"علاش القمرة ماتضويش" و"غرام في اعتصام" و"مش أكثر ملي راح" هي من بين الانتاجات الخاصة للمطرب حسن الدهماني.. أعمال فنية استهلّ بها هذا الفنان سهرته ليلة أول أمس بالمسرح البلدي بالعاصمة في إطار مهرجان المدينة في دورته الثلاثين، فضلا عن كلاسيكيات الموسيقى العربية من أدوار وموشحات وقصائد وأحلى الأغاني التونسية. ومن المؤسف أن كان الجمهور متواضع العدد لأن برنامج السهرة كان ثريا سواء من حيث الآداء والألحان أو المقاطع الطربية الأصيلة التي تفنن حسن الدهماني في غنائها، مستعرضا إمكاناته الصوتية الهائلة التي تؤكد في كل مرة أنه جدير بأن يعتلي أكبر المسارح التونسية وأنه سيبقى من بين الأصوات المتفردة في ساحتنا الفنية.
نقطة أخرى في غاية الأهمية تُحسب لفائدة الفنان حسن الدهماني ليلة أول أمس وهي أنه على الرغم من الحضور المحتشم للجمهور فإن ذلك لم يحل دون تألقه وإمتاع الحاضرين بأشهر أغانيه، بل وصل الأمر إلى أن أصرّ الجمهور على أن يعيد له العديد من المقاطع التي أبدع في آدائها فلم يكن إلا مستجيبا حرصا منه على أن يثبت قيمته الفنية وأن يبقى في ذاكرة التونسيين والأجيال القادمة، وهو ما صرح به ليلة أول أمس بالمسرح البلدي منتقدا تجاهل بعض المحطات الإذاعية الخاصة مثلا. سهرة طربية متنوعة بعد آداء وصلة طربية بقيادة عازف الكمنجة نبيل زميط استهل الفنان حسن الدهماني العرض بأغنية "ليالي رمضان" التي راوحت بين الكلمة ذات المعنى المعمق والطرب تنزلت في إطار الاحتفال بشهر رمضان المعظم.. فأغنية لطفي بوشناق "وينك يا حبي القديم" التي أبدع في آدائها وأضفى عليها نفسا جديدا ليشير فيما بعد للحاضرين أنه حان الوقت لتقديم إنتاجه الجديد فكان الموعد مع "مش أكثر ملي راح" وهي أغنية شرقية تنتمي الى ألبومه الجديد أبدى من خلالها حسن الدهماني سهولة في الانتقال من مقام إلى آخر خاصة في تعامله مع مقامات الغناء الطربي وهي الراست والبياتي والسيكا. ثم غنى حسن "حمّلتني ذنب الغرام" ليستعرض قدراته الصوتية في التنقل بين أجزاء اللحن واستخدام العُرَبِ الصوتيّة بما يبرز جمال اللحن المؤدي فضلا عن تركيزه على مخارج الحروف، الأمر الذي يتجاهله -للأسف- العديد من المغنين. الملفت للانتباه أن الدهماني كلما أدى أغنية إلا وألهب حماس الجمهور الذي تفاعل معه تفاعلا كبيرا خاصة مع أعمال المؤلف بشير اللقاني والملحن حسن محنوش على غرار "علاش القمرة ما تضويش" و"يا أمو جناح" و"بلادي". في آخر السهرة كان الموعد مع أحلى ما غنى ملحم بركات مع "دخيلك" و"تعالى ننسى" وأحلى الأغاني التونسية ك"أنا كالطير في وكري نغني" لعلي الرياحي و"أنا عاشق يا مولاتي" لسمير العقربي. كما لم تغفل الفرقة الموسيقية عن عزف النشيد الرسمي التونسي آخرالعرض.. رسالة تحمل أكثر من معنى..