شهد مسجد الشيخ الزغواني بحي الغزالة من ولاية أريانة أول أمس حادثة غريبة من نوعها استهدفت وزير الشؤون الدينية نور الدين الخادمي. فضمن مساعي الوزير الرامية منذ مدة إلى العمل على تحييد المساجد لتكون بعيدة على التجاذبات السياسية والتوظيف للدعاية الخاصة ببعض الأفكار والتوجهات وخاصة السلفية منها التي ظهرت في عديد الجهات، تولى الخادمي أول أمس التوجه للمسجد المشار إليه بنية فض النزاع الدائر هناك والذي كان قد ظهر منذ أشهر وأدي في مناسبات سابقة إلى منع إمام الجامع المكلف من طرف الوزارة من تأدية مهامة، واستبداله بداعية معروف بتوجهه الفكري المتطرف بعد عودته إلى الساحة على إثر خروجه من السجن بعد تمتعه بالعفو العام وعودته من « الجهاد» في افغانستان. حلول الوزير بالمسجد كان قبيل صلاة العصر بقليل، لكن يبدو أن بعض من كانوا بالمسجد من حاملي الأفكار السلفية لم يكونوا يرغبون في حضوره، حيث ما إن حل بالمسجد ودخل إلى « المقصورة» الخاصة بالامام ليتولى التوجه إلى الحاضرين بكلمة حتي تولى هؤلاء قطع النور الكهريائي ومضخم الصوت، ثم غلق المقصورة ولاذوا بالفرار. وعلى إثر ما حصل شهد المسجد اضطرابات وتنديدا قام به جمع من المصلين وتلا ذلك تجمع المواطنين خارج المسجد وفي بهوه في محاولة لفك الحصار الذي ضرب على الوزير وفتح المقصورة التي حوصر داخلها، وكنا قد تابعنا هذه المشاهد مباشرة من أمام المسجد وعن قرب، لكن كافة المحاولات قد باءت في البداية بالفشل وتواصل حجز الوزير قرابة الساعة إلى غاية توصل البعض إلى فتح « المقصورة» وإخلاء سبيل الوزير. ولما هم الخادمي بمغادرة المسجد سعى البعض من الحاضرين إلى مده بحذائه لكن الاستغراب قد حصل لدى الجميع لما لم يجدوا الحذاء. وتبين في ما بعد أن الحذاء قد سرق أو أتلف، ولم يوجد له أثر البتة. وهكذا اضطر الوزير إلى البقاء في فناء المسجد لمدة فاقت الربع ساعة وكان خلالها واجما لا يقدر إلا على توزيع بعض الابتسامات امام الحاضرين، في حين انبرى البعض في التفتيش على الحذاء المفقود، أو في إيجاد « شلاكة» أو « قبقاب» للوزير. وأمام استحالة الأمر واستنكار الكثيرين لما جرى ولأنه لا يمكن أن يعامل الوزير بهذا الشكل أسرع بعض الحاضرين لشراء حذاء للوزير بعد الاستنجاد ببائع أحذية كان دكانه قريبا من المسجد. وأمام استغراب الجميع مما حصل، واعتبار ذلك سابقة غريبة وعجيبة لا تخلو من تطاول البعض على حرمة المسجد والوزير وحتى هيبة الدولة، غادر نور الدين الخادمي وزير الشؤون الدينية المسجد ولسان حال الحاضرين يردد « رجع الوزير بخفي حني». فهل بعد هذا يمكن السكوت عن تطاول وممارسات من هذا القبيل؟