سكان حلق الوادي أدوا أدوارهم بتلقائية لافتة -يصور فريق مسلسل "عنقود الغضب" المشاهد الخاصة بوسائل الإعلام في تونس خلال السنوات الأخيرة من العهد البائد متخذا من "دار الصباح" بلاتوه لأحداثه، وبالمناسبة ننقل لكم جوانب من ردهات التصوير وتصريحات لأهم أبطاله حيث كان اللقاء الأول مع الممثل زهير الرايس الذي يجسد دور "محفوظ" الصحفي النزيه، الذي يتعرض للاضطهاد في عمله بسبب مواقفه المدافعة عن الحقيقة ضد رجال الأعمال الانتهازيين وفاقدي الضمير من العاملين في مهنته على غرار "مصطفى" (الممثل حمادي الوهايبي). وعن هذه الشخصية حدثنا زهير قائلا:" أؤدي احد الأدوار السلبية في أحداث المسلسل إلى جانب شخصية يحي الغول" وعن أدوار الشر التي يؤديها في أغلب إطلالاته الدرامية كشف حمادي الوهايبي من جهته، أن مخرجي المسلسلات لا يمتلكون الجرأة لتقديمه في شخصيات مغايرة لما عودنا عليه على الشاشة الرمضانية لكنه بين من جهة أخرى أنه يحاول في كل تجاربه التجدد على مستوى اختيار الشخصيات وتركيبتها. دسائس وأجواء متوترة أمّا الممثل المسرحي حسام الغريبي، الذي يتقمص شخصية سمير (مصمم الماكيت في جريدة المسار حيث تدور الأحداث) فحدثنا عن هذا الدور القائم على بث الدسائس في مكان عمله، مما يخلق أجواء متوترة بين الإعلاميين العاملين في الجريدة ويكون وراء عزل "محفوظ"من رئاسة التحرير وتشويه مسيرته الصحفية إلى جانب يحي الغول والصحفي الانتهازي مصطفى. على صعيد آخر، أعلمنا مخرج "عنقود الغضب" نعيم بن رحومة أنه عاش بعض الصعوبات في تحويل النص المكتوب لعمل تلفزيوني باعتبار أن الكاتب التونسي - في العموم- يعتبر نصه مقدسا ولا يقبل بسهولة تغير بعض أحداثه أو مفرداته الدرامية كما أضاف مصدرنا أن الظروف الإنتاجية ومسألة حرية الإبداع لم تشهد تطورا كبيرا أو ثوريا وأكد أن الرقابة الذاتية مازالت موجودة في أعماق الإداريين والفنانين على حد السواء. وعن أعماله الدرامية مع التلفزة التونسية، اعترف محدثنا أنه لا يفضل السلسلات الكوميدية (سبق وقدم تجربتين في هذا المجال مع الوطنية الثانية) وإنمّا يرغب في الأعمال ذات البعد الاجتماعي الدرامي لذلك يعتبر أن تجربتي "دنيا"و"عنقود الغضب" الأقرب لميولاته الإخراجية أمّا بالنسبة لكاستينع أحدث مسلسلاته فشدد نعيم بن رحومة على أهمية تقديم فرص لشباب المسرح التونسي والمواهب الصاعدة لذلك خير التعامل معهم في"عنقود الغضب" وقد أثبتوا كفاءتهم أثناء تصوير المسلسل الرمضاني كما كشف بن رحومة أنه استعان بسكان منطقة حلق الوادي لتصوير بعض مشاهد المسلسل حتى يبث فيه شيئا من الواقعية قائلا:" لأول مرة في الدراما التونسية نتخذ من المواطنين ممثلين وقد نجحوا في أدوارهم بكل تلقائية." رقابة ديوانية هذه المرة.. من جهة أخرى صرح نعيم بن رحومة ل"الصباح" أن منافسة القنوات الخاصة في رمضان لا تعنيه من منطلق أن أعمال التلفزة الوطنية تتعرض دوما للنقد فالمواطن يشعر أنه من حقه انتقاد مضمون هذه الأعمال ومستوى جودتها لأنه يدفع معلوم مشاهدتها على عكس الفضائيات الخاصة إذ لا يحق له نقدها ويكتفي بتغير المحطة في صورة لم يعجبه ما جاء فيها. وختم حديثه معنا بقوله بأن أعماله ليست مثالية على غرار المجتمع التونسي وتبحث دوما عن الاستمرارية والتطور من تجربة إلى أخرى. من جهتنا وخلال مواكبة أجواء التصوير مسلسل "عنقود الغضب" بدار الصباح علمنا من مصادر خاصة أن مشاهد السيناريو المصورة في ميناء رادس والمتعلقة بشخصية الديواني تعرضت لرقابة الديوانة التونسية التي قررت بعد الاطلاع على السيناريو رفض مد طاقم المسلسل بزيها الخاص رغم أن عون الديوانة المجسدة في أحداث المسلسل هو شخصية خيرة تبحث عن تطبيق القانون ولا تظهر فساد هذا القطاع الحيوي في بلادنا.