إستأثر موضوع الأحداث التي شهدها جندوبة و حي التضامن و الإنطلاقة و المرسى و منطقة إبن خلدون و السيجومي بالعاصمة أول أمس باهتمامات كبيرة من قبل المواطن التونسي. ففيما اعتبر بعضها أن مسار الأحداث يوحي بانزلاق البلاد نحو حرب أهلية طاحنة مستحضرين بذلك السيناريو الجزائري لسنوات الدم والرصاص ، تساءل البعض الآخر حول من تكون له المصلحة في اشعال فتيل النار وحاولة اعادة البلاد إلى المربع الاول. وقد عاشت مناطق عدة من البلاد عمليات ارباك و احراق واسعة استهدفت احزاب ومقرات امنية واخرى تابعة للاتحاد العام التونسي للشغل ومحكمة ابتدائية و ان بدت تحركات المعتدين واضحة من خلال استهداف اماكن معينة فان ذلك يؤكد ولا مجال للشك مستوى التنظيم المطلق لهم ولتحركاتهم. ولئن تبدو السلفية الجهادية اكبر المتهمين باحداث امس واول امس فان اطرافا سياسية على غرار حزب العمال الشيوعي التونسي اتهمت اطرافا اجنبية بالتحريض ولم يفت الامين العام للحزب حمة الهمامي باتهام مباشر لما اسماه بالمخابرات الاجنبية على حد وصفه. كما ركزت اطراف سياسية على من اعتبرتهم مندسين وفلول النظام السابق الساعين إلى اغراق البلاد في دوامة من العنف السياسي والتحريض عليه تحت يافطة «نصرة الإسلام«. فلمصلحة من يحدث كل هذا؟ وما علاقة الرسائل المشفرة لايمن الظواهري باحداث تونس؟ ومن بين التحاليل السياسية التي يتردد صداها داخل الكواليس أن ما تعيشه تونس اليوم انما هو ترجمة لبوادر صراع اسلامي -اسلامي بالوكالة اعتبارا لما يراه البعض من أن حركة النهضة تدعم الإسلام المعتدل الذي يعتقده عموم التونسيين وتدعمه كل من دولة قطر وتركيا وبين الإسلام السلفي الذي تصدره القنوات الوهابية والمحسوبة على شخصيات سعودية محسوبة على تنظيم القاعدة. وترى بعض التحاليل الاخرى انه من «الغباء» أن نعتبر أن من يتحرك في اتجاه التخريب في تونس هم من فلول النظام السابق على اعتبار انه لو كان كذلك فعلا لما انتظروا كل هذه المدة للسيطرة على الشارع ولما هرب بن على ليلة 15 جانفي بل انه سيعول على هذه الماكينة لاستعادة ما عجز الأمن على تحقيقه. حرق مقرات حزبية وقد حرصت المجموعات «مجهولة الهوية « إلى تقويض امن المواطن والى الاضرار باملاك الغير وحرق المقرات الحزبية ومن بينها مقري الحزب الجمهوري وحزب الوطنيين الديمقراطيين بجندوبة. و في اولى ردود افعالهم قال عضو المجلس الوطني ممثل جندوبة عن الحزب الجمهوري رابح الخرايفي أن ما حصل في جندوبة اول امس «واحد من مقدمات السيناريو في الجزائر.» واضاف الخرايفي أن ما يحصل انما هو مخطط وطني لاحراق البلاد ولم نفهم إلى حد الان من يقف وراء كل هذا هذا بالاضافة إلى غياب المعطى الامني بالجهة وهو ما شجع المجرمين على مواصلة تحركاتهم دون رادع.» تدخل الجيش واجب ومن جانبه قال عضو المجلس الوطني عن جهة جندوبة وممثل حركة الوطنيين الديمقراطيين منجي الرحوي أن المقر الاجتماعي للحزب بالجهة احرق بالكامل بعد أن وقع سكب كميات كبيرة من المحروقات وهو ما اتلف كل التجهيزات والوثائق. وبين الرحوي أن ما تعيشه تونس انما هو «دليل جديد عن فشل الحكومة في توفير الامن» داعيا الجيش الوطني ب»التدخل لفرض الامن على الجميع ولتطبيق القانون وحماية الحرية والديمقراطية.» خليل الحناشي حجارة.. "مولوتوف".. "لكريموجان" في مواجهات عنيفة بين قوات الأمن ومجموعات من الأشخاص بعد اقتحام فضاء العبدلية يوم الأحد الفارط من قبل عدد من الملتحين المحسوبين على التيار السلفي بتونس وذلك خلال عرض لوحات بالفضاء المذكور وصفها ذ المقتحمون- بالمسيئة للدين الاسلامي والمنافية للأخلاق تطورت الأحداث بشكل سريع ولافت وعمت الفوضى وعمليات الحرق عديد المقرات وكذلك المراكز الأمنية وخلفت عديد الأضرار المادية وكذلك مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والمعتدين. واللافت في هذه الأحداث استنفار المواطنين الذين حاولوا الدفاع عن بعض المراكز الأمنية والذود عنها ضد الحرق والاعتداء وكذلك تكاتف مجهودات الأمن والجيش لوضع حد للاعتداءات. وقد تم خلال اليومين الماضيين حرق جزء من المحكمة الابتدائية بتونس 2 مما تسبب في اتلاف عديد الملفات بمقر المحكمة المذكورة وحرق مكتب وكيل الجمهورية وكذلك مكاتب مساعدي وكيل الجمهورية والقضاة كما أخذت ازياءهم الرسمية اضافة الى حرق وتهشيم العديد من المكاتب الأخرى وخاصة قاعة المحكمة عدد 2 وقد حصلت مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والمعتدين الذين كانوا مسلحين بالهروات والسيوف وقنابل المولوتوف وقد تصدى لهم الأمن باستعمال الغاز المسيل للدموع لتفريقهم . وفي سياق سلسلة الاعتداءات تم حرق شاحنة تابعة للحماية المدنية قدمت للتدخل في عمليات اطفاء الحريق بمحكمة تونس 2 اضافة الى حرق مركز الحرس 2 مارس بالتضامن وفي نفس الاطار تمت محاولة حرق مركز الشرطة بالعطار بسيدي حسين وحصلت مواجهات عنيفة بين المعتدين وأعوان أمن مركز الشرطة بحي الانطلاقة وكذلك مركز الكرم الشرقي كما حاولت مجموعة حرق مركز الشرطة بقلعة الأندلس ولكن المواطنين تصدوا لها ومنعوها من حرقه كما تم في نفس الاطار قطع طريق بنزرت على مستوى مفترق حي الانطلاقة وتعطيل حركة المترو وكذلك السيارات مما أدى الى تطور الأمر الى مناوشات بين أعوان الأمن ومواطنين من السلفيين تحولت الى مواجهات حيث قام المعتدون برشق أعوان الأمن بالحجارة مما دفعهم لاستعمال الغاز المسيل للدموع للتصدي لهم. كما تم حرق مركز امن سوسة الجنوبية وقطع الطريق على مستوى معرض سوسة وحرق مركز حي الرياض والمنطقة البحرية للحرس. وقد أسفرت هذه الأحداث عن ايقاف مجموعة من الأشخاص بينهم سلفيين وسلفيين جهاديينتوذوي السوابق ومجرمين وباعة خمر وتظافرت جهود قوات الأمن والجيش الذي انتشر بصفة مكثفة والمواطنين للتصدي لعمليات الحرق والاعتداءات على المقرات.