تونس - الصباح:لا شيء يمكن أن يعوضنا عن سهر الليالي وعن التعب والإرهاق إلا النجاح.. فهو غاية المنى وحلم كل واحد منا.. حتى أولئك الذين لم يبذلوا جهودا كبيرة خلال السنة الدراسية.. هذا ما قاله مجدي المناعي تلميذ البكالوريا بمعهد باب الخضراء بالعاصمة.. ولعل ما يضاعف رغبة الجميع في النجاح على حد قوله هو أن باكالوريا هذا الموسم هي آخر بكالوريا في النظام التربوي القديم.. وكان مجدي قد أجرى اختبارا في مادة التقنية وهي مادة رئيسية في شعبة التقنية.. وذكر أن كل تلميذ مطالب هذا العام بالنجاح ولا شيء غير النجاح.. ولكنه هو يتوق إلى التفوق في الامتحان وإلى حصاد جهود عام كامل من الدراسة والتحصيل.. وعن اختبار التقني الذي دام أربع ساعات كاملة قال إنه في المتناول الأمر الذي يدعو إلى التفاؤل ويبعث في النفس الرغبة في مواصلة بقية الامتحانات بنفس الجهد والعزيمة. ولم يخف مجدي مخاوفه من بعض الأسئلة الواردة في الاختبار وقال إنها كانت من السهل الممتنع وهو ما أقر به عدد من زملائه في نفس الشعبة. ولا يختلف تلاميذ الاقتصاد والتصرف عن زملائهم في شعبة التقنية إذ أبدوا ارتياحا كبيرا بعد الخروج من قاعات الامتحان.. وقالت مريم إن الاختبار يدوم ثلاث ساعات لكن نظرا ليسر المسائل التي تضمنها فقد تمكنت من الإجابة عن الأسئلة في وقت أقل من الوقت المحدد وذكرت أنه بإمكان التلميذ الممتاز في اللغة الفرنسية والذي تابع الدروس الخصوصية خلال السنة الدراسية انجاز اختبار جيد والحصول على معدل مرضي دون اعتماد الحفظ ولكن المعضلة الكبرى التي يعاني منها التلاميذ تكمن على حد قولها في تدني مستوياتهم في اللغة الفرنسية.. وهو نفس ما يقره زميلها محمد إذ يقول «أتساءل في قرارة نفسي كيف سيكون مصيرنا في الجامعة وجلنا يشكو من تردي مستواه في اللغة الفرنسية.. وهل سنتمكن من النجاح في البكالوريا واللغة الفرنسية تعوزنا ونحن نرتكب الكثير من الأخطاء في الرسم والنحو». ويضيف محمد «يجب على التلميذ أن يكون ملما باللغات الأجنبية وخاصة الفرنسية وأن يحاول بنفسه إنقاذ نفسه وتجاوز الصعوبات في التّعبير.. لأنه بتجاوزها يضمن لنفسه القدرة على التحليل والتعبير وإجراء اختبار في الاقتصاد». أما نسرين فقد عبرت عن تفاؤلها الكبير بالنجاح نظرا لأن اختبار الاقتصاد على حد قولها «سهلا.. وفي المتناول». ولا تنكر زميلتها صفاء أن التلميذ الذي يتابع دروسا خصوصية هو الذي لا يجد صعوبات كبيرة في امتحان البكالوريا.. خلافا للذين لا يتابعون هذه الدروس.. لأنهم حتى وإن نجحوا فإن ذلك لا يحصل إلا ببذل جهود مضاعفة.. وهو نفس ما ذكره التلميذ عبد الحميد وقال إن برنامج التصرف طويل للغاية ويتطلب من التلميذ متابعة دروس خصوصية لكي يستوعبه بكيفية تسمح له بإجراء الامتحان في ظروف عادية بعيدة عن الخوف والشك في قدراته ومن مكتسباته. وقال عبد الحميد إن اختبار الاقتصاد في المتناول ويأمل أن يكون اختبار التصرف سهلا أيضا.. مخاوف ولئن أبدى تلاميذ التقنية والاقتصاد والتصرف تفاؤلهم باختبارات اليوم الثاني من امتحان البكالوريا فقد بدا على وجوه المترشحين من شعبتي العلوم التجريبية والرياضيات الكثير من الإرهاق ولم يخف مخاوفهم من محتوى العلوم الطبيعية والرياضيات. وتقول مروى الوجهاني إن مادة العلوم الطبيعية تضمنت تمرينا سهلا لأنه احتوى على جملة من الأسئلة والأجوبة وما على التلميذ سوى اختيار الجواب المناسب للسؤال المطروح عليه. كما تضمن تمرينا حول التناسل لدى المرأة والرجل ومسألة صعبة وطويلة ومتشعبة الأسئلة حول الوراثة.. ويتفق معها في الرأي زملاؤها محمد وأحمد.. أما سميا ومحمد اللذان يتابعان اختصاص الرياضيات فقد قالا إن اختبار الرياضيات طويل للغاية ولا يمكن انجازه في أربع ساعات فحسب.. وهو ما أثار قلقهما. تلاميذ الآداب أيضا متخوفون بل كثير منهم متشائمون وقد كانت المسائل المطروحة عليهم أمس في مادة العربية غير متوقعة فطالما حضر المتنبي في امتحان البكالوريا لكنه هذا العام احتجب عن أنظارهم رغم أنه الشخصية التي استحوذت على اهتمامهم وقضوا الليالي الطوال يحفظون شعره ويحللونه. رحمة العرفاوي وزميلتها أحلام تجتازان الباكالوريا لأول مرّة قالتا إن اختبار العربية صعب للغاية وقد فضلتا تحليل موضوع حول السد لمحمود المسعدي.. «لئن تعددت أطراف الصراع في السد فإنها في الحقيقة لم تكن سوى صدى لأصوات كامنة في ذات غيلان ذاك البطل الذي يحفزه الطموح وتعوقه العراقيل».. وطلب من المترشحين تحليل هذا الرأي ومناقشته استنادا إلى شواهد من مسرحية السدّ.وفضل محمد تحليل موضوع «لا يتجلى غرض التوحيدي في الإمتاع والمؤانسة في تسجيل واقع عصره بل يتجلى في معالجته لقضايا عصره معالجة عقلية».. وطلب من التلاميذ تحليل هذا القول وإبداء الرأي فيه استنادا إلى كتاب الإمتاع والمؤانسة. أما الموضوع الثالث فهو تحليل نص «مجلس في الجنان» من رسالة الغفران لأبي العلاء المعري وهو مرفوق ببعض الأسئلة.. ونظرا لأن جل التلاميذ خصصوا القدر الأكبر من فترة المراجعة لمحور المتنبي فقد خاب أملهم أمس..