إن الكميات الكبيرة من الأمطار التي تساقطت على مدينة عين دراهم في شهر فيفري الماضي كانت سببا في تشريد وتجويع العديد من العائلات وذلك بفقدانهم لمنازلهم حيث أصبحوا بين عشية وضحاها يفترشون الأرض ويتغطون بالسماء. وأكثر من 25 عائلة أي ما يعادل 81 فردا (كبارا وصغارا) كلهم غادروا منازلهم قصرا مخافة أن تتهاوى عليهم جدرانها خاصة اثر الانزلاقات الأرضية . هذه العائلات المنكوبة تم إيوائها في مرحلة أولي بمعهد خمير ثم في مرحلة ثانية بدار الشباب بعين دراهم في انتظار إيجاد الحلول اللازمة لها لكن طال انتظارهم ولم تتغير أحوالهم بل زادت تعقيدا فأصبحوا عاجزين حتي عن توفير الأكل لهم ولفلذات أكبادهم الذين ينامون في بعض الليالي جياعا . هذه العائلات قست عليها الطبيعة وزادت قسوة قلوب المسؤولين ليجبروا على الرجوع الي منازلهم المهددة بالسقوط بين الحين والآخر محبذين الموت تحت أنقاضها في انتظار التعويضات المعلن عنها لفائدتهم والتي تتمثل في تحسينها أوتمكينهم من مساكن جديدة. هذه العائلات رجعت كلها الي مناطقها في انتظار الحل إلا عائلة علي بن العربي البشيني أصيل منطقة" أولاد سدرة" من عمادة" ببوش" الحدودية فقد بقيت معلقة بدار الشباب وهي متكونة من أب معوق وزوجة متخلفة ذهنيا وابن عاطل عن العمل . عائلة عم علي هي أسرة بسيطة وفقيرة ان لم نقل منعدمة ولعل من أهم مطالب هذه العائلة التي زرناها مؤخرا بمقر اقامتهم بدار الشباب الحق في العدالة الاجتماعية والعيش الكريم؛ فالمعيل الوحيد لها عم علي يعاني من مرض مزمن منعه من الحركة فهويحمل بطاقة معوق ولا يملك من الدخل سوي منحة العجز تتوزع بين فاتورة الكهرباء ومتطلبات الحياة اليومية من دواء وغذاء . عم علي يعيش ظروفا أسرية صعبة بسبب سوء حال المسكن الذي اضطر للخروج منه فهو بيت مغطى بالزنك وبات مهددا بالسقوط بسبب تساقط الثلوج حيث تصدعت جدرانه وأصبح غير صالح للسكنى. عم علي قال إنه تقدم بعديد المطالب قصد تحسين مسكنه وكان هذا في عهد المخلوع من أجل توفير أفضل الظروف لأسرته لكن الى حد الآن لم يتم دراسة ملفه رغم تلقيه العديد من الوعود من قبل جميع الأطراف . ويطالب عم علي السلط المحلية والجهوية والحكومة والشؤون الاجتماعية تسخير مرشدة اجتماعية من اجل النظر في وضعه الاجتماعي لتحسين مسكنه. ونحن نودع عم علي لا بد من التذكير أن حالته الصحية تنذر بالخطر وهو يعاني من أوجاع شديدة تجعله يدخل في غيبوبة لبعض الساعات. وكما قال لنا ابنه محمد إنه يخشي أن يموت والده وهو لا يزال يقيم بدار الشباب دون أن يتم تمكينه من مسكن لائق يعيش فيه ما تبقى له من العمر .