لا تبدو وضعية الخطوط التونسية في أحسن أحوالها. فبعد الأرقام المفزعة التي قدمتها مؤخرا الكاتبة العامة للخطوط الجوية التونسية حول خسار الشركة التي بلغت 100 مليون دينار السنة الفارطة وتراجع عدد مسافريها بحوالي 14 بالمائة وتراجع ساعات الطيران والمداخيل، أصدرت مؤخرا نقابات الخطوط التونسية بيانا حملت فيه الإدارة العامة ومن ورائها وزارة الإشراف مسؤولية تدهور وضع الخطوط التونسية بسبب عدم اتخاذ الإجراءات والقرارات اللازمة بالسرعة المطلوبة. وتضمن بيان نقابات الخطوط التونسية وهي النقابة الأساسية لفنيي الطائرات ونقابة المضيفين والمضيفات ونقابة إطارات الخطوط التونسية إلى جانب نقابة الطيارين،الإشارة إلى أن الصعوبات التي تمر بها الشركة مردها ضعف الأداء وسوء التصرف في التسيير داخل بعض الإدارات. إتّهامات بالتّقصير وتحدث البيان كذلك عن نقائص في السير العادي للعمل على غرار الإضطرابات في البرمجة العادية للطيارين والملاحين مما أثر سلبا على المردودية وتسبب في خسائر فادحة. هذا بالإضافة إلى عدم أخذ الإحتياطات اللازمة لإنجاح الموسم السياحي والعمرة والحج . وعدم إلتزام إدارة الخطوط الفنية بالآجال العادية لأعمال الصيانة مما انعكس سلبا على الرحلات. ملفات عالقة ويضيف كريم اللومي عضو بنقابة الطيارين أن العديد من الملفات عالقة إلى حد الآن في وزارة النقل مما يعطل العمل في الخطوط التونسية على غرار ملف إعادة التنظيم الهيكلي للمؤسسة الذي يتضمن تغييرا في المسؤوليات ودمج بعض الإدارات. أشار أيضا كريم اللومي إلى وجود تردد في فتح ملفات الفساد في الشركة وتغيير بعض الأشخاص لتأمين النجاعة في معالجة هذا الموضوع . وعن أسباب هذا التردد في اتخاذ القرارات اللازمة يقول محدثنا إن الأسباب قد تكون سياسية أو لقلة الخبرة لدى مستشاري وزارة النقل كما لا يستبعد وجود أسباب خارجية تهدف إلى إضعاف الشركة وإلى اضمحلالها لصالح جهات أخرى. وذكر محدثنا في هذا السياق بأن الكثير من الشركات الطيران الخليجية ومن بينها القطرية أعربت سابقا عن رغبتها في العمل على بعض الخطوط المبرمجة للشركة على غرار خط تونس بيكين "وهي أي الشركات تعلم جيدا أن الخطوط التونسية موجودة في نقطة استراتيجية هامة " برنامج إنقاذ وتطالب نقابات الخطوط التونسية بالإسراع في اعتماد مخطط أو برنامج إنقاذ للشركة .حيث أشار كريم اللومي أن النقابات ترغب في المشاركة في ضبط هذا البرنامج والحضور أسبوعيا في الإجتماعات للضغط باتجاه انعاش الشركة وانقاذها سيما وأنه تم التعهد سابقا بالانتهاء من ضبط برنامج الإنقاذ في جوان الفارط ولم يتم احترام هذا الأجل.وتم اليوم ضبط موعد في سبتمبر المقبل للشروع في انعاش الخطوط التونسية التي تمر بفترة حرجة.