اقترب موعد الحسم في قضية شهداء وجرحى تالة والقصرين والقيروان وتاجروين بعد سلسلة من الجلسات ارتفعت وتيرتها في الآونة الاخيرة أثناء المرافعات... يكاد يجمع الملاحظون على أنّ التّصريح بالحكم الذي سيعلن في غضون بضعة أيام سيحدّد بنسبة كبيرة الملامح العامة للعدالة الانتقالية التي تروم الحكومة تنفيذها... أمّا أهالي الشهداء فهم ينتظرون قصاصا يريح أبناءهم في مثواهم وينزع عنهم أثقالا أرهقتهم . «الاسبوعي» اتصلت ببعض الفاعلين في هذه القضية ورصدت ردود أفعالهم ومواقفهم من التطوّرات الحاصلة في هذا الملف ... دعم الجهات القوية واثق الغضباني المنسّق الجهوي لعائلات الشّهداء بالقصرين اعتبر أنّ المحاكمة أضحت سياسية أكثر منها قضائيّة،حيث لاح جليّا للعيان خلال المرافعات قائلا: أنّ محاميي المتّهمين الذين طالبوا بحفظ القضية والحكم فيها بعدم سماع الدعوى تدعمهم جهات قويّة ونخشى أنّ تتجاوز هذه الضّغوطات حدود العدالة فتعيدنا إلى نقطة البداية، لقد تسلّل لنا هذا الشعور خاصّة بعد تنكّر شاهدين لأقوالهما في جلسات ما قبل المرافعة وكذلك تحفظّ التحقيق على بعض الأقوال في الأبحاث الأولية و ما نطالب به قضاءنا الذي لا نشكّ في نزاهته هو أن يكشف الحقيقة التي غيّبها تقرير «بودربالة» و أنّ تكون هذه المحاكمة التاريخية التي سيسجّلها التاريخ وتحفظها الذّاكرة عادلة ... التعويض واستحقاقات الثورة.. من جهة أخرى يقول الأستاذ الحنيفي الفريضي أحد محامي عائلات الشهداء و الجرحى أنّ ملفّ القضية لم يستكمل بعد حيث سجّلنا نقصا كبيرا في ملف التحقيق وهو ما جعلنا نطلب في أكثر من مناسبة التأجيل لمزيد الإلمام بهذه القضية الشائكة ، فأغلب الإحالات التي تمّت في هذه القضية إن لم نقل كلها أحيلت بتهم المشاركة والقنّاصّة ما يزالون في حالة سراح ، هذا من ناحيّة ومن ناحية أخرى طالبنا بتفكيك القضايا بناء على عدم وجود روابط بينها حتّى تأخذ كلّ قضية نصيبها الكافي من التحقيق والتمحيص والإلمام بكلّ جوانبها ... وعن ما يتوقّعة من هذه المحاكمة يقول الأستاذ الفريضي : سيكون الّرهان حتما على التعويض وهو ما لن يتناسب مع استحقاقات الثورة ومع ذلك نأمل أن تفكّك المحكمة القضايا وتعيدها إلى مكاتب التحقيق من جديد لمزيد التحقيق في مجرياتها ، فنحن نطمح إلى محاكمة عادلة في حجم انتظارات شعبنا تؤسّس لعدالة انتقالية حقيقية تذيب الجليد بين منظومة القضاء و المتقاضي ...