ساقية سيدي يوسف الصباح معتمدية ساقية سيدي يوسف الحدودية من ولاية الكاف المترامية الأطراف يبلغ تعداد سكانها أكثر من 12 ألاف نسمة وأغلبهم يقطن بالوسط الريفي. هذه القلعة الشامخة قهرت المستعمر الفرنسي وساندت الثورة الجزائرية وهي تحتوي على مخزونات طبيعية هائلة ظلت مهمشة حتى بعد مضي أكثر من سنة ونصف على قيام ثورة 14 جانفي. الاراضي الفلاحية شاسعة وصالحة لكل الزراعات والموارد المائية معتبرة والثروات الغابية لم يتم استغلالها على الوجه الأكمل لانعدام التشجيعات المقدمة للأهالي الذين أجبر البعض منهم على النزوح للمدن الكبرى فتركوا أراضيهم مهملة. الصباح قامت بزيارة ميدانية لعدة مناطق ريفية بهذه المعتمدية وحاورت البعض من متساكنيها الذين اشتكوا من تواصل سياسة التهميش وأكدوا معاناتهم من الخصاصة والحرمان وقلة ذات اليد. بعمادة الطابية الواقعة جنوب غرب المعتمدية يقول المواطن النوي الطوالبي إن أغلبية الأهالي يعتمدون على تربية الماشية وزراعة الحبوب والعمادة معروفة بسهولها الخصبة لأن وادي ملاق الذي يمر منها يمكن استغلاله في المجالات السقوية ولكن غياب الدعم والتشجيع حرم العديد من تنمية مواردهم. كما أن ما ينغص عيش الأهالي نذكر الانقاطاعات المتكررة أثناء التزود بالماء الصالح للشراب باعتبار أن الجمعية المائية المشرفة على العملية غير منتظمة في جمع مستحقات المشتركين وبالتالي يتم في كل مرة قطع التيار الكهربائي على محرك الضخ ولهذا يطالب الأهالي الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه أن تتولى المهمة وتصل منازلهم بقنوات المياه لاسيما وأن هذا المشروع مدرج منذ سنوات ولم يتم تنفيذه !!! أما بعمادة سيدي رابح الحدودية فيتحدث المواطن الطاهر التليلي ويذكر أن اغلب شبان العمادة عاطلون عن العمل والشغل بالحظائر الظرفية يتم لمدة 15 يوما في الشهر ومن يريد منهم بعث مشروع صغير يصطدم بالحواجز والعراقيل وفي غياب رأس المال والتشجيع والدعم من قبل السلط المحلية والجهوية العديد منهم ينزح للعمل بحظائر البناء بالمدن الكبرى فيما يؤكد المواطن محمد الغالي التليلي الذي كان يشتغل عون امن قبل أن يتم توريطه في العهد البائد في قضية عدلية ويقضى سنوات بالسجن ثم يغادره يذكر أنه ورغم مطالبه العديدة للعودة لشغله لم يتلق الرد وبالتالي ظل مجبرا على البطالة والحال انه متزوج وله ابن مراهق !!! وبعمادة فرشان يقول فتحي الورغي: في العهد البائد حرمت الأرياف من التمتع بثرواتها وحقها في التنمية لعدة عقود وحتى بعد ثورة الحرية والكرامة سمعنا باعتمادات رصدت ضمن الميزانية التكميلية لولاية الكاف تعد بالمليارات ولكن أين هي؟؟؟ كل المناطق الريفية بمعتمدية ساقية سيدي يوسف متعبة سواء من ناحية البنية التحتية أو غيرها من النواحي الاجتماعية والاقتصادية. لم يتغير شيء بعد هروب المخلوع بل عدة مناطق سارت نحو الأسوأ !!!. وبعمادة جرادو تقول الأرملة نخلة اليونسي أن حالها لم يتغير رغم العديد من المطالب التي توجهت بها للسلطات المحلية والجهوية لتمكينها من بطاقة علاج مجاني ومن المنحة القارة باعتبارها بلا سند ومحدودة الدخل كما أن منزلها الذي تضرر من أمطار فصل الشتاء وأصبح متداعيا للسقوط والذي تمت معاينته من قبل السلط المعنية لم يتم مساعدتها على ترميمه. وفي هذا الإطار يقول جارها محسن الجبالي أن منزله البدائي يكاد ينهار وقد وجه مطالب للحصول على تحسين مسكن ولكن لم يجد الرد الشافي. و بمنطقة عين مازن يذكر الشاب بشير صعوبة التنقل عبر الطريق التي هي عبارة عن مسلك فلاحي غير مهيّإ ويضيف أن المنطقة مهمشة وفي غياب تدخل فاعل من السلط المحلية والجهوية أصبح يفكر بجدية في النزوح للمدينة والبحث عن شغل يضمن له ولعائلته العيش الكريم. وبمنطقة سكرونة التي لا تزال شبه معزولة وهي محرومة من عدة مرافق أساسية يؤكد المواطن احمد على ضرورة دعم المناطق الريفية التي همشها العهد السابق ولم تنل حظها من ثمار ثورة 14 جانفي؟؟؟