المولدي بن علي المجاهد(حزب الأصالة): ندعو شبابنا المتحمس ألا ينجر إلى الاستفزازات ورد الفعل بالمثل - صلاح بوعزيزي(جبهة الاصلاح): «رسالة الظواهري جاءت قدرا بعد عرض اللوحات المسيئة» - عبد المجيد الجلاصي (حركة النهضة): «الحركة ترفض العنف الرمزي الذي يمس عقائد الشعوب» هل يمكن اعتبار أعمال العنف والفوضى، التى نسبت إلى مجموعات سلفية متطرفة، ردة فعل على رسالة أيمن الظواهري قائد تنظيم القاعدة التي أصدرها قبل يومين وحث فيها التونسيين على محاربة النهضة وكيف تعاملت الأحزاب ذات المرجعية الدينية مع الأحداث الأخيرة؟ فقد استبعد المولدي بن علي المجاهد أمين عام حزب الأصالة فرضية أن تكون عمليات الحرق والعنف والفوضى الأخيرة تلبية لنداء الظواهري.. فلا يوجد للظواهري حسب رأيه- قاعدة في تونس كما لا يعد زعيما للسلفية.. وقال:»ربما تكون الأحداث الأخيرة ردة فعل على الاستفزازات الصادرة على بعض الأطراف غير البريئة..» وأضاف:» لابد من التثبت والتحقق ممن أقدم على هذه الأعمال، فالجميع مع نصرة النبي ولكن ذلك لا يبرر الاعتداءات على المؤسسات العمومية.. كما أن الاعتداء على الآخر مرفوض رفضا قطعيا» وتابع قائلا:»وفقا لي الأمر ليس كما نراه.. فالأمر برمته يعد حملة على الشباب المسلم.. ونحن ندعو شبابنا المتحمس ألا ينجر إلى الاستفزازات ورد الفعل بالمثل..» وأشار الدكتور مجاهد:» أتواجد على مستوى شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة وأعاين عمليات اعتقال عشوائية من قبل رجال الأمن للشباب الملتحي وهذا أمر لا يبعث على التفاؤل فمن شأنه أن يزيد الطين بلة، فمن الأجدر أن يتم إصدار تعليمات واضحة وصريحة تعكس فرض الدولة للقانون، نحن في حزب الأصالة مع حفظ الأمن وفرض هيبة الدولة لكن ليس بهذه الطريقة..» واعتبر أن ما يقع «ربما يدل على ضعف الدولة فالمواطن لا يحتكم إلى الدولة عندما يكون هناك فراغ أمني.. وأين هو رجل الأمن الشريف؟ وما جدوى جهاز البوليس إن لم يتصدى للاستفزازات وردود الفعل على حد السواء.؟» رسالة الظواهري وبين صلاح الدين بوعزيزي الناطق الرسمي لجبهة الإصلاح أن الأحداث الأخيرة فيها الكثير من التداخلات، وقال:»»رسالة الظواهري جاءت قدرا بعد عرض اللوحات المسيئة والتي فيها اعتداءات على المقدسات الإسلامية..» وأبرز أن تحريات جبهة الإصلاح في مظاهر العنف الأخير تبين أن فيها العديد من الاختراقات والاندساس فهناك من يرتدي قميصا ويتلفظ بألفاظ بذيئة..؟» ولاحظ وجود نوع من «الاستفزاز المنظم في إطار ممارسة إرهابية على الإسلام يجرون عن طريقه الشباب المسلم المتحمس إلى ردة الفعل غير المسؤولة». وحمّل بوعزيزي المسؤولية لمؤسسات الدولة «التي سكتت عن التجاوزات السابقة على غرار عرض فيلم «برسيبوليس» وفيلم «لا ربي لا سيدي» وتدنيس كتب القرآن.. فكان يجدربها أن تنزل علي مرتكبي ذلك عقوبات شديدة.» وأضاف:»أما بالنسبة لما يقوم به الشباب المتحمس فنحن نقر ببعض التجاوزات التي لا ترقى إلى مستوى الفوضى أو العنف بل إن هذا الشباب يتعامل مع الأمر دون حكمة ويقع تضخيمه من قبل وسائل الإعلام.. لا نبرر العنف والمسؤولية الكبرى نحملها للسلطة وبقية مكونات المجتمع المدني والإعلام التي ضخمت الظاهرة السلفية.. وأعتبر أن ما يقع حلقة جديدة من مسلسل من انهزم في الانتخابات الأخيرة يريد بها الانقلاب على الشرعية والوصول بالبلاد إلى الفوضى..» عبد المجيد الجلاصي (حركة النهضة ) «حركة النهضة ترفض العنف الرمزي الذي يمس عقائد الشعوب» أما عضو المكتب السياسي لحركة النهضة عبد المجيد الجلاصي فقد شدد على ضرورة التمييز بين حرية التعبير والاستفزاز والإثارة والمس والتطاول على الرموز الدينية ممن يدعون أنهم فنانون.. وفق تعبيره. وقال:» هذا الأمر مرفوض من قبل كل الشرائع والقوانين. كما أنها أعمال غير بريئة يقصد منها التشويش على مسار الثورة ومحاولة إرباكها بإثارة قضايا ثانوية.. ونحن نعلم أن في تونس نوع من الشباب الهش يستهدف استفزازه من أجل التركيز على ردة فعله الانفعالية مع نسيان الفعل الرسمي.. وحركة النهضة ترفض هذا العنف الرمزي الذي يمس عقائد الشعوب.» «وبالنسبة لرسالة الظواهري أرى أن الموضوع بعيد تماما، فلا أتصور أن هناك تأثير لأيمن الظواهري أصلا.. خاصة أن هناك توجه نحو التنظيم داخل التيار السلفي (تكون مؤخرا أكثر من حزب سلفي )..» «وعلى جميع التونسيين في هذه المرحلة أن يتفقوا على أولوية المرحلة السياسية والاقتصادية والاجتماعية و ليست المعارك الإيديولوجية.. ودعا الجلاصي كل التونسيين إلى»عدم السقوط في فخ الاستفزاز» فهناك فئات تريد إشعال الوضع العام... كما على الشخصيات السياسية التمييز بين مبدأ التنافس على البرامج وبين المحافظة على مجتمعنا موحد خارج النزاع وبالتالي على القوى السياسية أن تتفق على طبيعة المرحلة التي لا تحتمل التجاذبات السياسية أو فرض نمط مجتمعي معين علما وانه من المفروض أن يتم تحديد القضايا التي ليست محل تجاذبات.. وتابع قوله:» ولا شك أن ظاهرة التدين معقدة ومن مسؤولية الدولة والمجتمع المدني على حد السواء احتواء هذه المجموعات وإدماجها داخل المنظومة الثقافية والاجتماعية.. «