الدكتور رمضان حضري : والله لو كان نجيب محفوظ حيا لما نالها... توّج هذه الأيام الأديب والناقد التونسي خالد الأسود بجائزة عماد قطري للإبداع والتنمية الثقافية التي تنتظم في مصر وقد تسلمها في حفل بهيج لمس من خلاله مدى التقدير والمحبّة التي يحظى بها الأدب التونسي بصفة عامة لدى الإخوة المصريين. هذا ما صرح به الأستاذ خالد الأسود ل"لصباح" حال رجوعه من مصر. هذه المسابقة تقدم لها 30 روائيا من مختلف الدول العربية بروايات متنوعة المستوى والأغراض وكانت في غالبها حسب تقرير لجنة التحكيم غاية في الإبداع والتميز والحرفية وقد اتفقت لجنة التحكيم التي تكونت من د. رمضان الحضري، أ. هشام السحار، أ. محمود رمضان الطهطاوي وترأسها الأديب، أ . قاسم مسعد عليوةبيقين لا يشوبه شك على اختيار الروائي التونسي للفوز بمسابقة القصة القصيرة دورة القاص والروائي الكبير / عبد العزيز مشري لأفضل رواية والتي كان مقررا لها أن تنمح لفائز واحد حسب ما ورد في إعلان الجائزة إلا أن أمانتها العامة اضطرت لان تضيف جائزتين للمرتبتين الثانية والثالثة نظرا للمستوى الراقي والمتميز للعديد من الأعمال المشاركة وهكذا كانت الجائزة الأولى من نصيب التونسي أ . خالد بن محمد بن بلقاسم خالد الأسود عن رواية "إنساليس"والجائزة الثانية من نصيب : أ . عبد الواحد العلمى من المغرب عن رواية "زمن ابن عجيبة" والجائزة الثالثة ل:أ . إبراهيم سليمان نادر من العراق عن رواية - "عطش الحمائم" طبعا بقطع النظر عن المقدار المالي الضئيل لهذه الجوائز تكمن أهمية الفوز بها في عدد المشاركين ونوعيتهم والبلدان التي ينتمون لها والاهم من ذلك كله هو طباعة الأعمال الفائزة ونشرها بالتعاون مع دار وعد للنشر بالقاهرة. وقد قال خالد لسود متحدثا عن الفوائد التي حصلت له من مشاركته في هذه المسابقة : "لمّا قررتً السفر إلى مصر لتسلّم جائزة عماد قطري للإبداع والتنمية الثقافية لامني كثيرون لأنّ مبلغ الجائزة كان هيّنا بالكاد يغطّي تذكرة السفر فقلت لا تتعجّلوا في الحكم وضعوا الاعتبار المادي جانبا . فبسبب هذه الجائزة تعرفت على ثلاث دور نشر وستقع طباعة كتبي السابقة بإحدى هذه الدور . و تمكّنت من فتح الطريق لإمكانية طباعة روايات تونسية في إحدى دور النشر المصرية التي رشحتني لأنتخب لها بعض المختارات من المدوّنة الروائية التونسية وللتفاوض مع أصحابها هذا إضافة طبعا إلى تعرفي على نخبة من ألمع الأدباء المصريين كالشاعر الكبير عماد قطري رئيس مركز الإبداع والتنمية الثقافية الذي حباني برعاية وتشجيع على القدوم إلى مصر لتسلّم الجائزة . وقد اكتشفت فيه ذلك البعد الإنساني العميق والهوس بالثقافة واحترام المبدعين العرب. وعلى الشاعر المتألق أشرف عزمي وعلى الدكتور رمضان الحضري الذي سعدت بمحادثته واكتشاف نظريته النحوية وعمق إلمامه بالأدب العربي وموضوعيته وتقديره للإبداع بقطع النظر عن الأسماء. كما تعرّفت على الأخ عبد الناصر الدشناوي الإعلامي الذي لم يدّخر جهدا في مساعدتي وإثراء جلساتنا بثقافته العالية ووعيه المتميّز.. وعلى الأديبة الفاضلة والقاصّة المتميّزة نهى سالم والشاعر البارع محمود مغربي الذي أهداني مجموعته الشعرية الأخيرة : " صدفة بغمّازتين " وعلى الفنّانة التشكيلية سوزان تميمي صاحبة دار إيزيس للفنون والنشر . وأحمد الجميلي صاحب دار وعد للنشر والتوزيع الذي كان له الفضل في طبع روايتي الفائزة "انساليس " طباعة مصرية رائقة تدلّ على رفعة ذوقه . شهادة أعظم من التتويج طبعا مثل هذا التتويج لا يمكن أن لا يترك عميق الأثر على النفوس خاصة إذا كان في مصر التي نال ابنها الراحل نجيب محفوط جائزة نوبل للآداب وفي هذا الخصوص قال الأستاذ خالد الأسود : كان التتويج الأعظم بالنسبة لي هو ما جاء على لسان الدكتور رمضان حضري الذي أشرف على أعمال لجنة تحكيم جائزة الرواية والذي حباني بشهادة أعتزّ بها فوق أي شيء آخر . فقد لامه بعض الأخوة المصريين غيرة على بلدهم طبعا ولا لوم عليهم في ذلك وقالوا له إن روائيين مصريين كبار قد شاركوا في هذه المسابقة فلماذا لم يسلّم الجائزة لمصري فردّ عليهم بموضوعيته المعهودة : " والله لو أنّ نجيب محفوظ كان حيّا وتقدّم لنيل هذه الجائزة في هذه الدورة لما نالها غير الذي يستحق والذي يستحق في هذه الدورة عن جدارة هو التونسي خالد الأسود ".