تعددّت التصريحات الحكومية مؤخرّا حول انتعاشة القطاع السياحي بتونس مقارنة بالسنة الماضية، في هذا الإطار اتصلّت «الأسبوعي» بمحمد علي التومي رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار ومحمد بلعجوزة رئيس الجامعة التونسية للنزل اللذان أكدّا أنّ الوضع السياحي لا يزال دون المأمول وذكر التومي أنّ التصريحات الرسمية حول انتعاشة القطاع السياحي تسببّت في ضغط شركات الإيجار المالي(Leasing) على المؤسسات السياحية، قائلا: «لقد ورطّتنا تلك التصريحات مع شركات الإيجار المالي التي أصبحت تمارس ضغوطا متواصلة على المؤسسات السياحية التي باتت بدورها مهدّدة بفقدان تجهيزاتها لعدم قدرتها على سداد ديونها، فشركات الإيجار المالي كثفّت الاتصال بنا ظنّا منها أنّنا حقّقنا فعلا انتعاشة هامّة». وشاطره الرأي محمد بلعجوزة قائلا: «بسبب تلك التصريحات، أصبحنا نواجه ضغوطات من قبل البنوك والعمال كذلك، ظنا منهم أنّنا حقّقنا فعلا انتعاشة اقتصاديّة». وأكدّ كلّ من رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار ورئيس الجامعة التونسية للنزل أنّ الحديث عن الموسم السياحي الحالي بمقارنتة مع الموسم الفارط يعتبر «أمرا غير منطقي وخاطئا بالأساس لأنّ 2011 كان موسما كارثيّا في تاريخ السياحة التونسية، وإذا أردنا معرفة مدى انتعاشة القطاع السياحي فلا بدّ من المقارنة بموسم 2010»، على حدّ قولهما. واستنادا إلى إحصائيات الديوان الوطني للسياحة التونسية المتعلّقة بالأشهر الخمس الأولى من السنة الحالية، تبينّ أنّ السوق الأوروبية شهدت إقبالا بنسبة 54.9% مقارنة ب2011، في حين أنّها شهدت تراجعا بنسبة 27.2% مقارنة ب2010، وهي نفس النسبة التي تراجعت بها سوق أمريكا الشمالية خلال نفس الفترة. إقبال مكثّف للسياح الروس وعن الأسواق الجديدة، قال رئيس الجامعة: «ليست هناك أسواق جديدة ولكن وقع تدعيم أسواق قديمة». وأشار في هذا الصدد إلى السوق الروسيّة والسوق البولونيّة اللذان وقع تدعيمهما ليرتفع بذلك عدد السياح الروس بنسبة 242.3% مقارنة ب2011 وب48.1% مقارنة ب2010. من جهة أخرى، استنكر محمد علي التومي تصريح بعض المسؤولين عن نموّ القطاع السياحي استنادا إلى عدد السياح الذين دخلوا تونس، قائلا: «معظم السياح الذين يزرون تونس يتمتّعون بنسب تخفيض تصل أحيانا إلى 30 % و40%». في حين أشار محمد بلعجوزة إلى أنّ احتساب عدد الليالي المقضّاة في النزل يعتبر مؤشّرا رئيسيّا لمعرفة مدى انتعاشة القطاع السياحي، «فالسياحة لا تقتصر على عدد من دخل البلاد عبر الحدود وإنّما هناك جملة من المؤشرات التي تحدّد مدى تطوّر القطاع»، على حدّ قوله. وأمام تداول بعض الصحف خبرا مفادّه أنّ أغلب نزل الحمامات والمنستير وجربة وسوسة محجوزة بالكامل لشهر جويلية القادم وبأنّه لا مكان للحجوزات الإضافيّة مع إمكانيّة الحديث عن موسم سياحي استثنائي، نفى رئيس الجامعة التونسية للنزل ذلك الخبر قائلا: «لا أساس لهذا الخبر من صحّة، فنحن لم نعرف بعد إن كانت حجوزات شهر جوان قد تمّت، وليس لدينا اليوم مؤشرات ثابتة تمكّننا من وضع توقعات للفترة القادمة على مستوى الحجوزات في النزل». ويشار إلى أنّ وزارة السياحة صرحّت في وقت سابق بكونها تطمح إلى جلب 10 مليون سائح خلال 2016. وأمام انتقاده لتصريحات بعض المسؤولين الحكومييّن حول نموّ القطاع السياحي، ذكر رئيس الغرفة الوطنية لوكالات الأسفار ورئيس الغرفة التونسية للنزل أنّ القطاع السياحي بصدد النمو التدريجي مؤكّدا على دور استتباب الأمن في إحياء القطاع السياحي من جديد مع وجوب تدخلّ الحكومة للحدّ من الضغوطات الممارسة على أهل القطاع من قبل شركات الإيجار المالي والبنوك.