متى يفتح ملف المحاسبة في الجامعة؟ ورثت الجامعة التونسية لكرة القدم تركة ثقيلة من المكاتب السابقة فحتى خلال فترتها الزاهية والانتشاء بكأس افريقيا للأمم كان حجم الديون ثقيلا جدا وهو ما يستدعي اليوم وقفة جدية بسبب العُقل التي سلّطت على بعض حساباتها البنكية فقد تبيّن أن ديون الجامعة الحالية تفوق 7.8 مليون دينار وبالعودة الى تفاصيل هذه الوضعية فمن هذه الديون ما يعود الى ما قبل سنة 2006 والتي بلغت قيمتها الجملية 3.174 مليون دينار منها 2.374 مليون دينار أداءات على رواتب «روجي لومار» المدرب الأسبق للمنتخب الوطني بالإضافة إلى 800 ألف دينار ديون متخلدة بذمة الجامعة لفائدة شركة النهوض بالرياضة وهذا المبلغ الضخم هو تكاليف المباراة الودية الدولية التي جمعت المنتخبين التونسي والايطالي في 2004 مستحقات الأندية كادت تعقل؟ وسببت ديون «لومار» مشكلا حقيقيا سواء للمكتب الجامعي السابق أو الحالي فقد اضطرّ شهاب بلخيرية أمين المال الى البحث عن حلول جذرية وعاجلة للخروج من هذه الوضعية فحتى النزل لم تعد تقبل منتخباتنا بسبب الديون وعدم الايفاء بالالتزامات.. ووزارة المالية متمسكة بحقها ونفّذت حتى عقلة إدارية على التلفزة الوطنية وهو ما عطل صرف مستحقات الأندية من عائدات البث التلفزي. في نهاية المطاف تمكّن المكتب الجامعي من ايجاد حلّ مع وزارة الرياضة التي تدخلت لدى وزارة المالية لايجاد أرضية تفاهم مع الجامعة بما يمكّنها من استغلال مداخيلها التي ستذهب كلها الى حساب إدارة الأداءات باعتبار حجم الأداء المثقل على «لومار» وتوصّل أمين المال شهاب بلخيرية الى ايجاد صيغة خلاص إذ قامت إدارة الأداءات بتقسيم المبلغ على أقساط تمتدّ على مدة خمس سنوات بتسديد 80 ألف دينار كل ثلاثة أشهر على امتداد 20 ثلاثية وتم بموجب هذا الاتفاق وتسديد مبلغ الثلاثية الأولى رفع العقلة الإدارية التي كانت مسلطة على التلفزة التي ستسدّد خلال الأيام القليلة القادمة للجامعة مبلغ 1,9 مليون دينار قيمة القسط الثاني من حقوق البث التلفزي التي ستوزع على أندية الرابطتين الأولى والثانية.. تراكم الديون وقد بلغ حجم الديون بين 2006 و31 مارس من السنة الحالية 4.687 مليون دينار بينها 370 ألف دينار منح ومصاريف الحكام ومراقبي المباريات و833 ألف دينار غير خالصة وهي تهم المزودين (نزل ونقل..) كما بلغ العجز البنكي في 31 مارس من هذه السنة أي قبيل ساعات من انطلاق المكتب الجامعي الجديد في العمل 2,178 مليون دينار زيادة عن رواتب الإطارات الفنية خلال الشهر المذكور والمقدرة ب100 ألف دينار وأيضا منح اللاعبين والإطارات الفنية والبالغة 1,080 مليون دينار وديون أخرى مختلفة لفائدة صندوق الضمان الاجتماعي والستاغ والصوناد وكراءات وقيمتها 126 ألف دينار. ومن خلال الأرقام يظهر أن حجم الديون المهول العائد لما قبل سنة 2006 وراء تفاقم العجز، والسؤال المطروح، هو أين ذهبت كل هذه الأموال خاصة أن المعروف هو توزيع منح هائلة على الجميع بين 2004 و2006 أي بين رفع كأس افريقيا للأمم ولعب نهائيات كأس العالم 2006 رغم انعاش خزينة الجامعة بأموال «الفيفا»... وهي منحة الترشح للنهائيات..