ندين أحداث جندوبة وغار الدماء...وعلى مرتكبيها تحمل مسؤولياتهم القانونية - أدان رضا بلحاج الناطق الرسمي باسم حزب التحرير، الأحداث الأخيرة التي وقعت في جندوبة وغار الدماء، وقال أن مرتكبيها مدعووّن إلى تحمل مسؤوليتهم القانونية، خاصة وأن هذه الأعمال أضرت بمصالح المواطنين التونسيين. واعتبر بلحاج خلال ندوة صحفية عقدها حزب التحرير أمس بالعاصمة، أن هذه "الاعتداءات معزولة ولا تعبر إلا عن مقترفيها، وليس للحزب علاقة لا من بعيد ولا من قريب بتلك الأحداث." مؤكدا على أن حزب التحرير "ليس حزبا سلفيا، ولا يتبنى الفعل المادي ويختلف جذريا مع السلفيين في رؤيتهم وتصوراتهم لما يجب أن يكون عيله الوضع في تونس". وتعليقا عن تفاقم ظاهرة الاعتداءات السلفية في الآونة الأخيرة، وصف بلحاج هذه الفئة بأنها تفتقر إلى وعي سياسي، وهو ما جعلها عرضة للاختراق من أطراف تحاول فرض أجندات خارجية بهدف بث الفرقة وتشتيت وحدة التونسيين وتشويه الإسلام كبديل وحل لمشاكل هذه البلاد. وعن عدم الترخيص القانوني للحزب علق قائلا "حزبنا قائم الذات حتى في غياب التأشيرة القانونية ولن نستجدي الحكومة التي لم تبد أي تجاوب، وسنمضي في تحقيق أهدافنا، مرجعيتنا الوحيدة القرآن والسنة، مطمحنا الأساسي إقامة خلافة إسلامية، سبيلنا في ذلك الدعوى السلمية والمقارعة الفكرية بالأساس بعيدا عن التشنج والتشدد". ننأى بأنفسنا عن الدجل الديني السياسي وانتقد الناطق الرسمي لحزب التحرير الوضع السياسي الراهن، ووصفه بالمتعفن نتيجة المؤامرات والمناورات الخفية التي ترمي إلى تهميش دور الشعب في بناء دولته الجديدة بعد الثورة، إذ اصبح المواطن التونسي ريشة تتقاذفها النزوات السياسية في ساحة تشوهها بعض الوجوه ساندت المخلوع إلى آخر لحظة، نصبت نفسها مدافعة عن حقوق هذا الشعب.حسب تعبيره. واصفا في نفس السياق، الفترة الفاصلة بين 14 جانفي و 23 أكتوبر 2011 بأنها فترة التفافية ومعيبة في تاريخ تونس، لأن من أشرفوا على تسيير شؤون البلاد كانوا إمتدادا لنظامي بن علي وبورقيبة، على غرار الباجي القائد السبسي وفؤاد المبزع وعياض بن عاشور، الذين لغموا مسار الثورة وفخخوه، وهو ما يعكس الصعوبات التي تواجهها الحكومة الحالية مما دفع بها إلى تقديم تنازلات بمسميات حق أريد به باطلا على غرار حقوق الإنسان والديمقراطية، التي تهدف في حقيقة الأمر إلى تقويض المجتمع ونسف قيمه الإسلامية الأصيلة فيه، تحت غطاء الدجل الديني والدجل السياسي الذي ننأى بأنفسنا عنه. ولم يخف رضا بلحاج توجس حزبه من محاولات خارجية لسرقة الثورة، محذرا من مغبة إغراق البلاد في التداين والإقتراض حتى تبقى تونس تابعة للقوى الأجنبية معتبرا أن الإستقواء بها خيانة وإنتحارا سياسيا...