيينات غير مبررة وفي ظل هذا الوضع يعتبر البعض أن قرارات التعيين الأخيرة على أساس الولاءات الحزبية من شأنها أن تزيد في تأزم الأمور خاصة وأنها قرارات مفاجئة كما يشير إلى ذلك جلال علوى ناشط مدني ونائب رئيس جمعية الوفاق الذي أكد ل"الصباح" أن الإشكالية المطروحة في التعيينات الأخيرة لا تتعلق بالأشخاص وإنما بنمط وطرق قديمة في التعيين خالها الجميع انتهت دون رجعة. ويضيف جلال أن التعيين على أساس الكفاءة وخدمة التنمية في الجهة مرحب به لكن التعيين على أساس الانتماء الحزبي وعلى حساب حياد الإدارة فذلك سيغذي الشكوك ويؤثر على الثقة في مصداقية الحكومة. ويتساءل في هذا الصدد جلال لماذا فاجأت الحكومة الجميع بهذا التعيين غير المبرر والذي استهدف شخصا مشهودا له بنزاهته وكفاءته في الوقت الذي كان فيه أهالي الجهة ينتظرون تحويرات وتعيينات أخرى تستهدف استبعاد بعض رموز الفساد في عديد المواقع الحساسة ممن تمت المطالبة مرارا وتكرارا باستبعادهم نظرا لدورهم السلبي سابقا وإلى الآن في تعطيل المشاريع التنموية في الجهة. بدوره أشار ماهر بوعزي رئيس النيابة الخصوصية بالقصرين إلى أن الحكومة ترتكب أخطاء لا مبررة في ظروف على غاية من الحساسية كما تتزامن أخطاء الحكومة في مجال التعيينات مع وجود مخاوف جدية من عودة الخلط بين الحزب والدولة. ودعا رئيس النيابة الخصوصية الحكومة إلى إعادة التفكير في بعض قراراتها قائلا" أدعو الحكومة الحالية الشرعية لعدم ارتكاب الحماقات ونناشدها كمستقلين في الجهة أن لا تخطئ ولا تتنكر لمن عبروا بهم الوادي وأوصلوهم إلى الكراسي.." منى اليحياوي
"فتنة العروشية" تطلّ برأسها في فريانة توتر ومصادمات.. والجيش والأمن يتدخلان للسيطرة على الوضع تعيش مدينة فريانة منذ اسبوعين حالة كبيرة من الاحتقان انطلقت بوقفة احتجاجية للمعطلين عن العمل يوم عيد الشغل ثم الدخول في اعتصام بساحة الشهداء لم ينته الا اول امس الاحد لما بدات بوادر الفتنة تظهر في اجواء المدينة وقد تخللها اضراب عام يوم الثلاثاء الفارط تلاه بيوم اغلاق مصنع الاسمنت الابيض من طرف مجموعة من العملة العرضيين قرر بسببه المستثمرون الاسبان الذين يملكونه اغلاقه والرحيل إلى المغرب وهي القطرة التي افاضت كاس اهالي فريانة ضد المجموعة التي تسببت في ذلك مهددة مئات مواطن الشغل المباشرة وغير المباشرة التي يوفرها ليحصل الانفجار امس لما قام مجموعة من المنحرفين المنتمين لنفس المجموعة التي تغلق مصنع الاسمنت الابيض خلال الليلة الفاصلة بين الاحد والاثنين باعتراض شاحنة بضائع لاحد ابناء فريانة وافتكاكها منه والاعتداء على صاحبها والهرب بها نحو المنطقة التي يقطنون بها غرب فريانة ولما سمع اهله بالامر طالبوا باسترجاعها الا ان المجموعة المختطفة لها رفضت ذلك وطلبت الحصول على اموال لتسليمها اليهم فحصلت مناوشات سرعان ما تطورت إلى مصادمات عنيفة استنجد فيها كل واحد بمجموعات كبيرة من عرشه وتحولت إلى مواجهات بالحجارة وبنادق الصيد ومطاردات نحو الجبال المحيطة بالمدينة واغلقت الطريق الوطنية عدد 15 الرابطة بين القصرين وقفصة لعدة ساعات فتدخلت قوات الامن وتولت فتحها بالحوار والاقناع.. وانضم عملة مصنع الاسمنت الابيض إلى الاحداث وطالبوا بالزحف نحو مؤسستهم لاعادة فتحها بالقوة وتحريرها على حد قول احدهم تحدثت اليه "الصباح" من ايدي عصابة المنحرفين التي احتلتها منذ صبيحة يوم الاربعاء ومنعهتهم من مواصلة عملهم وعمّ الاضطراب المدينة وخاصة في جانبها الغربي واغلقت جميع المؤسسات الادارية واغلب المقاهي والمحلات التجارية ابوابها واطلت فتنة "العروشية" براسها وغابت لغة العقل وحصلت ردود فعل ادت إلى اصابة العشرات بطلقات البنادق والحجارة نقل البعض منهم إلى المستشفى الجهوي بالقصرين وآخرون إلى المستشفى المحلي بفريانة تلقى جميعهم الاسعافات وغادروهما ورغم محاولات البعض بث نداءات لضبط النفس عبر جامع الاحواش الا ان الاضطرابات تواصلت ولم تهدا الامور الا بوصول تعزيزات مكثفة من الجيش الوطني وقوات طلائع الحرس الوطني وحفظ النظام بالقصرين وقوات التدخل للحرس الوطني نجحت في الفصل بين المجموعتين المتواجهتين بالاستعانة بطائرة مروحية كانت تحلق في الاجواء ودعوة وجهاء الطرفين مساء امس لعقد جلسة صلحية بمقر منطقة الحرس الوطني.. وحسب مصادر امنية فان المدينة استعادت هدوءها لكن الحالة ما تزال غير مستقرة بصفة نهائية.. ويطالب اهالي صاحب الشاحنة بالقبض على الذين كانوا وراء عملية احتجازها فيما ينادي الطرف الاخر بحجز بنادق الصيد المستعملة في الاحداث وتقديم الذين استعملوها إلى العدالة.. وحسب اتصال اجريناه مساء امس مع السلط الجهوية بالقصرين فانها تدرس امكانية فرض منع الجولان في فريانة في صورة تجدد المواجهات.. وفي المقابل فان عددا كبيرا من اهالي المدينة حاولوا بكل جهدهم اقناع طرفي النزاع بضبط النفس وعدم الانسياق وراء الفتنة التي لم تعرفها المنطقة سابقا والمحافظة على وحدة جميع ابنائها وتدخل الكثير منهم للتهدئة معرضين انفسهم إلى خطر الاصابة بالحجارة ونجحوا في التخفيف من حدة المواجهات وساهموا في عودة الاستقرار التدريجي لمدينتهم... يوسف امين