نظمت دار الثقافة بأكودة الأيام المسرحية حافظ الهمادي في دورتها الثالثة عشرة والتي تضمن برنامجها عدة فقرات أبرزها العروض المسرحية " الطريق إلى الكنز " لمسرح إبراهيم الاكودي و " الحي يروّح " لجمعية السنابل بسوسة " وسقوط الملائكة " لجمعية الإبداع المسرحي بمساكن و" قصر الشوك" للمخرج المسرحي نعمان حمدة والتي تميزت فيها الممثلة القديرة جميلة الشيحي . وتجدر الإشارة أن الذاكرة المسرحية اليوم تذكر حافظ الهمادي الصرح العظيم الذي هوى سنة 1970 لينضاف إلى قائمة الراحلين من عمالقة المسرح التونسي في تلك الفترة .. رحل حافظ الهمادي لكن صفحات التاريخ لن تطوي ما دوّنته عن مسيرة مبدع أراد أن يكون ممثلا فكان فنانا بجميع المقاييس .. مشواره الفني على قصره كان سلسلة نجاحات وإبداعات .. نجاح يلد نجاحا وإبداع يلد إبداعا .. كان لكأنه خلق ليكون فنان .. ولكأنه فنان قد من إكسير الفن الراقي وقد أدى حافظ الهمادي أدوارا هامة في مسرحيات عالمية ل «بيكيت و» بريشت.. فقد كان ترجمان زمنه وروح عصره النابضة بالأحاسيس والمشاعر الصادقة.. وقد شاء القدر أن يسمع نداء ابن أكودة الذي أسرّ وقتها للمقربين منه برغبته في الموت على الركح فبكته الأسرة المسرحية في نوفمبر 1970 بينما كان بصدد التمرين على مسرحية علي بن غذاهم في دور «مسعود» هكذا رحل مبدع عشق الحياة .. وبقي حافظ الهمادي الفنان بتاريخه الفني خالدا تذكره الأجيال.