رياض جلولي في كفالته بنت عمرها عامان و9 أشهر وزوجته حامل، وهو يعيش اليوم على وجه الفضل بعد أن أصبح يعاني من تشوّه خلقي وفقد حاسّة الشّم وغير قادر على العمل نظرا لحالته الصّحيّة الحرجة، وأما السبب في كل هذا فهو ضمادة نسيها الجراح في رأس رياض وعاش بها لمدّة ثلاثة أشهر ولم يتفطن لها الأطباء خلال الكشوفات حتى عطس في يوم من الأيام ليفاجأ بالضمادة تخرج من أنفه فكان الذهول والبهتة.. هي قصّة غريبة لكنها تحدث في المصحات الخاصة فرياض أصيل صفاقس تعرّض لحادث مرور في جويلية 2010 فنقل إلى الانعاش بالمستشفى في صفاقس وبعد أيام تم نقله إلى احدى المصحات الخاصة بنفس المنطقة أين خضع لعملية جراحية على مستوى الرأس لتبدأ رحلة المتاعب. 3 أشهر بضمادة داخل الرأس يقول رياض «.. بعد خضوعي لعملية جراحية نسي الجراح ضمادة في رأسي وبعد مغادرتي المصحة بقيت حالتي الصحية متدهورة لكن لا أحد تفطن للمسألة وبقيت الضمادة في رأسي طيلة ثلاثة أشهر حتى يوم من الأيام عطست فخرجت من أنفي فوقع ازالتها وبعد ذلك بعشرة اشهر ساءت حالتي وأصبت بتشوه خلقي جراء الانتفاخ في رأسي الناتج عن تعفن سببته لي تلك الضمادة وبعد عودتي للمصحة والخضوع للكشوفات قرر الطبيب أن يخضعني لعملية جراحية جديدة وهو ما أدى إلى تضرّر عيني حيث تأثر نظري..». رياض وجد نفسه في أكثر من مشكل، حيث يقول «عمري 31 عاما وفي كفالتي بنت لم تدرك بعد ربيعها الثالث وزوجتي حامل وأنا عاطل عن العمل، وحتى التعويضات عن حادث المرور الذي تعرّضت له لم أحصل عليها بل أكثر من ذلك لم أحصل على فواتير العملية الجراحية الثانية إلى اليوم بما يمكنني من تضمينها لملفي الطبي حتى لا أجد نفسي مضطرا لتسديدها..». محام.. وشكوى وانتظار أما هل سيقدم رياض شكوى لإثبات الخطإ الطبي الذي أدّى إلى تشوه خلقي؟ هنا يقول محدثنا «.. ماذا عساني أفعل فالمحامي المكلف بمتابعة قضية حادث المرور هو نفسه محامي المصحّة التي تضرّرت فيها.. وقد غيرته منذ أيام والملف ينتظر مزيد التحرّي والبحث خاصة أني لم أحصل على فواتير العملية الجراحية الثانية لنزع الضمادة والتي أقمت بسببها 28 يوما في المصحة لكن هذا لا يمنعني من مقاضاة الطبيبين.. إني في وضع محرج فحتى ابنتي لم تعد تعرفني بعد أن تغيرت ملامحي بسبب العمليات الجراحية والتشوهات..».